#الثائر
كتب المستشار صموئيل اديب
هل الإعلام يجب أن يقدم الحقيقية للشعب أو يقدم ما يريده الشعب.؟
سؤال قديم وعقيم... و لكنه فعلا يحتاج إلى إجابة، و الإجابة ليست سهلة كما تعتقد..
إذا كنت تابعت مهرجان الجونة خلال الأسبوع الماضي فبالتأكيد ركزت على كمية الفساتين المفتوحة الصدر و البطن ...
و لكن هل عرفت انه هناك العديد من الفنانات اللواتي كانوا بفساتين محترمه بل محجبات أيضا ..؟
لا لم تعرف. و بالتأكيد لم تعرف أيضا ما هي أسماء الافلام المشاركه في المسابقه.. و لا من هم النقاد أو المحكمين أو حتى أسماء الضيوف...
و هنا يثور سؤال... هل قدم لك الإعلام الحقيقية كاملة. ؟.. لا. و إلا كان قد قدم لك صور الحجاب و قدم لك معلومات كافيه عن المهرجان مثل أسماء الأفلام و اسماء لجنة التحكيم الخ...
إذا لماذا ركز الإعلام المرئي و السوشيال ميديا على الصدور و لم ينقل لنا الحقيقة كاملة؟ لأنه ببساطة اتبع مبدأ :قدم للناس ما تريده فقط... فمعظم الشعب لا يهتم بأسماء الأفلام.. و لكنه سيثور و يهتم بشأن صدر عاري إما دفاعا عن الفضيلة أو تنفيثا لرغباتٍ مكبوته... و في الحالتين... نجح الإعلام في أن يكسب ترند على حساب نقل الحقيقة و الثقافة...
هل أخطأت إدارة المهرجان في اختيارها للفريق الإعلامي لها.؟ ربما... فكون أنه لا يوجد جهه واحده تنشر بيانات توضح قيمة و أهمية المهرجان و تكون عامل مؤثر في الجرائد و السوشيال ميديا لكى تعادل الكفة، لهو فشل واضح للجنة الاعلامية...
كون أن المذيعات و المذيعين لا يوجد لديهم اسئلة مهمة يسألونها للفنانين سوى من أين اشتريت الفستان و من صمم الفستان!!!! فهذا فشل أيضا للمعدين المسؤولين عنهم... فيجب أن تكون هناك لائحة بالأسئلة التي أعدها أشخاص متفهمون لأهمية المهرجان ليكون لدينا تسجيلات مع النجوم تليق بحجم المهرجان... لا أن تكون الأسئله كلها تدور حول الفستان و من صنعه !.
.. فبالرغم من أن المهرجان القومى للمسرح المصري، مهرجان حكومي لا يمتلك ربع إمكانيات مهرجان الجونة، إلا أنه امتلك فريقي عمل رائعين.. فريق لجنة الإعلام و فريق نشرة المهرجان.. فالأول استطاع أن يمهد للمهرجان بطريقه واعيه قويه و قدم معلومات تستحق التقدير.. و الثاني استمر يوميا في عمل نشرات مطبوعة بكل المسرحيات و نقدها الفنى المحترم و بكل فاعليات المهرجان من ورش عمل وندوات نقدية.. التي استغلها الفريق الأول لكي ينشرها في الفضائيات.. لينتهي المهرجان و قد ترك للتاريخ العشرات من المجلات و الجرائد التي وثقت كل شيء لكي تكون مرجعاً بعد سنوات لكل باحثِ في المسرح أو في رسائل الدكتوراه..
بينما ترك الجونة ملايين الفيديوهات و المقالات التى تحدثت عن " فساتين الجونة"
في النهاية… ليس المهم أن تصنع شيئا جيدا.. الأهم أن تتأكد أن لجنة الإعلام تفهم عملها و أهميته.