#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
كلما جاءتنا منكمْ مصيبةٌ، قلنا:
هذهِ ذروةُ المأساةِ. لكنكمْ تفاجئوننا بأقسى منها...
فماذا الذي تخبِّئهُ لنا أدمغتكمْ الشيطانيةِ، بعدُ، يا أهلَ الفسادِ والإجرامِ؟
وأيُّ خطَّةٍ تدفعكمْ إلى تعذيبنا، بلا حدودٍ!
***
في الأزمنةِ العاديةِ، كنتمْ تخبروننا عن "موسمِ الشحائحِ" بينَ آب وكانون الأول.
اليومَ، نحنُ في "موسمِ الشحائحِ" في كلِّ شيءٍ…
"شحائحُ" البنزين والمازوت والدواء والخبز والليرةِ عندنا…
وشحائحُ الشرفِ والكرامةِ والضميرِ عندكم…
وهكذا، فلنطلق الخيالَ للكارثةِ الآتيةِ:
مؤامرةُ عطشٍ تستكملُ ما بدأتهُ مؤامرةُ الجوعِ، وتَحكمُ بالموتِ على شعبٍ بكاملهِ…
فهل طبيعيٌّ أن يمرَّ تحذيرُ "اليونيسف"، من كارثةِ عطشٍ ستصيبُ 4 ملايينَ لبنانيٍّ، فلا يتحرَّكُ أحدٌ ولا يسألُ؟
***
ماذا سيفعلُ الناسُ، عندما يفتحونَ الحنفياتِ فلا تمنُّ عليهم بنقطةِ ماءٍ واحدةٍ، لا للشربِ ولا للاغتسالِ ولا لاستخدماتِ المنزلِ، في لبنانَ بلدُ المياهِ؟
كيفَ يملأونَ الخزاناتِ، والصهاريجُ عطَّلَها فقدانُ المازوتِ؟
وكيفَ يذهبونَ إلى "سبيلِ الماءِ" وسياراتهم عطَّلها فقدانُ البنزين؟
قديماً، كان أجدادنا يملأونَ الجرَّةَ بأمانٍ، وكانَ اللقاءُ "على العين" يجمعُ الأحبَّةَ،
وحتى في الحربِ، بقيَّ الناسُ يدبِّرونَ أمورهم بالحدِّ الأدنى…
وأما اليومَ، يا عصابةَ الجوعِ والعطشِ، فتأخذوننا إلى الموتِ المحتَّمِ،… ولا جفنَ يرفُّ لكم، ولا يستيقظُ ضميرٌ!
***
وعلى سيرةِ المازوتِ، هل تعرفونَ أيَّ كارثةٍ تنتظرنا، على أبوابِ موسمِ البردِ، خصوصاً في الجبالِ؟
هل تسمعونَ وتشاهدونَ كيفَ تُقطعُ أحراجُنا الباقيةُ لتكونَ وقوداً للتدفئةِ؟
لا نبرِّرُ إطلاقاً ما يفعلهُ الناسُ. ولكن، عندما يوضعُ المواطنُ بينَ خيارين:
إمَّا أن تموتَ أشجارهُ بالقطعِ… وإمَّا أن يموتَ أولادهُ بالصقيعِ… فماذا سيختارُ؟
وطبعاً، هنا يدخلُ "صيَّادو الأزماتِ" على الخطِ ليستثمروا.
فهل غريبٌ أن يكونَ بعضُ الحرائقِ التي التهمتْ أروعَ غاباتنا، مقصوداً؟
أولا يتمتعُ "الصيادونَ" هؤلاءِ بحمايتكم، فلا يتمُّ اكتشافهم أو مُحاسبتهم؟
المؤامرةُ على "لبنانَ الأخضرِ" هي أنتمْ، في ذاتكمْ،
وتحتَ سلطتكمْ، سيصبحُ البلدُ، لا شجرةَ تعيشُ فيهِ ولا إنسانٌ…
***
وعلى سيرةِ "صياديِّ الأزماتِ" المحميينَ، نسألكمْ:
هذهِ المستودعاتُ الضخمةُ من الأدويةِ، التي صادرتموها، أينَ هي؟
لِمنْ تباعُ؟ وبأيِّ أسعارٍ؟ ولماذا لا تُكشفُ التفاصيلُ على الرأيِ العام... ما دمتمْ تتحدثونَ عن الشفافيةِ؟
وفي أيِّ حالٍ، لماذا انتظرتمْ جميعاً كلَّ هذهِ الفترةِ الطويلةِ من عذابِ الناسِ لتتحركوا وتداهموا؟
وفي عُنقِ مَن أولئكَ المساكين الذينَ ماتوا بالسرطانِ أو بأمراضِ القلبِ أو الكلى أو سواها، لأن دواءهم كان مخفيّاً في مستودعاتِ عَليَّةِ القومِ؟
"يا وَيلكمْ مِن إيدَين ربّكم" يومَ الحسابِ!
***
في هذا النفقِ الأسوَدِ، هل مِنْ بصيصِ نورٍ؟
يُقال "إن الكرامَ قليلُ". وهؤلاءِ القلائلُ في مؤسساتِ الدولةِ نعوِّلُ عليهم.
وفي عيدِ الأمنِ العام، كلمةُ حقٍّ تقالُ عن اللواء عباس ابراهيم الناشطُ في كلِّ الاتجاهاتِ لتخفيفِ الأعباءِ، والذي جعلَ هذا الجهازَ قدوةً في التنظيمِ وحسنِ الإدارةِ،فكمْ نحتاجُ إلى أمثالكَ، يا حضرةَ اللواءِ؟