#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
على طريقةِ محترفي "العابِ الخفَّةِ"، في كلِّ يومٍ تبتكرُ "السلطةُ المتسلِّطةُ" في لبنانَ ملفاً تُلهي فيهِ الناسَ،
حيناً تُلهيهمْ بالبطاقةِ التمويليةِ، حيناً آخرَ بتعاميمِ "دولار ولولار وفريش"،
حيناً بالدعمِ ثمَ برفعِ الدعمِ،
حيناً بالمساعداتِ الماليةِ الشهريةِ للقطاع العام، بدلَ زيادةِ الرواتبِ.
واخيراً وليسَ آخراً ترسيم الحدودِ بين لبنانَ وفلسطين المحتلةِ، لمعرفةِ مدى حصَّةِ لبنانَ، وحقِّ لبنانَ من الغازِ الموجودِ في اعماقِ البحرِ.
اللبنانيُّ الغارقُ في "الخطوطِ الحمرِ"، كُتِبَ عليهِ ان ينشغلَ بالخطِ 23 والخطِ 29.
ماذا يعني ذلكَ؟
الخطوطُ هي الحدُّ الفاصلُ بينَ لبنانَ وفلسطين المحتلةِ.
الخطُ 29 يعني ان لبنانَ لديهِ مساحةٌ تزيد عن 1300 كلم من الخطِ 23.
وهذا الاخيرُ، هو الخطُّ المقبولُ التفاوضُ عليهِ، وقد تقدَّمنا عن خطِ "هوف" المعتمدِ سابقاً.
فأنَ الملفَ على خطورتهِ بحاجةٍ الى تدقيقٍ،
فالعدو الاسرائيلي مخادعٌ جداً في المفاوضاتِ، ومَن يُراجعُ مفاوضاتهِ مع الفلسطينيينَ، يعرفُ انه يضعُ اهدافاً لا يَحيدُ عنها، ويستمرُ يراوغُ الى حينِ تحقيقِ اهدافهِ.
الغازُ في البحرِ، ولبنانُ الرسميُّ يتلهى بالمناوراتِ.
الدولُ من حولنا باشرتْ استخراجَ الغازِ: قبرص، مصر، اسرائيل،
نحنُ ما زلنا في فترةِ المماحكاتِ، وهنا من يقولُ:
رُبَّ ضارةٍ نافعةٌ، لأنه لو استُخرِجَ الغازُ لكانوا سرقوهُ.
***
المهم، يُخشى الاَّ تُفوِّتُ "السلطةُ الحاكمةُ" الفرصةَ بالمفاوضاتِ، وهنا يتبادرُ الى الذهنِ:
أينَ "ترسيمُ الحدودِ" بينَ حقوقِ الناسِ وواجباتِ السلطةِ؟
أينَ "ترسيمُ الحدودِ" بينَ حقوقِ المودِعينَ، وواجباتِ المصارفِ ومصرفِ لبنانَ؟
أينَ "ترسيمُ الحدودِ" بين معاناةِ الناسِ وجُورِ حكومةِ "النجيبِ العجيبِ"؟
***
في مطلقِ الاحوال، اعانَ اللهُ لبنانَ، فبعدَ بدءِ الحربِ الروسيةِ – الاوكرانيةِ، الى أين ستصلُ اسعارُ النفط؟
ولأننا صِرنا مرتبطينَ باسعارِ النفطِ عالمياً، "يا ويلنا" من أينَ سنؤمِّنُ "الفريش" في هذه المعمعةِ؟
أيُّ "نجيبٍ" سيؤمِّنُ "الترسيم" بينَ حاجاتنا وبين قُدراتنا؟