#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
ما هذهِ السلطةُ الحاكمةُ المتحكِّمةُ المستبدةُ لاَ تقرأُ ولا تسمعُ ولا تفعلُ ؟
أنها تعيشُ حياةَ رخاءٍ ، ليسَ قبلها ولا بعدها،
ربُما يرمونَ كلَّ اثقالهم الداميةِ الثقلِ على كلِّ مَن عندهُ حسٌّ او شعورٌ وطنيٌّ مع الشعبِ المكسورِ، فكيفَ نقرأُ عن آخرِ تقريرٍ للاممِ المتحدةِ ان مستوى الفقرِ في لبنانَ وصلَ إلى 82 %؟؟
لبناننا اصبحَ يُكتبُ عنهُ بكلِّ ما هو معاكسٌ لِما كانَ!
تغنَّينا بهِ ما فيهِ الكفايةُ، لم نتغنَّ يوماً بطبقةِ اهلِ السياسةِ الفاسدةِ التي اوصلتْ هذا الوطنَ الى مراحلهِ الاخيرةِ ،
ليسَ فقط بالفقرِ أي بالعوَزِ، بل أحياناً الى فقرِ العقلِ وتمدُّدِ الجهلِ،
فقرٌ في الادارةِ وتفكُّكِ مفاصلِ الدولةِ...
فقرٌ بالُّلحمةِ الوطنيةِ وصولاً الى التشرذمِ.
فقرُ الفكرِ وصولاً الى أدنى مستوى التعاطي السياسيِّ،
إذاً، الفقرُ يَلفُّنا ولا حلولَ في المدى القصيرِ.
***
السلطةُ المتسلِّطةُ " ما على بالِها بال "،
والروحُ اللبنانيةُ الفرحةُ المرحةُ تنبضُ في بعضِ المناطقِ الجبليةِ وعلى الشواطىءِ الحضاريةِ ولا نلومها .
فالحياةُ حقٌّ والسهرُ والسمرُ من الحياةِ الطبيعيةِ ، لا نقرأُ ولا نسمعُ، الحياةُ قصيرةٌ ولا احدَ لهُ علينا .
هنيئاً لكمْ حقاً،
أن تستمروا بالحياةِ بالرغمِ من وطنٍ أفلسوهُ،
ثم أذلُّوا شعبهُ بكلِّ ما يُسمى أدنى متطلباتِ البقاءِ، من خبزٍ ، طبابةٍ ، دواءٍ ، نورٍ أي الكهرباءُ،
واطبقوا عليهِ بالاسعارِ الجنونيةِ كي يكتفي بربطةِ خبزٍ "حاف"
***
ما المغزى من كلِّ ما تقدَّمَ ؟ المغزى هو محاولةُ إيجادِ الحلولِ.
وبالتالي ما هي الحلولُ؟
اولُ الحلولِ التي قد تُفرحُ بالشكلِ وليسَ بالمضمونِ،
تأليفُ حكومةٍ.
والأفضلُ الاَّ ندخلَ في هذا "السردابِ" إذ من اليومِ الاولِ،
كان رأينا أن لا تأليفَ ، وكانتْ كلُّ الاسبابِ موجودةً لعدمِ التأليفِ ، وبالتالي إلى الاعتذارِ دُر ولو أخذَ بعضَ المراوغةِ ،
وهذا اصبح فنَّاً من فنونِ وابداعاتِ الرؤساءِ المكلفينَ، المعتذرينَ لاحقاً .
نعودُ اذاً.. لا حكومة .
ما الحلُّ الثاني والثالثُ و...
ترقيعٌ بترقيعٍ على مساحةِ كلِّ الوطنِ الى أن تُسدَلَ الستارةُ على هذهِ الحقبةِ الكارثيةِ المأسويةِ، لتفتحَ على مصيرٍ ومسارٍ جديدٍ ولا احدَ يدري " اوَّلهُ من آخرهِ."
هل نكتفي بهذا القَدَرِ والقَدْرِ؟
حتماً لا...
عموماً المناشدةُ للعالمِ تأتي من رأسِ هرمِ الدولةِ الى حيثُ الانتماءُ،
أي جامعةُ الدولُ العربيةِ التي رؤساءُ دولها لطالما وقفوا إلى جانبِ ما كانَ لبنانَ!
اليومَ المناشدةُ مستحيلةٌ لعدةِ اسبابٍ نعرفها ولا لزومَ للدخولِ فيها،
***
وما يزيدُ الطينَ بلَّةً أن مَن يُفترضُ فيها إحترامُ رمزِ الوطنِ ،العلم اللبناني ،
عَمَّا نتكلمُ ؟
ذهبَ وفدٌ وزاريٌّ إلى سوريا لمفاوضاتِ الغازِ والكهرباءِ،
الوفدُ برئاسةِ نائبةِ رئيسِ الحكومةِ المستقيلةِ، أي الشخصيةُ الرقم 5 في ترتيبِ الرؤساءِ ونوابهم ،
شاهدَ كلُّ اللبنانيينَ صورةَ الأجتماعِ وقد جلسَ رئيسا الوفدين اللبناني والسوري في صدرِ القاعةِ وخلفهما علما سوريا ولا علمَ للبنانِ .
الجانبُ السوري على أرضهِ يمارسُ سيادتهُ بالطريقةِ التي يراها هو مناسِبَةً،
ولكن ماذا عن رئيسةِ الوفدِ اللبناني؟
رئيسةُ الوفدِ اللبنانيِّ هي في الوقتِ عينهِ وزيرةُ دفاعٍ ويفترضُ فيها ان تكونَ حافظةً عن ظهرِ قلبِ قَسَمِ الجيشِ الذي يرِدُ فيهِ:
" حِفاظاً على علمِ بلادي "
رئيسةُ الوفدِ اللبنانيِّ تُدرِكُ ، او هكذا يُفترضُ ، ان هناكَ في لبنانَ
" يومَ العلَم".
رئيسةُ الوفدِ اللبنانيِّ ، إذا كانتْ قرأتْ ، ولو على سبيلِ المطالعةِ،
أن ابطالَ الإستقلالِ وقَّعوا على العلمِ اللبنانيِّ وأنهم قبَّلوا العلمَ اللبنانيَّ في قلعةِ راشيا .
دولةُ نائبةِ رئيسِ الحكومةِ المستقيلةِ ،
نتمنى ان يكونَ خطأٌ بروتوكوليٌّ غيرَ مقصودٍ،
العلمُ اللبنانيُّ اغلى بكثيرٍ من غازِ وكهرباءِ الدنيا!