#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
لن نكشفُ سرَّاً إذا قلنا إننا نشعرُ بالقرفِ، كلما فكَّرنا في الكتابةِ عنكمْ وعن فسادكمْ!
ولكنْ، و"بلا مُستحى"، بلغَ القرفُ أمسِ حدوداً لا تطاقُ، عندما فاضتِ الأمطارُ بخَيراتكمْ في الشوارعِ، وفاحَتْ روائحُ صفقاتكمْ من قساطلِ الدولةِ المهترئةِ...
في بيروتَ كلِّها، ردَّدَ الناسُ كلمةً واحدةً، ربما "فَشَّةُ خُلْقٍ" لا أكثرَ!
ولكنْ، مع الأسفِ، عندكمْ كانتْ "الدنيا عَمْ تشَتّي"...
***
إننا فعلاً في دولةِ "القساطلِ" المهترئةِ.
كم ملياراً بمليارٍ جرى إنفاقها في التلزيماتِ والتعهُّداتِ والمشاريعِ، "على نيَّةِ" إصلاحِ هذهِ البنى التحتيَّةِ المهترئةِ، منذُ أيامِ الحربِ؟
أين ذهبتْ الملياراتُ إذا كانتْ قساطلُ الشبكةِ مهترئةً، والمجاري الصحيةِ مهترئةً، وشبكةُ الكهرباءِ والاتصالاتِ مهترئةً، والطرقاتُ من أقصاها إلى أقصاها مهترئةً؟
أين ذهبتْ الملياراتُ إذا كانتْ مستشفياتُ الدولةِ مهترئةً، ومدارسها ومعاهدها مهترئةً؟
أينَ ذهبتْ الملياراتُ في بلدٍ مُفلسٍ، مصارفهُ مهترئةٌ وصارتْ أشبهَ بصناديقِ الأمانةِ… ولكنْ من دونِ أمانةٍ ولا أمانٍ!
أينَ ذهبتْ الملياراتُ، ودوائرُ الدولةِ مهترئةٌ، مِن أيامِ "بُندق أبو فْتيل"، وحتى الورقةُ والقلمُ والطَبَّاعةُ مفقودةٌ فيها؟
فعلاً… هذهِ دولةُ "القساطلِ" المهترئةِ…
وأنتمْ "قساطِلُها" المعطَّلةُ والمعطِّلةُ،
وكلنا أملٌ في أن هذهِ "القساطلَ" ستبلغُ باهترائها حدودَ الانفجارِ الأخيرِ… وحينذاكَ سنرتاحُ!
***
قساطلكمْ المهترئةُ، يا "منظومةَ فاسدي الفسادِ"، إلى أينَ ستقودنا؟
فقط أخبِرونا: إلى أيِّ حدٍّ سيوصلنا هذا الاهتراءُ، وأيُّ عواقبَ تنتظرنا؟
إلى أينَ سيصلُ الاهتراءُ، ونحنُ في الشهرِ الأخيرِ من العامِ 2021، بدولارٍ يضربُ فوقَ الـ25 ألفاً، وبمستوياتٍ قاتلةٍ من الفقرِ والجوعِ؟
إلى أينَ سيصلُ الاهتراءُ إذا بقيتْ "منظومةُ الفسادِ" تتذرَّعُ بالحججِ، وتتهرَّبُ من التحقيقِ والتدقيقِ وشروطِ الإصلاحِ، وتؤجِّلُ الاتفاقَ مع صندوقِ النقدِ؟
إلى أينَ سنصلُ إذا بقيتْ المناكفاتُ المقصودةُ، بهدفِ تعطيلِ الحكومةِ وتجميدِ عملِ المؤسساتِ؟
وتحتَ وطأةِ الانهيارِ، هل يتخيَّلُ أحدٌ أيَّ بلدٍ سيكونُ بعدَ ثلاثةِ أشهرٍ أو ستةٍ مثلاً، إذا عُطِّلتْ الاستحقاقاتُ الانتخابيةُ، كما يُشاعُ؟
***
دعونا نقولها بعيداً عن أيِّ مبالغةٍ:
لم يعُدْ البلدُ يتحمَّلُ المزيدَ من الاهتراءِ لفترةٍ طويلةٍ.
لا الوضعُ الماليُّ والاقتصاديُّ، ولا الوضعُ السياسيُّ، ولا الوضعُ الاجتماعيُّ يتحمَّلُ التسويفَ والمماطلةَ...
ونخشى أن يكونَ البلدُ المهترئُ بكلِّ المقاييسِ، على وشكِ الانفجارِ الكبيرِ الذي بعدهُ سيتغيَّرُ كلُّ شيءٍ…
نخشى أن يصلَ البلدُ إلى التحلُّلِ والتفكُّكِ...
لكننا نؤمنُ بأنَ شعبنا الحضاريَّ لن يتراخى وسيصنعُ مصيرهُ،
شعبنا سيغيِّرُ "القساطلَ" المهترئةَ، وعندئذٍ سنرتاحُ من الروائحِ الكريهةِ، ولمرَّةٍ أخيرةٍ ونهائيةٍ.
ولراحةِ البالِ لم نذكرْ بمقالِ اليومِ: "النجيبَ العجيبَ"... نشكرُ اللهُ!