#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
لم يخطرْ في بالِنا يوماً أننا سنعيشُ هذا النوعَ من المهازلِ- المآسي…
ما جرى أمس مع أهلنا المُحاصرينَ بالثلوجِ في جرودِ المتنِ الأعلى، سيخبرهُ الآباءُ والأمهاتُ لأولادهمْ وأحفادهمْ...
سيخبرونهمْ: عندما طلبنا جرَّافاتِ الدولةِ لتفتحَ لنا الطريقَ، جاءنا ردُّ المعنيينَ: نُلَبِّيكمْ، إذا مَلأتُمْ لنا المازوتَ من عِندكمْ!
على أساسِ، قرى المتن تتفجَّرُ فيها آبارُ البترولِ وعندها فائضٌ من المازوتِ، وأهلُها دافئونَ طبيعياً… بلا محروقاتٍ!
وبالمناسبةِ، قصةٌ مريرةٌ أخرى تَدورُ في دوائرِ الدولةِ:
يذهبُ المواطنُ ليطلبَ إفادةً رسميةً، فيقالُ لهُ: "جيب ورقة بيضاء لنطبعَ لكَ الإفادة"!
ماذا يبقى من الدولةِ إذاً، عندما لا تبقى فيها نقطةُ مازوتٍ أو ورقةٌ بيضاءُ؟
***
نعم، إلى هذهِ الدرجةِ من السورياليةِ أوصلْتمونا، يا اهلَ الفشلِ والفسادِ والعجزِ…
فعلى الأقلِ، خفِّفوا عَنَّا الألمَ، وأوقفوا خرافاتكمْ عن الإنقاذِ والتعافي وبناءِ المستقبلِ!
قولوا لنا، مِن أيِّ بابٍ سيأتينا التعافي، والبلدُ ذاهبٌ كالبرقِ نحوَ الارتطامِ الكبيرِ!
هل تظنُّونَ أنكمْ تتلهُّونَ بلعبةِ الدولارِ، وستفتحونَ أبوابَ صندوقِ النقدِ والمساعداتِ؟
ما دمتمْ لا تزالون انتمْ انتمْ ،
من أينَ يأتينا التعافي،ولم ولن نرى بنداً إصلاحياً واحداً، بل خديعةً للشعبِ وللمجتمعِ الدوليِّ على السواءِ؟
من أينَ التعافي، ولا نرى خطةً بعيدةَ المدى أو قصيرةً… بل تخبُّطاً وتقطيعَ وقتٍ لا ينتهي،
منذُ اكثرِ من 25 عاماً، ولا رؤيةً او تخطيطاً كالبلدانِ المتحضِّرةِ، نحو 5 سنواتٍ للمستقبل على الاقلِ.
***
في زمنِ دولةِ "النجيبِ"... كلُّ يومٍ "عجيبةٌ"...!
أليستْ "عجيبةٌ" البنودُ المطروحةُ في مجلسِ الوزراءِ التي كتبنا عنها مراراً، وعمَّا سيؤولُ اليهِ البلدُ من سوءِ احوالٍ.
أليستْ "عجيبةٌ" لعبةُ المهندسِ "الفظيعِ": ساعةً يُجبرُ الناسَ على السحبِ بالليرةِ لأنَ الدولارَ مفقودٌ، وساعةً يُجبرهمْ على السحبِ بالدولارِ لأنَ الليرةَ مفقودةٌ!
أليستْ "عجيبةٌ" أن تُرمى ملايينُ الدولاراتِ في السوقِ لضبطِ الدولارِ، ولا أحدَ يسألُ: مِن أيِّ حسابٍ جرى سحبُها؟
أليستْ "عجيبةٌ" أن أحداً لا يعرفُ كم بقي في المصرفِ المركزيِّ من العملاتِ الصعبةِ والذهبِ، ولا أحدَ يسألُ؟
***
"العجيبةُ" الوحيدةُ سيصنعها الشعبُ يومَ الاقتراعِ،
فعسى أن تكونَ الانتخاباتُ فرصتَنا الثمينةَ للخلاصِ،
وأن يحقِّقَ الربيعُ الآتي "عجيبتَنا" المباركةَ…!