#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
ساعاتٌ ويقفلُ بابُ الترشيحاتِ. لكنَ الكلمةَ الفصلَ في القانونِ القائمِ على النسبيةِ، ليستْ للترشيحاتِ في ذاتها، بل للوائحِ...
ووفقاً للمادةِ 52، تنتهي مهلةُ تسجيلِ اللوائحِ قبلَ 40 يوماً من موعدِ الانتخابِ.
ولذلكَ، كلُّ الأنظارِ شاخصةٌ على ما سيجري حتى منتصفِ ليلِ 4-5 نيسان.
مَنْ سيتحالفُ مع مَن سياسياً؟ والأهمُ هو:
كيفَ تستعدُّ قوى المجتمعِ المدنيِّ للمعركةِ؟
***
القوى السياسيةُ دبَّرتْ أمورها لتحافظَ على وجودها في المجلسِ:
الثنائيُّ الشيعيُّ سيضمنُ المقاعدَ الـ27 التي تعودُ إلى الطائفةِ،
والقوى المسيحيةُ بلغتْ شوطاً متقدماً بعدَ اكتمالِ مرشحي "القواتِ اللبنانيةِ" الطامحةِ إلى حجمٍ أكبرَ للكتلةِ النيابيةِ، كذلكَ التيارُ الوطنيُّ الحر الذي اعلنَ مرشحيهِ…
وأمَّا سنِّياً فستتبلورُ الصورةُ، إذ وبحسبِ مصادرَ عائلاتٍ بيروتيةٍ، "يا ليتَ الرئيس فؤاد السنيورة لا يترشحُ"،لأنه لا يمثلُ اطلاقاً الطائفةَ السنِّيةَ الكريمةَ .
***
ولكن، ماذا عن قوى المجتمعِ المدنيِّ؟ وهل استعداداتها في مستوى التحدِّي؟
لنْ نتسرَّعَ ونعطيَ صورةً غيرَ واقعيةٍ، فحتى الآن، لا بأسَ بأعدادِ المرشحينَ من داخلِ هذا الفريقِ،
ولكنْ: هل يتوحَّدُ هؤلاءُ أم يتصارعونَ ليُسقِطَ بعضهم بعضاً، وتَربحَ أحزابُ السلطةِ مجدداً؟
للتذكيرِ، في انتخاباتِ 2018، تنافستْ 77 لائحةً، بينها 28 شكَّلها المجتمعُ المدنيُّ، إما وحدَهُ وإما متحالفاً مع سياسيين،
وفي النهايةِ، حقَّقتْ قوى السلطةِ فوزاً ساحقاً. ولم يخرق المجتمعُ المدنيُّ إلاَّ بمقعدِ بولا يعقوبيان.
***
مَن يتواصلُ مع "ثوارِ 17 تشرين" يجدُ أن الديناميةَ موجودةٌ، وإرادةَ العملِ موجودةٌ، والنيَّاتِ الطيِّبةَ عموماً موجودةٌ،
لكنَ الغائبَ هو التنسيقُ..!
في بيروت الأولى والثانية ملامحُ أكثرِ من لائحةٍ مدنيَّةٍ، وخلافٌ حولَ مسألةِ التعاونِ مع قوى الاعتراضِ الحزبيةِ والسياسيةِ،
وفي المتنِ محاولاتٌ لبلورةِ لائحةٍ، لكنَ المواجهةَ مع الأحزابِ قاسيةٌ،
وفي الشوف- عاليه، وكسروان- جبيل أكثرُ من صيغةٍ متداولةٍ، ولا شيءَ واضحاً حتى الآنَ.
وفي الشمالِ الثانيةِ، يتداخلُ حابلُ القوى السياسيةِ بنابلِ القوى المدنيَّةِ، وكذلكَ في زحلة والبقاع الغربي وصيدا- جزين.
وفي المحصلةِ، عجقةُ ترشيحاتٍ وتحضيراتٌ للوائحَ لدى "الثوارِ"، ولكنَ الغالبَ هو منطقُ "يا ربُّ نفسي"...
***
لذلكَ، سؤالنا إلى الذينَ يرفعونَ شعاراتِ التخلُّصِ من منظومةِ الفسادِ:
هل بهذهِ الطريقةِ ستفوزونَ؟
لبنانُ المنهوبُ بالفسادِ، والذي جاءتْ حربُ أوكرانيا لتخنقهُ نهائياً، هل هكذا تنقذونهُ؟
هل بالتسابقِ على المقاعدِ تنتصرونَ، أم بخطةِ الإنقاذِ المتكاملةِ سياسياً واقتصادياً؟
***
إكراماً واحتراماً لثورةِ ألارزِ...
وإجلالاً لشهدائها ألابرارِ،
اتَّحدوا يا ثوارُ، إنها فرصتُكمْ...!