#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
حدثَ ما توقَّعهُ المُجرَّبونَ، وانطلقتْ الضغوطُ السياسيةُ لتجميدِ ملفِ الحاكمِ رياض سلامة ...
ويحاولُ "النجيبُ العجيبُ" إقناعَ الرئيسِ ميشال عون بطيِّ الملفِّ لـ3 أشهر، أي إلى ما بعدَ الانتخاباتِ النيابيةِ… وحينذاكَ يخلقُ اللهُ ما لا تعلمونَ...
طبعاً، الحجَّةُ موجودةٌ كما دائماً، وهي الظروفُ الاستثنائيةُ، وما أكثرها اليومَ. من زيارةِ هوكشتاين ومفاوضاتِ الناقورة، إلى خطةِ التعافي والمفاوضاتِ مع صندوقِ النقدِ، إلى ملفاتٍ أخرى لا تُحصى ولا تُعدُّ…
***
لا أحدَ يعرفُ إذا كانَ "المختصُّ" دولةُ الميقاتي، سينجحُ فعلاً في هذا التجميدِ، أو أن القضاءَ سيمضي فيهِ، بلا تأخيرٍ، محصَّناً بالمعاييرِ والمهلِ القانونيةِ؟
الأيامُ الآتيةُ ستكشفُ الاتجاهَ... ولكنْ، مَن يفكِّرُ من السياسيينَ باحترامِ القضاءِ والقانونِ.
وهل منطقيٌّ أن تأخذَ القاضيةُ غادة عون في صدرها هذا الملفَّ وحيدةً، وأن يكونَ القضاءُ "كبشَ المحرقةِ" دائماً بتدويرِ الزوايا امامَ كلِّ الملفاتِ التي هي اساساً في قبضةِ السياسةِ؟
***
في أيِّ حالٍ، وللتذكيرِ، هناكَ اكثرُ من 50 رياض سلامة، يجبُ أن تشملهمْ ملفاتُ القضاءِ، وتُفتَحُ معهم جلساتُ المكاشفةِ والمحاسبةِ…
فهل سيأتي اليومُ الذي ستنكشفُ فيهِ كلُّ الخبايا،
وتكشفُ مَن، وهمْ معروفونَ وقد أوصلونا إلى هذهِ الكارثةِ؟
***
للمناسبةِ، طريقةُ تعاطي حكومةِ الميقاتي مع الملفاتِ هذهِ الأيامَ، إلا تؤشِّرُ إلى استمرارِ مسارنا نحو الكارثةِ؟
دعونا نسألكمْ مثلاً:
كيفَ ستتفاوضونَ مع هوكشتاين، وأنتمْ مختلفونَ أساساً على الرسالةِ الموجَّهةِ إلى مجلسِ الأمنِ؟
وعن خطةِ التعافي التي تتحدَّثونَ عنها،هل تجرؤونَ على إخبارِ الرأيِ العامِ عن بندٍ واحدٍ من بنودها لنعرفَ أينَ الإصلاحُ فيها؟
وأما الموازنةُ، فكيفَ ستمهِّدُ لخطةِ التعافي وليسَ فيها إلاَّ رسومٌ هستيريةٌ وأسعارٌ استنسابيةٌ للدولارِ؟
وأيُّ مفاوضاتٍ تتوقعونها مع صندوقِ النقدِ، وقد أبلغكمْ للمرَّةِ المئةِ بعدَ الألفِ، أن دولاراً واحداً لن يأتيَكمْ ما لم تستجيبوا لمتطلباتِ الإصلاحاتِ الجذريةِ، ونقطة على السطرِ؟
وكيفَ يقتنعُ العالمُ بصدقِ حكومةِ الميقاتي، وقبلَ أيامٍ اتهمها البنكُ الدوليُّ بارتكابِ الفسادِ عن سابقِ تصوُّرٍ وتصميمٍ؟
***
فوقَ ذلكَ، هذهِ الملايينُ التي تطلبونها من البنكِ الدوليِّ لتسديدِ أكلافِ استجرارِ الغازِ والكهرباءِ من مصر والأردن…
ومعها الملايينُ مِما بقيَ في احتياطاتِ مصرفِ لبنانَ، ما يفوقُ النصفَ مليارِ دولارٍ، من أجلِ بضعِ ساعاتٍ إضافيةٍ من التغذيةِ،
هل تَشرحونَ لنا لماذا لا تستخدمونها لبناءِ معملٍ يُضيءُ البلدَ كلَّهُ 24 على 24، وبأسعارٍ أدنى بكثيرٍ؟
***
من أولِ وصولكمْ إلى السراي، يا "دولةَ النجيبِ العجيبِ"، وأنتمْ تُديرونَ عجلاتِ حكومتكمْ بالمقلوبِ…
في نظركمْ، لا بأسَ... وليغرقْ البلدُ ما دمتمْ أنتمْ تعيشونَ،
وليحترقْ الشعبُ في جهنَّمٍ،او في قعرِ البئرِ،
ما دمتمْ تتمتعونَ بـ"العزمِ"، وتَنعمونَ بالكهرباءِ والتدفئةِ في دهاليزِ السراي على حسابِ كلِّ الناسِ!