#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
بينَ الخط 23 والخط 29 وبينَ حقولِ قانا وكاريش وغيرها، وبينَ ترسيمِ الحدودِ المائيةِ واقتسامِ حقولِ الغازِ تحتَ المياهِ، ضاعَ اللبنانيونَ مع ضياعِ المسؤولينَ في ادارةِ ملفِّ ترسيمِ الحدودِ...
مَن هو المسؤولُ عن ادارةِ هذا الملفِ؟
وهلْ يُعقلُ ان يكونَ رئيسا الحكومةِ والمجلسِ النيابيِّ لا يَعلمانِ بأمرِ رسالةِ رئيسِ الجمهوريةِ الى الاممِ المتحدةِ؟
وهل يجوزُ ان يكونَ الحذرُ واقتناصُ الفرصِ بينَ الرؤساءِ قائماً حولَ ملفٍّ سياديٍّ واقتصاديٍّ بهذهِ الضخامةِ، يمكنُ ان يأخذَ لبنانَ الى مرحلةٍ جديدةٍ بعدَ حالةِ الإنهيارِ التي يعيشها؟
***
اتى "أموس هوكشتاين" ويذهبُ وسطَ تناقضِ المعطياتِ والقراراتِ اللبنانيةِ لخطةِ التفاوضِ ولخطوطِ التفاوضِ.
ويغادرُ بعدما قدَّمَ عروضاتٍ واغراءاتٍ ستزيدُ الفوضى اللبنانيةَ، وستشرذمُ اكثرَ الموقفَ اللبنانيَّ الذي بدلَ ان يكونَ موحَّداً يظهرُ،
وكأنهُ "فدراليةٌ" رسميةٌ في التعاملِ مع ملفٍّ سياديٍّ واستراتيجيٍّ...
لنْ ندخلَ في آلياتِ الملفِ،ولنْ نُضيِّعَ اوقاتَنا في تفاصيلهِ التقنيةِ، لأنها تطلعُ وتنزلُ وتتبدَّلُ تبعاً لمزاجيةِ من يُديرونَ شؤونَ البلدِ،
وتبعاً للاملاءاتِ الخارجيةِ التي تَهمسُ في آذانهمْ قراراتٍ وفرضياتٍ تؤكدُ كمْ ان لبنانَ غارقٌ في التبعيةِ والمحاورِ...
ما يهمنا ان الناسَ ملَّتْ من حكايةِ ترسيمِ الحدودِ قبلَ ان تعرفَ اذا كانتْ الجدوى الاقتصاديةُ قائمةً في موضوعِ استخراجِ الغازِ والنفطِ، نعم ام لا؟
والسؤالُ الاساسيُّ كيف ستدارُ عمليةُ استثمارِ ما سيخرجُ من البحرِ،
ومتى ولأيَّةِ اجيالٍ؟...
***
هل لا زالَ هناكَ شعبٌ حيٌّ في لبنانَ يمكنهُ انتظارَ سنواتٍ لاستخراجِ النفطِ والغازِ؟
كمْ يُهاجرُ سنوياً من الشبابِ؟ مَن سيبقى؟
وايةُ دولةٍ ستكونُ قادرةً على التعاملِ بشكلٍ جديٍّ،
مع هذا الملفِ الذي علَّمتنا دولُ الخليجِ الحبيبةُ كيفَ تديرهُ، وتحافظُ عليهِ وتكرِّسُ لهُ صناديقَ سياديــةً تحفظُ للاجيالِ المقبلةِ عائداتِ ما يُستخرجُ،وتستثمرها بشكلٍ جيِّدٍ في الاسواقِ العالميةِ؟
***
اذا استمرَ مسارُ الدولةِ على هذا المنوالِ، واذا استمرَ التفكُّكُ وتآكلُ المواردِ بالصَّفقاتِ والسمسراتِ،
الافضلُ ان يبقى ما هو لنا في الماءِ حتى لا يُنهبَ، وحتى لا يُسرقَ، وحتى يُهدرَ...
أليسَ من حقِّنا ان نسألَ:
نفطٌ لأيَّةِ دولةٍ ولأيَّةِ أجيالٍ؟