#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
تعفَّفتمْ وتزهَّدتمْ عن المناصبِ !
لم تكونوا تريدونَ رئاسةَ الحكومةِ لكنها هرولتْ إليكم !
تقولونَ بكلِّ ثقةٍ بالنفسِ : " انا لم أُكلَّفْ لكي لا أُؤَلِّفَ ، ولكي اعتذِرَ !
مهلاً ، إحترمْ عقولنا .
فعندما تقولونَ إنكمْ لم تُكلَّفوا لكي تعتذروا ، فهذا يعني واحدةً من اثنتينِ :
إما أن التشكيلةَ في جيبِكمْ لحظةَ التكليفِ ، وهذا لم يكنْ حاصلاً،
وإما أنكم تنازلتمْ فكانَ هناكَ ثلثٌ معطِّلٌ ووزراءُ لم تقتنعْ بهم ،
وربما لهذا قيلَ إنكم وافقتمْ على ما لم يوافِقْ عليهِ مَن سبقكمْ في التكليفِ والإعتذارِ ،
وإلا كيفَ تفسِّرُ انكمْ شكَّلتَمْ ، او شكَّلوا لكم ، حكومتكم في 45 يوماً فيما مَن سبقكمْ تعذَّرَ عليهِ ذلكَ في 12 شهراً .
***
دولةَ الرئيس ، خَفِّفوا من " مناوراتِ حُزنِكمْ " ،" الشمسُ شارقةٌ والناسُ قاشعةٌ "،
كلما سُئلتَمْ عن موضوعٍ معينٍ تُبدونَ عاجزينَ عن معالجتهِ، تُجيبونَ بما اصبحَ " لازمةً " او " معزوفةً " :
انا حزينٌ !
"دولتكم مين اجبرَكمْ " ؟
***
ماذا تعرفونَ عن الحزنِ ؟
1- ماذا تعرفونَ عن سرقةِ اموالِ المودعين، ويمنِّنوننا بـــ 5000 دولارٍ بالشهرِ على سعرِ 3900 ليرةٍ، أينَ باقي 4000 دولار،
جاوبونا، وبعدها احزنوا ما شئتم،على أقلهِ افصحوا عمَّنْ سرقَ الناسَ منذُ ربعِ قرنٍ،
إذا لا تعرفونهم فعلاً:
"عجيبٌ"؟
ماذا تعرفونَ عن حزنِ الذينَ يُهاجرونَ قسراً؟
ماذا تعرفونَ عن حزنِ الذينَ لا يستطيعونَ السفرَ؟
ماذا تعرفونَ عن حزنِ الذينَ يتقاضونَ راتبَ الحدِّ الأدنى للاجورِ، الذي باتَ يساوي ثلاثَ صفائحِ بنزين،هذا قبلَ ان يُرفَعَ الدعمُ نهائياً؟
ماذا تعرفونَ عن حزنِ العائلاتِ التي تفكِّرُ في بيعِ منازلها ، والسكنِ بالإيجارِ ، لتدفعَ اقساطَ المدارسِ .
ماذا تعرفونَ عن حزنِ اربابِ العائلاتِ الذينَ اصبحوا بلا عَمَلٍ ، وعن الذينَ مازلوا يعملونَ ولكن رواتبهم بالليرةِ اللبنانيةِ لا تكفي إلى آخرِ الأسبوعِ الاولِ من الشهرِ؟
لكن يا دولةَ الرئيس،إذا كانَ الحزنُ مرادفاً للعجزِ، فمَن اجبركَمْ على المجيءِ؟
***
آخرُ بدعةٍ ان " تدويرَ الزوايا " يستفزُّكُمْ دولةَ الرئيسِ!
لكن ما أنتمْ فاعلونَ منذُ لحظةِ وصولِكم إلى السرايا؟
عملياً لا شيءَ سوى وعودٍ ومزيدٍ من الوعودِ .
نتحداكمْ ان يكونَ باستطاعتكم "قبعُ" موظفٍ واحدٍ من اصلِ 400 الف الذينَ أُدخلوا كمحاسيبَ لأهلِ السلطةِ والفسادِ،
باللهِ عليكم كفى حزناً، الاصلاحاتُ تبدأُ من هنا.
لو عدنا قليلاً إلى الوراءِ، إلى مقابلاتِكمْ قبلَ ان تعودوا إلى " جنةِ الحكمِ" ، كنتمْ في طليعةِ المزايدينْ ،
اليومَ انقلبتْ الآيةُ لأنَ " للتمسكنِ احكامهُ" .
دولةَ الرئيس ، نصيحةٌ :
1- تستطيعونَ أن تناوروا على بعضِ الناسِ كلَّ الوقتِ.
2- وأن تناوروا على كلِّ الناسِ بعضَ الوقتِ .
3- لكنكَمْ لا تستطيعونَ أن تناوروا على كلِّ الناسِ كلَّ الوقتِ! .
فعلاً "يلِّلي استحوا ماتوا"!