#الثائر
مع ظهور متحورة جديدة لفيروس كورونا في جنوب إفريقيا، بدأت الحدود تغلق إذ قررت دول أوروبية عدة الجمعة تعليق الرحلات الجوية من هذا البلد، بينما فرضت بلدان أخرى بينها اليابان حجرا صحيا.
وأعلن اكتشاف المتحورة الجديدة التي قد تكون معدية جدا في جنوب إفريقيا الخميس. كما أعلن رصد إصابة أولى بها في أوروبا في بلجيكا، وكذلك في اسرائيل.
وعلى الرغم من توصيات منظمة الصحة العالمية التي نصحت بعدم فرض قيود على السفر، حظرت بريطانيا وفرنسا وهولندا الرحلات الجوية من جنوب إفريقيا وخمس دول مجاورة لها. كما أوصى الاتحاد الأوروبي الدول الاعضاء بتعليق الرحلات من إفريقيا الجنوبية واليها.
واعتبرت حكومة جنوب إفريقيا القرارات "متسرعة". وتشكل هذه الإجراءات ضربة جديدة للسياحة قبل الصيف الجنوبي مباشرة عندما تكون حدائق الحيوانات والفنادق ممتلئة عادة.
وقالت وزيرة خارجية جنوب افريقيا ناليدي باندور في بيان: "قلقنا الفوري هو الضرر الذي سيلحقه هذا القرار بالصناعات السياحية والشركات."
تراجع حاد في البورصات العالمية
تريد فرق أوروبية المشاركة في بطولة يونايتد للراغبي مغادرة جنوب إفريقيا حيث يفترض أن تخوض اليوم السادس من البطولة التي تجمع بين أندية اسكتلندا وويلز وإيطاليا وإيرلندا وجنوب إفريقيا.
وانسحب نحو 15 لاعبا بريطانيا وإيرلنديا من باقي مباريات جوهانسبرغ المفتوحة للغولف التي بدأت الخميس.
وتسببت المخاوف المتعلقة بهذه المتحورة الجديدة التي تم اكتشافها، بينما تسبب القيود الصحية توترا اجتماعيا واستمرار عدم الثقة في التطعيم، بانخفاض أسعار النفط وأتراجع حاد في أسواق الأسهم العالمية.
وخسرت بورصة طوكيو 2,53 بالمئة عند الإغلاق بينما تراجعت بورصتا فرانكفورت ولندن أكثر من 3 بالمئة في بداية الجلسة وانخفض مؤشر "كاك 40" الرائد في بورصة باريس بنسبة 3,33 بالمئة عند الساعة 11,10 ت غ.
وكانت إيطاليا منعت من دخول أراضيها الجمعة أي شخص زار جنوب إفريقيا "في الأيام ال14 الماضية".
في آسيا أعلنت سنغافورة حظرا مماثلا يبدأ تطبيقه الأحد باستثناء مواطنيها والمقيمين فيها.
في ألمانيا، حيث تجاوز عدد الوفيات عبتة المئة ألف الخميس، لن يُسمح إلا للمواطنين الألمان بالعودة من جنوب إفريقيا اعتبارا من مساء الجمعة وشرط احترام الحجر الصحي لمدة 14 يوما ، حتى لو كانوا ملقحين.
وأعلن وزير الصحة الألماني المنتهية ولايته ينس شبان أن "آخر شيء نريد الآن هو إدخال متحورة جديدة تسبب المزيد من المشاكل".
وقد بلغت بعض المستشفيات طاقتها القصوى في ألمانيا بينما يتعلق الجدل حاليا بفرض اللقاح الإلزامي كما قررت النمسا للتو.
"إمكانية انتشار سريع"
أعلن متحدث باسم منظمة الصحة العالمية الجمعة إن فهم مستوى انتقال وشدة المتحورة الجديدة لفيروس كورونا التي رصدت في جنوب إفريقيا يحتاج إلى "أسابيع عدة".
وقال كريستيان ليندماير خلال مؤتمر صحافي دوري لوكالات الأمم المتحدة إن خبراء من منظمة الصحة العالمية مكلفين مراقبة التطورات في فيروس كورونا يجتمعون مع ذلك الجمعة لتحديد ما إذا كان ينبغي تصنيف المتحورة التي سميت "بي. 1.1.529" على أنها "مقلقة" أو "يجب مراقبتها".
حتى الآن سجلت 22 إصابة بالمتحورة الجديدة لكوفيد معظمها لدى شباب بحسب المعهد الوطني للأمراض المعدية في جنوب إفريقيا.
وسجلت إصابات في بوتسوانا وإصابة في هونغ كونغ لشخص عائد من رحلة إلى جنوب إفريقيا.
وأعلنت إسرائيل عن إصابة بالمتحورة الجديدة "لشخص عاد من ملاوي" حسب وزارة الصحة التي تحدثت عن "حالتين أخريين لأشخاص عادوا من الخارج" ووضعوا في الححجر.
وقالت وزارة الصحة في بيان إن هؤلاء الثلاثة تم تطعيمهم ضد كوفيد-19 من دون تحديد عدد الجرعات أو نوع اللقاح.
في هذه المرحلة يبدو العلماء في جنوب إفريقيا غير متأكدين من فعالية اللقاحات الموجودة ضد الشكل الجديد للفيروس.
وقال عالم الفيروسات توليو دي أوليفييرا في مؤتمر صحافي في وزارة الصحة بجنوب إفريقيا إن المتحورة الجديدة تنطوي على عدد "كبير جدا" من الطفرات "ويمكننا أن نرصد إمكان انتشارها بسرعة كبيرة".
ويفيد علماء أنّ المتحورة "بي.1.1.529" تحمل ما لا يقل عن 10 نسخ مختلفة في مقابل نسختين للمتحورة دلتا.
يمكن أن يؤدي تحول الفيروس الأولي إلى جعله أكثر قابلية للانتقال إلى درجة تجعل المتحورة سائدة.
وقال البروفسور ريتشارد ليسيلز إن "ما يقلقنا هو أن هذه المتحورة قد لا تكون لديها قدرة انتقال متزايدة فحسب بل قد تكون قادرة على اختراق أجزاء من جهاز المناعة لدينا".
وحصل نحو 54 بالمئة من سكان العالم على جرعة واحدة على الأقل من لقاح مضاد لكوفيد-19 لكن تلقى 5,6 بالمئة فقط في البلدان المنخفضة الدخل اللقاح حسب موقع "اور وورلد إن داتا".
في جنوب إفريقيا الدولة الأكثر تضررًا في القارة تم تطعيم 23,8 بالمئة من السكان بشكل كامل.
وتسبب وباء كوفيد-19 بوفاة أكثر من 1,5 مليون شخص في أوروبا وفق تعداد لوكالة فرانس برس استنادا الى حصائل رسمية.
وفي المجموع، أودى الفيروس بأكثر من 5,16 ملايين شخص في أنحاء العالم منذ نهاية العام 2019. إلا ان منظمة الصحة العالمية ترى أن حصيلة الجائحة الفعلية قد تكون أعلى بمرتين إلى ثلاث مرات.