#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
يحضرُ الى لبنانَ الموفدُ الفرنسيُّ لمتابعةِ مؤتمرِ سيدر بيار دوكان، ويلتقي كما اعلنَ مسؤولينَ لبنانيين، ويغادرُ الاربعاء...
هل سألَ احدٌ عن فائدةِ وجدوى هذهِ الزياراتِ لموفدٍ يتابعُ مؤتمراً انتهتْ صلاحيتهُ قبلَ ان تبدأ وانتهتْ مفاعيلهُ قبلَ ان تنفَّذَ.
هذا المؤتمرُ المليءُ بالالتزاماتِ الماليةِ من الدولِ قبلَ كورونا، والازماتِ العالميةِ، وقبلَ الازمةِ الماليةِ والاقتصاديةِ اللبنانيةِ، والتي كانَ يفترضُ ان تقابلَ هذهِ الالتزاماتِ اصلاحاتٌ في الداخلِ. مرَّتْ ثلاثُ او اربعُ حكوماتٍ على المؤتمرِ ولا شيءَ تبدَّلَ...
***
فَلِمَ الضحكُ على العقولِ، وعلى الناسِ، ومن سيلتزمُ مع لبنانَ المتوقفِ عن الدفعِ والمتعثِّرِ عن التفاوضِ مع الدائنينَ حتى...
ومَن سيدفُقُ الاموالَ على لبنانَ في الطاقةِ والبيئةِ والتربيةِ والمواصلات، والمجتمعُ الدوليُّ يرى كيفَ ذهبتْ ستةَ عشرَ مليارَ دولارٍ على دعمٍ غيرِ مسبوقٍ خلالَ اقلَّ من سنةٍ؟
مؤتمرُ سيدر الذي وُعِدَ لبنانُ فيهِ باكثرَ من 11 مليارَ دولارٍ، اطحنا بثلاثةِ ارباعِ وعودهِ بسنةٍ على دعمِ ذهبَ للتجارةِ وللكهرباءِ والمشتقاتِ النفطيةِ...
اذاً، لماذا الزيارةُ وبماذا ستنفعُ "النجيبَ العجيبَ" غيرَ كسبِ المزيدِ من الوقتِ والهاءِ اللبنانيينَ باسماءٍ وعناوينَ يُرضي بها الجانبَ الفرنسيَّ،
الذي يبدو وكأنهُ كاسحةُ الغامٍ امامهُ لتسهيلِ زيارةِ العمرةِ ربما وليسَ اكثرَ، الى المملكةِ العربيةِ السعوديةِ،
وهو يعتقدُ واهماً أنه بامكانهِ الهروبُ من الشروطِ السياديةِ امامهُ، فيما سقطَ باوَّلِ امتحانٍ هو مؤتمرٌ للمعارضينَ ضدَّ البحرينِ عُقدَ في بيروت وشكلَ خرقاً فاضحاً لمبدأِ النأي بالنفسِ.
***
تدخلُ البلادُ هذا الاسبوعَ الى عناوينَ لا تزالُ مدارَ انقسامٍ وهي عدمُ إنعقادِ مجلسِ الوزراءِ بسببِ المرفأِ واحتمالِ صدورِ القرارِ بشأنِ الطَّعنِ حولَ قانونِ الانتخاباتِ...
في كلِّ الاحوالِ... سيبدو ايُّ قرارٍ صادرٍ عن المجلسِ الدستوري كسراً لارادةِ فريقٍ ضدَّ فريقٍ اخرَ، فكيفَ سيكتملُ ملفُّ النكاياتِ في ملفٍ يعني الناسَ للاطاحةِ بهذهِ المنظومةِ الفاسدةِ؟
وعلى ذكرِ المرفأِ، والذي لا يبدو ان هناكَ جديداً فيهِ، متى وكيفَ يُفرجُ عن التحقيقاتِ ونتائجها، ويصدرُ القرارُ الظنيُّ، ومَن يطبِّقُ القراراتِ والتعاميمَ الاخيرةَ عن القاضي بيطار لتوقيفِ المدعى عليهم؟
وايُّ جهازٍ امنيٍّ سيكونُ قادراً على تنفيذِ مذكراتٍ قضائيةٍ بحقِّ نائبٍ مثلاً رأيناهُ مُشاركاً ومناقشاً في اجتماعِ رئيسِ مجلسِ النوابِ برئيسِ الحكومةِ، الذي كانَ يستمعُ في الاجتماعِ الى ما يقولهُ مطلوبٌ من العدالةِ، ومطلوبٌ توقيفهُ...؟
***
وسطَ هذا الفلتانِ على كلِّ الاصعدةِ،
لا يبدو ان هناكَ احداً قادرٌ على ضبطِ فلتانِ سعرِ صرفِ الدولارِ في السوقِ السوداءِ...
فلتانٌ لم يفهمهُ احدٌ فيما يُشاهدُ الناسُ على شاشاتِ التلفزةِ شقيقَ مسؤولٍ حزبيٍّ يتباهى بتجارةٍ بلغت قيمتها اكثر من عشرين مليونَ دولارٍ،
فمتى، وكيف، ولماذا، ومَن يضبطُ هذهِ المسخرةَ إينما كانَ في تجارةٍ فضائحيةٍ حمَّلَ فيها حاكمُ المركزيُّ غوغل مسؤوليةَ مراقبتها...
ويبدو ان الحبلَ على الجرَّارِ كما يُقالُ... والدولارُ في حالةِ صعودٍ وهبوطٍ بشكلٍّ مزاجيٍّ.
اما مَن يدَّعونَ المسؤوليةَ فيعيشونَ حالةَ الهذيانِ والانكارِ لغايةِ الساعةِ...
مع مَن نعيشُ؟ ومَن يسألُ عن اوجاعِ الناسِ، ومَن يُداوي الآلامَ،ومَن يُوقفُ موجاتِ الانتحارِ المتزايدةِ بشكلٍ لا يُصدَّقُ...؟
يبدو ان لا احدَ... عذراً على الكلماتِ السوداءِ...