#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
منذُ بدءِ مناقشةِ الموازنةِ وحتى اليومَ، ليسَ فقط المواطنونَ في حالةِ حيرةٍ وضياعٍ حيالَ الارقامِ والنسبِ والاسعارِ والرسومِ والضرائبِ،
إنما ايضاً الوزراءُ الذينَ يناقشونَ هذهِ الموازنةَ، والدليلُ ما صرَّحَ بهِ وزيرا الطاقةِ والسياحةِ، فيما الارباكُ والضياعُ واضحٌ على مُحيَّا وزيرِ الاعلامِ بالوكالةِ كلما ذاعَ مقرراتِ مجلسِ الوزراءِ..
الناسُ، وهي تقرأُ على سبيلِ المثالِ، حجمَ الرسومِ التي قد تُضافُ على جماركِ السياراتِ، تسألُ هل سيدفعُ النوابُ المُعفيَّةُ سياراتُهم، رسومَ الجماركِ التي ستزدادُ بشكلٍ هستيريٍّ على الناسِ فيما همْ لا يدفعونَ شيئاً؟
هلْ يعرفُ "النجيبُ العجيبُ"، وهو من اصحابِ الثرواتِ، وقْعَ هذهِ الارقامِ على الناسِ؟
هل نَزِلَ من برجهِ العاجيِّ، وسألَ ابنَ مدينتهِ طرابلس كيفَ سيأكلُ، وماذا سيأكلُ، وكيفَ يطبِّبُ عائلتهُ، وكيفَ يؤمِّنُ الدواءَ؟
***
الخبرُ اللافتُ وحسبَ بعضِ المصادرِ الدبلوماسيةِ:
انَ رئاسةَ الحكومةِ طلبتْ من دولةِ الكويت المساهمةَ عبرَ تحويلِ اموالِ احدِ القروضِ الكويتيةِ ،
باعادةِ اعمارِ السرايا الحكوميِّ، التي لا تزالُ اقسامٌ كبيرةٌ منها مهدَّمةً منذُ إنفجارِ مرفأِ بيروت...
المبلغُ الذي قد يصلُ الى اربعةِ ملايينِ دولارٍ سيُخَصَّصُ من القُرضِ الكويتي لاعمارِ السراي، التي يسكنها احدُ اكبرِ الاثرياءِ في لبنانَ وهو الرئيسُ نجيب ميقاتي...
أليستْ هذهِ "خبريَّةَ المواسمِ" وفضيحةَ الفضائحِ؟
السرايا الحكوميةُ التي ستصدرُ منها المذكرةُ الممجوجةُ رداً على المبادرةِ الكويتيةِ والخليجيةِ تنتظرُ تمويلاً كويتياً،
في وقتٍ نَقَلَ "شاغلُها" اموالهُ الى خارجِ لبنانَ، بعدما استثمرها في الداخلِ بدءاً من الخليوي وصولاً الى ارباحِ القروضِ السكنيةِ...
ولم يتبرَّعْ بفلسِ الارملةِ لسدِ هواء شُبَّاكٍ تأتي منهُ الرياحُ وآخرها رياحُ الخليجِ...
بدلَ ان تذهبَ اموالُ القرضِ الكويتيِّ لامورٍ تخصُّ الناسَ،
تذهبُ لاعادةِ اعمارِ سرايا يُشغلها مليارديرٌ همُّهُ الوحيدُ كيفَ يُرضي هذا ويُرضي ذاكَ، ويناورُ على هذا ويتذاكى على ذاكَ...
***
هلْ يعقلُ ان تُفرَضُ الرسومُ بالملايينِ على الناسِ،
وهمْ مقيَّدونَ حسبَ التعاميمِ بسقوفٍ محددةٍ لمقبوضاتهمْ بالليرةِ اللبنانيةِ وحتى بالدولارِ؟
ايُّ اقتصادٍ مطلوبٌ؟
وايُّ نموٍّ سيكونُ، والناسُ لنْ يكونَ بمقدورها السيرُ على الطرقاتِ،
فيما اصحابُ الملياراتِ والملايينِ هرَّبوا اموالهمْ كما اولادهمْ وعائلاتِهمْ الى الخارجِ، ليبقى البلدُ بلدَ العجائزِ والفقرِ والبطالةِ والعَوَزِ والبردِ والعتمةِ...
لفتني اقتراحُ قانونٍ رفعهُ الى مجلسِ النوابِ اللقاءُ الديمقراطيُّ لوضعِ ضرائبَ على اصحابِ الثرواتِ...
ايُّ نائبٍ سيتجرأُ على التصويتِ عليهِ، ونحنُ نعرفُ من يقبضُ على القراراتِ الكبيرةِ في المجلسِ النيابيِّ وكيفَ تسيرُ الامورُ؟
انها موازنةٌ على قياسِ اصحابِ الثرواتِ، واوَّلُهمْ "النجيبُ العجيبُ"، اما الشعبُ الطيَّبُ فمتروكٌ لقدرهِ ولبهلوانياتِ موازنةِ وزيرِ المالِ المغلوبِ على امرهِ...
ملاحظةٌ:
هل انتبهَ احدٌ ان ردَّ لبنانَ على المبادرةِ الخليجيةِ لم يُناقشْ في مجلسِ الوزراءِ، حتى لا ينفجرَ مجلسُ الوزراءِ، فَمَنْ كتبَ الردَّ؟...
وإذا لم يناقشْ في مجلسِ الوزراءِ، فهلْ كلُّ الاطرافِ مُلزمةٌ بهذا الردِّ؟
انها العبثيَّةُ اللبنانيةُ ودبلوماسيةُ الجنونِ اللبنانيِّ!