#الثائر

- " اكرم كمال سريوي "**

"نهر القيامة الجليدي" في أنتاركتيكا ينذر بكارثة محتملة للكوكب

تكتسب المعركة الانتخابية في دائرة كسروان جبيل أهمية خاصة لدى قادة المسيحيين وتحديداً الموارنة. فهي تُمثّل معقل المسيحيين وحاضنة بكركي، والصوت الأكثر تعبيراً عن إرادتهم، وبذلك يكتسب الفوز في هذه الدائرة أهمية خاصة، تترك آثارها على معركة رئاسة الجمهورية. ولهذا السبب ترشّح فيها الرئيس ميشال عون بعد عودته من فرنسا، في انتخابات عام 2005.

تضم هذه الدائرة وفق لوائح الشطب 179,456 ناخباً (بنسبة 88% موارنة) ولقد تسجّل منهم هذه المرة 12,925 ناخباً في الخارج (يعوّل عليهم المجتمع المدني والقوات اللبنانية)، ويُشكّل الشيعة فيها رافعة انتخابية للتيار الوطني الحر، ب 17,643 ناخباً اقترع منهم المرة الماضية حوالي 10 آلاف ناخب، ويتوزّع الباقون على أقليات؛ أرثوذكس (7,355)، كاثوليك (6,396) وسنّة (3,557) ، وأرمن أرثوذوكس وكاثوليك (3,481) ، وغيرهم من مذاهب صغيرة.

اقترع في هذه الدائرة في انتخابات عام 2018 الماضية 118,368 ناخباً، حاز التيار الوطني الحر  على غالبية ألاصوات فيها ( 54,544 صوتاً)، تلَته القوات اللبنانية ب (26,980صوتاً)، ثم لائحة "عنّا القرار" لفريد هيكل الخازن والمدعوم من حزب الكتائب وفارس سعيد (18,553 صوتاً)، وسقطت اللوائح الباقية لعدم حصولها على الحاصل الانتخابي، الذي بلغ 14,799 صوتاً، وهذا الأمر تسبب بخسارة مرشّح حزب الله، حسين زعيتر، رغم نيله 9,469 صوتاً تفضيلياً، وفاز بالمقعد الشيعي مصطفى الحسيني ب 256 صوتاً تفضيلياً فقط، عن لائحة "عنا القرار".

اليوم تغيّرت الظروف في كسروان، ومن المتوقع أن ترتفع نسبة الاقتراع نظراً لحماوة المعركة، وقد يتجاوز الحاصل الانتخابي 16 الف صوت وفق بعض التوقعات. ولقد تلقّى التيار الوطني الحر خسارة بتراجع شعبيته وافتراق بعض الحلفاء عنه، خاصة نعمة فرام الذي يعتزم تشكيل لائحة مستقلة مع حزب الكتلة الوطنية، وربما ينظم إليها حزب الكتائب وفارس سعيد.

هذا التحالف الجديد سيُشكّل ضربة أيضاً لفريد هيكل الخازن، الذي سيصعب عليه منفرداً تحقيق حاصل انتخابي، وهو يسعى للتواصل مع شخصيات مستقلة، خاصة في جبيل لتشكيل لائحة انتخابية قادرة على جمع حاصل انتخابي.

صهر الرئيس عون النائب شامل روكز، والذي ترك التيار، يسعى أيضاً لتشكيل لائحة خاصة، لكن تشير المعلومات إلى أن حظوظه بالفوز باتت قليلة، حيث يُقدّر عدد الاصوات المؤيدة له بحوالي 4 الآف صوت فقط، ولذلك هو يحتاج إلى رافعة قوية، للوصول إلى الحاصل الانتخابي.

يسعى فارس سعيد إلى عقد تحالف مع قوى المجتمع المدني، لكن معظم هؤلاء شخصيات شابة، ويريدون تشكيل لوائح منفردة، وبعيدة عن الأحزاب التقليدية.

