#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
أوقِفوا هذهِ المهزلةَ يا "ملوك اهلِ وابناءِ الفسادِ"، فألاعيبكمْ كلها صارتْ مفضوحةً.
والشعبُ اللبنانيُّ وإن افقرتموهُ، أذكى بكثيرٍ ممَّا تتصوَّرونْ.
حتى اليومَ، كنا نظنُّ أن روائحَ فسادكم تفوحُ من فوقِ الأرضِ فقط.
فتبيَّنَ أن فسادكم مغروزٌ في خزاناتٍ تحتَ الأرضِ،
وأن شياطينَهُ حاضرةٌ لتحرقَ أهلنا الأبرياءَ الطيِّبينَ في كلِّ لحظةٍ.
ولكنْ، نقولها بكلِّ ثقةٍ وإيمانٍ:
هذهِ الأرضُ مقدسةٌ، وقد رواها الشهداءُ بدمائهم، لتبقى لنا الحريةُ، فحاشاها أن تتلوَّثَ بفسادكم…
ونقولها بكلِّ ثقةٍ وإيمانٍ، لن تستطيعوا إخفاءَ رأسِ فسادكم في الترابِ، كالنعامةِ، بعدَ اليومِ…
فَبِتُّمْ مفضوحينَ وبالعراءِ يا "اهلَ وابناءَ الفسادِ".
***
دعونا نسألُ ببساطةٍ:
خزاناتُ المازوتِ والبنزين المدفونةُ تحتَ الأرضِ، من أقصى الشمالِ إلى البقاعِ فالجنوبِ، مَن هُمْ أصحابها؟
وهؤلاءُ، هل قاموا بعملياتِ الحفرِ، وأودعوها في الترابِ، خلسةً عن المرجعياتِ وكلِّ المسؤولينَ في دولتنا العظيمةِ؟
وكيفَ يعرفُ المعنيونَ مثلاً، خلالَ دقائقَ، أن مواطناً يعمِّرُ جداراً صغيراً في الحديقةِ، بلا ترخيصٍ، ولا يعرفونَ بعشراتِ أو مئاتِ الخزاناتِ غيرِ الشرعيةِ في كلِّ لبنان؟
إذاً، هم يعرفونَ ويغضّونَ النظرَ. وهذا يعني أنهم مستفيدونْ… وهنا بيتُ القصيدِ،
وهنا نفهمُ لماذا يتمُ إلهاءُ الناسِ بملفاتٍ جانبيةٍ…
فيما أهالي الشهداءِ من المدنيينَ والجيشِ يتحرَّقونَ ليعرفوا الحقائقَ، في المجزرةِ التي أحرقتْ أولادهم إن في المرفأِ او في عكارِ الحبيبةِ!
***
بصريحِ العبارةِ، منظومةُ الفسادِ فوقَ الأرضِ هي نفسها المعنيةُ بمنظومةِ خزاناتِ الموتِ تحتَ الأرضِ.
تصوَّروا. لقد صادرَ الجيشُ اللبنانيُّ البطلُ نحو 4.4 مليونَ ليترٍ من البنزين، و2.2 مليوني ليترٍ من المازوتِ، خلالَ 3 أيامٍ فقط من المداهماتِ.
أي إن الكمياتِ المخبَّأة أكبرُ من ذلكَ بكثيرٍ، ولاسيما تلكَ الموجودةُ بعيداً عن عيونِ الرقابةِ، والتي تُستخدمُ في السوقِ السوداءِ وللتهريبِ أيضاً.
وفي هذا السياقِ، يمكنُ فَهْمُ ما قالهُ حاكمُ المركزيِّ:
لقد دفعتُ 820 مليونَ دولارٍ لدعمِ المحروقاتِ على سعرِ 3900 ليرةٍ للدولارِ، فأينَ تبخَّرتْ الدولاراتُ؟
هذا يعني أن ملايينَ الليتراتِ المخزَّنةِ، المدعومةَ من ودائعِ الشعبِ بدولار 1500 ليرة، ثم دولار 3900 ليرة…
فهل مِن شكٍّ في أن منظومةَ السلطةِ "الحرامِ" والمالِ "الحرامِ" هي نفسها الراعيةُ لتخزينِ المحروقاتِ "الحرامِ" والكلُّ متداخلٌ فيها للربحِ السريعِ!!
***
البلدُ صغيرٌ. ومن دونِ شكٍّ، كثيرونَ يعرفونَ القصصَ الحقيقيةَ لمستودعاتِ الموتِ.
ولكنْ، للمزيدِ، نقترحُ طريقةً بسيطةً لكشفِ الحقائقِ كاملةً:
هذهِ المستودعاتُ تتولى بناءها شركاتٌ محدَّدةٌ في لبنانَ. فلتُسألْ هذهِ الشركاتُ عن المستودعاتِ وأصحابها ومناطقِ انتشارها.
***
إذا كنتمْ تظنونَ أن لبنانَ هو أفغانستان، يا "اهلَ وابناءَ الفسادِ"، فاعلموا أنكمْ على خطأٍ.
اعلموا أن شعبَنا الحضاريَّ الأصيلَ وإنْ افقرتموهُ لم يَهرُبْ يوماً، ولم "يتعمشقْ" يوماً بالطائراتِ التي جاءَ بها الأجنبيُ…
اعلموا، يا "اهلَ وابناءَ الفسادِ"، أن شعبنا سينزلُ إلى الأرضِ وسيحاسبُ جلاَّديهِ، يوماً ما!