#الثائر
بقلم المستشار الأعلامي
صموئيل أديب
ذات مره تسبب سؤال في برنامج" كلام من ذهب" في التسعينيات في إثارة حملة صحفية كادت أن تصل إلى استجواب في مجلس الشعب.. السؤال الصعب جداً و المحير جداً و الذي أذيع في حلقة يوم 10 رمضان هو على الشكل التالي: يأتي شهر رمضان مع عيد تحرير سيناء في أكتوبر كل 33 سنة تقريباً .. فكل كام سنة يتوافق المولد النبوي مع شهر رمضان؟
طارق علام سأل السؤال 100 مرة في الحلقه لمجموعات كبيرة من الناس .. هناك من أجاب كل 33 سنة و هناك من قال كل 4 سنين مثل 29 فبراير ..وفى النهاية فلاح بسيط.. تقريباً كان من أسيوط ..قال : مستحيل أن يتوافق شهر رمضان مع المولد النبوى لأن المولد النبوي في شهر ربيع الأول .. ورمضان شهر لوحده ..كيف يتوافق شهران مع بعض !!!!!
و بعدها انقلبت الدنيا .. مقالات في الصحف وبرامج تلفزيونية و حديث عن استجواب فى مجلس الشعب لوزير التعليم ووزير الأوقاف.. ..و الكل يبحث عن إجابة سؤال واحد..كيف يُخطئ كل هؤلاء الأشخاص في إجابة سؤال بهذه البساطة؟ ..
هل هو نقص في المعلومات أم عدم تركيز أم قلة تدين ؟؟؟
إذ أنه حتى بفرض عدم التدين.. ف الدوله تعطي المولد النبوي إجازة رسمية.. أي أن التاريخ يجب أن يكون محفوظا لكل الشعب ..
هذه الحلقة فتحت تساؤلات كبيرة عن التعود على الحياة دون تساؤل أو تركيز بها و فيها ..
كرونا أيضا جعلتنا ندرك قيمة الحياة… اكتشفنا أننا نعيش دون أن نهتم بالتفاصيل.. لم نكن نهتم بمسلمات بسيطه مثل تذوق طعم الأكل.. أو حضن صديق عند التلاقي…. أو فرحة الجلوس مع العائلة…أو الخروج بدون احتياطات من كحول و كمامة
حتي أتى يومٌ لنقف أمام أنفسنا في تساؤل بسيط…
هل كنّا منتبهين في حياتنا؟ هل شعرنا بها؟ أم مرت منا دون حتى أن نفرح بها…
يأتي المولد النبوى للسنه الثانيه وسط احترازات كبيرة.. و لأول مرة لا نسمع أصوات تحرم الاحتفال بالعيد.. هل ربما لأنهم شعروا أننا فعلا نحتاج إلى أن نفرح بعد أن اكتشفوا أن الدنيا قاسية جداً و أن الفرحة التي استكثروها سابقاً أصبحت مطلبا كبيراً…؟
لا أعرف..
و لكنى أعرف الآن أننى تعلمت أن أستمتع بكل شئ… حتى ولو كان في بساطة تذوق طعم السبانخ التي لا أحبها …