#الثائر
إنجازٌ جديدٌ يُضاف إلى إنجازات السلطة. فبعدما بات التعليم حكراً على الميسورين، تمرّ المدارس اليوم بوضعٍ صعب للغاية نتيجة الأزمة المعيشيّة والاقتصاديّة حيث بات عددٌ كبير منها مُهدّداً بالإقفال.
الأمين العام للمدارس الكاثوليكيّة الأب يوسف نصر يدقّ ناقوس الخطر، ويقول في حديثٍ لموقع mtv إنّ المدارس أمام مُعادلة خطيرة "من يصمد لفترة أطول"، فهي تستغيث لكي تتمكّن من الاستمرار وفي حال بقي الوضع على ما هو عليه وازداد سوءاً فإنّ عدداً كبيراً سيُقفل أبوابه قريباً أمام التلاميذ.
ويُضيف: "كلّ المؤسسات التربويّة المجانيّة، والتي يفوق عددها الـ 300 مدرسة، ومنها 90 مدرسة كاثوليكية، مصيرها مُهدّد"، لافتاً إلى أنّ "كلّ المدارس في المناطق الجبليّة والأطراف، والتي يكاد يصل عدد تلاميذها إلى 600 أو ألف تلميذ، ستلقى مصير الإقفال بسبب الأزمة".
"مين بيقدر يصمد أكتر من مين؟" هذا السؤال يُشدّد عليه الأب نصر "لأنّ التحديات تفوق قدرة الأسرة التربويّة على التحمّل"، ويقول: "المدارس بحاجة إلى أوكسيجين لتستمرّ بأداء رسالتها التعليميّة والتربويّة، فهل هذا الأوكسيجين متوفّر اليوم؟ وفي حال توفّره، هل سيستمرّ مع تفاقم الأزمة على المواطنين؟".
كما يلفت النّظر إلى ظاهرة مأساويّة قد نشهدها في حال إقفال المدارس العاجزة عن الصّمود، مُعلناً أنّ "وجود هذه المؤسسات حيويّ ويمسّ بوجود المواطنين والسكان في مناطقهم". ويتساءل: "مَن يضبط حركة النزوح في حال إقفال المدارس في هذه المناطق؟ أسئلة كثيرة وكبيرة تُهدّد الديمغرافيّة نضعها برسم المعنيين!".
الأكيد أنّ الأزمة لن تنتهي قريباً. التعليم والثقافة مُهدّدان، ومستقبل أجيالٍ صاعدة في قبضة السلطة الحاكمة التي تتلهّى بمشاكلها وتشيح بنظرها عن الناس التي تموت يوميًّا من الجوع. واليوم أطفالنا بخطر. خطرٌ كبير قد لا يتمكّن أحدٌ من تعويضه، وعندما يفوت الأوان لا ينفع النّدم!
المركزية -