القوات اللبنانية ضامنة لحصتها بمقعدين، وستحافظ على ترشيح النائبين، شوقي الدكاش، وزياد الحواط، وترغب بالحصول على مقعد ثالث تنتزعه من التيار، وهي تسعى أيضاً لعقد تحالف انتخابي مع شخصيات من المجتمع المدني، وشخصية مستقلة من آل الخوري، أكبر عائلات كسروان الفتوح.

سيحارب التيار الوطني الحر، بالوزيرة السابقة ندى البستاني، لكنه لم يحسم بعد خيار ترشيح النائب سيمون ابي رميا، رغم أن الأخير أصدر بياناً أكّد فيه ترشّحه على لائحة التيار، ووصف المعلومات عن عدم ترشيحه بأنها بهدف التضليل. ويؤكد بعض المراقبين أنه في ظل إصرار أبي رميا على خوض المعركة الانتخابية، بات من الصعب على جبران باسيل استبعاده، لأن ذلك سيتسبب بخسارة التيار لأكثر من خمسة آلاف صوت، فأبي رميا قريب جداً من جمهوره. وتشير المعلومات إلى أن باسيل غير راغب بضم شربل خليل على لائحته، كون الأخير لا يحظى بشعبية بين الكسروانيين، ولا يُشكّل ندّاً لجورج قرداحي، الذي سينظم إلى لائحة الخازن، ويسعى التيار إلى الحفاظ على تحالفه مع منصور غانم البون، الذي لديه حوالي 6 آلاف صوت، ويخشى باسيل خسارة النائب السابق وليد الخوري الذي يشترط عدم ترشيح التيار لأبي رميا في جبيل، لأن هذا الترشيح يعني حكما خسارة أحدهما للمعركة، ويفضّل الخوري في هذه الحالة الإنضمام إلى لائحة نعمة فرام. ويرغب باسيل بعقد صفقة مع حليفه الشيعي، كي يحصل التيار على دعم بحوالي عشرة آلاف صوت من الشيعة، سيجيّرها له حزب الله، الذي لن يُرشّح أحد هذه المرة في جبيل، ولن يكرر تجربة زعيتر الخاسرة، وحسب المعلومات أن حزب الله اتخذ قراراً بدعم مرشّحي التيار في عدة دوائر انتخابية، حتى ولو كان ذلك على حساب مرشّحي الحزب نفسه.

لم يحسم فارس بويز أمره بالترشّح، فهو خسر عام 2009 امام تسونامي العماد عون. لكنه الآن يرى أن الظروف مختلفة، وقد يكون هو المرشّح التوافقي الأوفر حظاً لرئاسة الجمهورية، ولدعم هذا الترشّح يحتاج إلى الفوز بمقعده النيابي في كسروان، لكّن بويز يواجه مشكلة الاصطفافات الحادة بين الأفرقاء المتصارعين على الساحة الكسروانية، ولذلك يبحث عن شخصيات مستقلّة للتحالف معها، وضمان تأمين حاصل انتخابي.

هذه نواة ستة لوائح انتخابية، ترسم معالم المعركة الانتخابية المقبلة في دائرة جبل لبنان الأولى (كسروان- جبيل)، قد يضيف إليها المستقلون والمجتمع المدني عدة لوائح أُخرى صغيرة، وسيتضح المشهد أكثر في الأسابيع القادمة.

انتظروا تفاصيل أكثر عن الملف الانتخابي في كسروان - جبيل، وكافة الدوائر الانتخابية في لبنان، في حلقات متتالية سننشرها لكم عبر "الثائر" .

**رئيس التحرير

# انتخب_صح

يُرجى الحفاظ على حقوق الملكية الفكرية عند نسخ أي شيء من مضمون الخبر وضرورة ذكر اسم موقع «الثائر» الالكتروني وإرفاقه برابط الخبر تحت طائلة الملاحقة القانونية.