#الثائر
-" الهام سعيد فريحة "
يومانِ وتنتهي مهلةُ تقديمِ الترشيحاتِ للانتخاباتِ النيابيةِ، مع حركةِ تقدُّمٍ بطيئةٍ حتى الساعةَ رهاناً على المرشحينَ الباقين او مَن ينوونَ التقدُّمَ للانتخاباتِ على تقديمِ ترشيحاتهمْ في اليومينِ المقبلينِ، وحتى منتصفِ ليلِ الثلاثاءِ - الاربعاء ...
اللافتُ حتى الساعةَ احجامُ عددٍ كبيرٍ من النساءِ عن التقدُّمِ رغمَ الحشدِ الكبيرِ لذلكَ كما يمكنُ تسجيلُ اسماءِ متقدمينَ شبابٍ كانوا في نواةِ ثورةِ الارضِ، لكنهم يجدونَ حتى الساعةَ صعوبةً في إدخالِ اسمائهمْ الى لوائحَ معيَّنةٍ،
كونُ بعضِ مَن في السلطةِ صادرَ هذا القرارَ، وصارَ هو امُ العريسِ وهو من يقرِّرُ الغاءَ احدٍ او اضافةَ احدٍ...
هذا في مكانٍ... اما في المكانِ الآخرِ فالخطرُ الكبيرُ يَحجمُ في تشتُّتِ الصوتِ السنيِّ في هذهِ الانتخاباتِ اقتراعاً او ترشيحاً .. فوضى! احجامٌ! مقاطعةٌ! عدمُ التزامٍ! حردٌ! إحباطٌ! تشتُّتٌ! ضياعٌ ماذا يحدثُ؟
وهلْ المقصودُ إذا جرتْ هذهِ المقاطعةُ على مستوى الاقتراعِ ان يُقالَ ان مَن سيربحونَ لا يمثلونَ الشارعَ السنيَّ، وان مَن أتى نائباً جاءَ على حسابِ التمثيلِ الحقيقيِّ، بسببِ احجامِ اغلبيةِ القوى الحقيقيةِ عن الترشحِ، وبسببِ القانونِ الانتخابيِّ السيِّىءِ الذي يُخضعُ كثيراً من المرشحينَ لسطوةِ اصواتٍ اخرى...
***
كيفَ سينعكسُ ذلكَ على صورةِ المجلسِ المقبلِ إذا جرتْ الانتخاباتُ؟
سنشهدُ مزيداً من الانقساماتِ، ومزيداً من الفرزِ وسطوةً لفريقِ الثنائيِّ على القرارِ في مجلسِ النوابِ، مع مجموعةِ قوى متحالفةٍ معهم حتى من داخلِ الفريقينِ المسيحيِّ والسنيِّ والدرزيِّ...
وإذا لم يكنْ هناكَ قرارٌ دوليٌّ وتسويةٌ كبرى بينَ الداخلِ والخارجِ يُسمي رئيساً للجمهوريةِ، فعبثاً نصلُ الى قرارٍ بالتوافقِ او لتسميةِ رئيسٍ للجمهوريةِ...
وهنا ثمةَ من يتحدثُ عن اتصالاتٍ في الكواليسِ على مستوى اكثرِ من عاصمةِ قرارٍ ومحورٍ اقليميٍّ وعربيٍّ،
لتسميةِ رئيسٍ يأخذُ البلادَ الى حالةِ استقرارٍ، وتبدو واشنطن غيرَ بعيدةٍ عن هذهِ الاتصالاتِ التي من الاكيدِ ان الهدفَ منها نزعُ فتيلِ الانفجارِ الماليِّ والاجتماعيِّ والاقتصاديِّ من التداولِ...
من هنا قد تبدو الانتخاباتُ النيابيةُ مفصلاً لنْ يُغيِّرَ من المشهدِ السياسيِّ القائمِ على صعيدِ التوازناتِ، لا بل على العكسِ قد يميلُ الميزانُ باتجاهٍ على حسابِ اتجاهٍ آخرَ...
وهذا لنْ يساعدَ في انتخابِ رئيسٍ إلا إذا كانتْ الاتصالاتُ التي تحدثنا عنها ستُفضي او تكونُ افضتْ الى اسمٍ نهائيٍّ، كيفَ يتعاملُ الثنائيُّ مع هذا الامرِ؟
حسبَ الاجواءِ فليسَ الثنائيُّ بعيداً عن هذهِ الاتصالاتِ، وهو سيقبلُ ايَّ اسمٍ يَزيحُ عنهُ كاهلَ انتظارِ تسويةٍ دوليةٍ كبيرةٍ، ويزيحُ عنهُ انفجاراتِ الداخلِ... وحتى لو ان ثمةَ معارضةً سابقةً لبعضِ الاسماءِ، فأن القطارَ سيمشي نحوَ تسويةٍ داخليةٍ مرحليةٍ، تحتَ مظلةِ رئيسٍ يُجمعُ الكلُّ عليهِ... وهنا لا تبدو الاسماءُ كثيرةً...
***
هل حُسِمَ الاسمُ الرئاسيُّ من الان؟
قد يبدو الامرُ صحيحاً... ولكنْ مهلاً، هل ستجري الانتخاباتُ النيابيةُ إذا استمرتْ طوابيرُ محطاتِ البنزينِ وإذا استمرَ عجزُ الناسِ عن دفعِ ثمنِ البنزينِ ببطاقاتِ الاعتمادِ.
ومع غيابِ المولِّداتِ والكهرباءِ والميغاسنتر والنقصِ في الامورِ اللوجستيةِ الخاصةِ بوزارةِ الداخليةِ، ايُّ ناخبٍ سيتمكنُ من الذهابِ الى مركزِ اقتراعٍ، وايُّ موظفٍ سيذهبُ الى منطقةٍ نائيةٍ ليتابعَ عمليةً انتخابيةً، وإذا استمرَ اعتصامُ القضاءِ، ايُّ قضاءٍ سيشرفُ على هذهِ الانتخاباتِ؟
اسئلةٌ وسطَ السؤالِ الكبيرِ: هل يَنزِلُ الناسُ لمعاقبةِ مَن اذلُّوهم، ام استسلموا لواقعهمْ، واقصى امنياتهمْ الهجرةُ؟