#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
اتصلَ بي احدُ القرَّاءِ شاكياً وباكياً قال:
لا يكفينا الذلُّ وما ينتظرنا من رسومٍ وضرائبَ جاءتْ في مشروعِ الموازنةِ حتى أتاني جابي المياهِ اليومَ طالباً رسمَ اشتراكِ المياهِ...
انتقلَ سعرُ مترِ المياهِ من 350 الفَ ليرةٍ، الى ما يناهزُ المليونَ ليرةٍ... في بلدِ المياهِ...
المياهُ بالكادِ تأتي الى المنازلِ، وإذا اتتْ فتأتي ساعةً او ساعتينِ، وإذا اتتْ تأتي ملوَّثةً...
فكيفَ يُعقلُ ان يدفعَ المواطنُ ثمنَ اشتراكِ المياهِ مليونَ ليرةٍ، ويدفعُ ثمنَ 5 امبير كهرباءِ مولِّدٍ حوالي مليونينِ وينتظرُ جابي الكهرباءِ ليدفعَ لهُ فاتورةَ الدولةِ...
هذا ان لم نحتسبْ اساساً كلفةَ سيترنْ المياه، عندما تنقطعُ المياهُ بشكلٍ نهائيٍّ...
***
هذا يطرحُ السؤالُ الكبيرُ... على بساطةِ ما اوردناهُ..
نطرحُ السؤالَ حولَ دولةِ الرعايةِ... واستطراداً اينَ الدولةُ؟
لماذا على المواطنِ ان يدفعَ رسوماً وضرائبَ لدولةٍ لا تقدِّمُ له شيئاً؟
لماذا يدفعُ رسومَ ميكانيك ومعاينةٍ ميكانيكيةٍ على طرقاتٍ محفَّرةٍ، وعلى اوتوستراداتٍ معتمةٍ، تقتلُ الناسَ على الطرقاتِ...
هلْ عاينَ احدُ المسؤولينَ الطرقاتِ والاوتوستراداتِ التي تعجُ بالحفرِ وتقتلُ الناسَ وتفاجئهم في الليلِ واثناءَ الامطارِ وعندما تغيبُ الانوارُ والكهرباءُ؟
لماذا يدفعُ الناسُ ضرائبَ دخلٍ لدولةٍ لا تقدِّمُ لهُ الاستشفاءَ، والمواطنُ اليومَ يذلُّ في المستشفياتِ إذا كانَ مضموناً. فالفروقاتُ التي تَطلبها المستشفياتُ ليستْ طبيعيةً، وتقاربُ الجنونَ...
ومطارنا اليومَ مهدَّدٌ بالتوقفِ عندَ أيِّ إنقطاعٍ كهربائيٍّ، ومعهُ سلامةُ الركابِ ستكونُ بخطرٍ؟
لماذا يدفعُ الناسُ رسوماً لدولةٍ سرقتْ اموالهمْ في المصارفِ وتُطالبهم اليومَ بالمزيدِ فيما هم لا يعرفونَ كيفَ ومتى يتمكَّنونَ من سحبِ اموالهمِ من المصارفِ شبهِ المُفلِسةِ؟
***
الوحيدُ المدركُ لكلِّ ذلكَ هو "النجيبُ العجيبُ"،
الذي عرفَ ان مهامَّ الدولةِ التي تتولى شؤونَ الناسِ، وتُشرفُ على انشطةٍ سياسيةٍ واقتصاديةٍ واجتماعيةٍ، والتي تَهدفُ الى تقدمها وازدهارها،
قد انتهتْ الى غيرِ رجعةٍ حالياً، وفي جميعِ القطاعاتِ.
كما يعلمُ ان الدولةَ الحديثةَ،
كما البيوتُ والقصورُ واليخوتُ والطائراتُ الخاصةُ، إذا لم تكن لها الصيانةُ الضروريةُ تُصبحُ "خردةً بخردةٍ".
لذلكَ "ظهرتْ براعتهُ" في اتفاقيةٍ لبيعِ الخردةِ لتركيا، مقابلَ فريش دولار،
وبالتالي كلُّ يومٍ لا نسمعُ ولا نقرأُ سوى عن سرقةِ كابلاتِ كهرباءٍ ، ريغاراتْ ،كابلات حديد او نُحاس، او قطعةِ قصديرٍ على عواميدِ الكهرباءِ، تصويناتِ حديدٍ في اماكنَ عامةٍ،
"للتسييلِ" وبيعها لاصحابِ الشأنِ المحليينَ!
***
الناسُ المحتاجةُ في دولتِكمْ المُفلِسةِ،والفارغةِ، والعاجزةِ والمهترئةِ، ودونَ رؤوسٍ تُديرُ شؤونَ العبادِ والبلادِ، وقد شجعتمْ بذلكَ، تَدرونَ او لا تدرون، على:
السرقةِ!