#الثائر
كثرت في لبنان، خاصة على شاشات التلفزة، برامج التوك شو السياسي. ويعمد بعض من تتسنى لهم فرص الظهور في برامج حوارية، إلى تلفيق الأخبار وادّعاء معرفة الأسرار، بهدف إشاعة أجواء بأنهم على دراية بتفاصيل ما يجري في كواليس السياسة، وارتدوا «قُبع الإخفى» وحضروا كل لقاء سري. فيما هم في الحقيقة ينسجون الأخبار من بنات أفكارهم ومخيلتهم التي لا تقف عن حد.
إعلاميون تحولوا إلى منجمين، ينسبون كلامهم إلى مصادر مجهولة، لتضليل الناس وإقناعهم بأنهم على قدر من الأهمية والمعرفة والتحليل، ولو راجعنا روايات هؤلاء لوجدناها أشبه بتوقعات المنجمين، الذين يملأون شاشات التلفزة ليلة رأس السنة، في مهرجان الكذب والشعوذة والتشويق والسبق الإعلامي الرخيص لقاء بعض المال السياسي المشبوه، وعند التدقيق نجد كل كلامهم وأخبارهم زائفة ومن نسج الخيال، حتى أنها بعيدة عن أي تحليل سياسي منطقي سليم.
إعلاميون تهمهم الشهرة فقط، ويفضلونها على المصداقية والأمانة في نشر الخبر. فيعمدون إلى قراءة بعض الصحف الدولية والمحلية والتغريدات أو يوحى إليهم ببعض ما يجب عليهم قوله، ثم ينسبون إلى أنفسهم الخبر والمعرفة والتحليل. وأحياناً يذهبون أبعد من ذلك، حيث يطلقون شائعات ويروون أخباراً، كما لو كانوا في برنامج «ما يطلبه المستمعون»، ومع الأسف الشديد أن بعض الناس المتعطشة إلى أي خبر ينخدعون بهم ويصدّقون ما يقول هؤلاء.
طبعاً ما زالت الدعاية والشائعات تفعل فعلها في الرأي العام، وهي من أهم وسائل الحرب، لكن الظروف تغيرت وحبل الكذب ليس قصيراً وحسب ، بل أقصر مما يضنون، والحقائق باتت تتكشف بسرعة. وإن كان من نصيحة لنجوم التوك شو السياسي وملفقي الأخبار (مرتفعي الأجر)، فهي أن الإعلام رسالة وطنية وإنسانية أخلاقية،عِمادها المصداقية والواقعية، وليس سبقاً لمجرد الظهور الاعلامي وتحقيق الشهرة بالشائعات وتضليل الرأي العام.
- "الثائر" رئيس التحرير