#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
إنها عبارةٌ واحدةٌ تدورُ في رؤوسنا، ونحنُ نسمعُ هذا الضجيجَ السخيفَ مِن حولنا: القرفُ…
نعم، نحنُ قرفنا مِنكمْ والحياةُ التي اوصلتمونا اليها، وأنتمْ تُحاضرونَ، كلٌّ منكمْ على ليلاهُ، ويرمي المسؤوليةَ على الفريقِ الآخرِ، ناسينَ ومتناسينَ الناسَ، ويقولُ كلُّ واحدٌ منكمْ: نحنُ ملاح، والآخرونَ هم العاطلونَ…
سئمنا من خلافاتكمْ وكيدياتكمْ التي بها تخبِّئونَ الفسادَ والفشلَ اللذين أوصلانا إلى هذهِ الهاويةِ السحيقةِ،
وكذلك من شعاراتكمْ التي أخذتنا إلى أقاصي "جهنَّم الحمرا"...
خاصةً من وعودكمْ التي لا تُسْمِنُ ولا تُغني مِن جوعٍ…
فنرجوكمْ، خَفِّفوا عنا سجالاتكمْ المملَّةَ… ارحمونا وارحلوا،
أو على الأقلِ اسكتوا!
***
لو تقولونَ لنا يا جهابذةَ الوعودِ، هذا الشعبُ "المطووشُ" بخطاباتكمْ ماذا سيأكلُ، وكيفَ سيعيشُ، إلى أن يأتي يومَ حلِّ الخلافاتِ وتحقيقِ الوعودِ… إذا كانتْ ستتحقَّقُ أصلاً؟
تقولونَ للناسِ: ستأتينا ملياراتٌ "تَفِشُّ الخِلقَ" من صندوقِ النقدِ الدوليِّ، فاصبروا...
ولكنْ، أنتم تعرفونَ ونحنُ نعرفُ أن دولاراً واحداً لن يأتيَ قبلَ 6 أشهرٍ أو 9 أو سنةٍ…
فحتى ذلكَ الحينِ، ماذا سيأكلُ الناسُ وكيفَ سيعيشونَ؟
بل يقولُ العارفونَ: لن يأتيكمْ دولارٌ واحدٌ إلاَّ إذا أفرزتْ الانتخاباتُ النيابيةُ طاقماً سياسياً جديداً...
وتقولونَ للناسِ: ولا يهمُّكمْ… الغازُ آتٍ من بلوكاتِ البحرِ وأنابيبِ البرِّ، والكهرباءُ ستهرولُ نحوَكمْ بالعواميدِ من الأردن… فاصبروا،
ولكنْ، على أرضِ الواقعِ، المادةُ الأرخصُ للاحتراقِ هي تصريحاتُكمْ، فلنشعلها وندفِّئْ البيوتَ التي يرتجفُ أهلها من البردِ...
أما أموالكمْ الحرامُ، وهي أموالُنا المنهوبةُ والمهرَّبةُ، فلا نيرانَ تُحرقها…
***
على نارِ سجالاتكمْ، طارَ الدولارُ ليلامسَ 30 ألفَ ليرةٍ، خلالَ 48 ساعةً فقط، ومعهُ الجوعُ يتقدَّمُ...
فهل تعرفونَ أيَّ كارثةٍ إنسانيةٍ تنتظرنا؟
هل سمعتمْ عن مواطنٍ صارَ عاجزاً عن شراءِ الرغيفِ، وسيكتفي بعدَ اليومِ بنصفِ رغيفٍ؟
هل سمعتمْ عن مواطنٍ قطعَ الدواءَ عنهُ ليدفعَ ثمنهُ للولَدِ أو للوالدةِ؟
هل سمعتمْ عن مواطنٍ باعَ السيارةَ لدخولِ المستشفى في حالةِ طوارئ؟
هل سمعتمْ عن مواطنٍ استبدلَ أثاثَ المنزلِ بدفعةٍ من قسطِ المدرسةِ؟
وأما أنتمْ، يا حيتانَ المالِ والسياسةِ، فقد سطَوتُمْ على جنى عمرهِ، بالتواطؤِ والترهيبِ وإسكاتِ القضاءِ وهيئاتِ الرقابةِ؟
وفوقَ ذلكَ، جلستمْ تتفرَّجونَ عليهِ مذلولاً،
ومعكمْ المصارفُ، كلُّ فريقٍ يتفنَّنُ على هواهُ، وعلى طريقتهِ ومزاجهِ، وبلا رقيبٍ أو حسيبٍ!
***
اعلموا يا هؤلاءِ أن ملحمةَ معاناةِ شعبٍ ستنتهي ذاتَ يومٍ...
نؤكدُ لكمْ أن الوطنَ سيثأرُ لأبنائهِ مهما طالَ الانتظارُ،
وسينتقمُ الشعبُ من الظالمينَ!
وحتى ذلكَ الوقتِ، سنصبرُ ليأتيَ يومُ الفرجِ القريبُ!