#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
والآنَ، إسمعوا، آخرَ سخرياتِ القدَرِ في هذا البلدِ العجيبِ الغريبِ:
هل سمعتمْ في بلادِ الماو ماو أن هناكَ مَن يقيمُ الذكرى السنويةَ الأولى للاستقالةِ؟
نعم، هي استقالةُ حكومةٍ فاشلةٍ، جاءتْ تحتَ عنوانِ الإنقاذِ بعدَ حكومةٍ فاشلةٍ.
واليومَ، عِزُّها يدومُ ويدومُ… لأن الذينَ حاولوا التأليفَ غارقونَ أيضاً... من فشلٍ إلى فشلٍ!
يعني، أهلاً وسهلاً بكم في جمهوريةِ الفشلِ الذريعِ!
***
نقولُ عادةً، للذينَ فَقَدوا اعزَّاءهم، في جنازِ السنةِ:
"تْعيشوا وتتذكروا"!
ولكنْ، يعزُّ علينا أن نقولها لكم، "تعيشوا وتتذكروا"، لسببينِ:
أولاً،
نحنُ متأكدونَ من أن ذاكرتكمْ مثقوبةٌ، فكيفَ تتذكرونْ؟
وثانياً،
لأنكمْ، إذا عشتمْ سنةً أخرى فلن يبقى من شعبنا "مين يخبِّر".
***
في الذكرى السنويةِ الأولى، ألا تستحونَ أن تخبِّرونا عن نجاحاتكم الباهرةِ، يا "عَصابةَ الخرابِ" ؟
يا أيها الذين كنتمْ متواطئينَ علينا، منذُ 25 عاماً وتدركونَ أنكم ستصلونَ بنا إلى هذهِ الكارثةِ!
ألا تستحون؟
ونحنُ غارقونَ في الظلمةِ الدامسةِ، في حَرِّ تموز وآب، ومصلوبونَ في الطوابيرِ من أجلِ قطرةِ بنزين!
ألا تستحون؟
أن تُخبرونا ونحنُ نموتُ لأن جرعةَ دوائنا مفقودةٌ في أيدي المافيا، أي أنتم، أو لأن معملَ أكياسِ المصلِ قد توقفَ، كما المستشفى، بسببِ انقطاعِ المازوتِ؟
ألا تستحون؟
أمامَ عيونِ أبٍ وأمٍّ خسرا الطفلةَ، فلذةَ الروحِ، التي لسَعتها العقربُ، ولا ترياقَ لها؟ ألستمْ أشدُّ سُمَّاً من هذهِ العقربِ؟
ألا تستحون؟
أمامَ العائلاتِ التي بالرغيفِ "الحافِ" تملاُ بطونَ الأولادِ، كي يكسروا الجوعَ ويناموا؟
ألا تستحون؟
وقد صارَ الأهلُ بلا عملٍ والأولادُ بلا مدارسَ ولا جامعاتٍ؟
باختصارٍ. هناكَ شيءٌ واحدٌ نجحتمْ به يا "عصابةَ الخرابِ":
إنهُ القضاءُ الكاملُ على شعبِ لبنانَ العريقِ الأصيلِ .
وستتابعونَ "مسيرةَ نجاحكمْ" حتى آخرِ نفَسٍ لآخرِ أبٍ وأمٍّ، وآخرِ نبضٍ لآخرِ طفلٍ وطفلةٍ وشابٍ وشابةٍ وعجوزٍ…
فأيُّ عارٍ سيلاحقكمْ إلى الأبدِ؟ وأيُّ لعنةٍ ستلاحقكمْ، من جيلٍ إلى جيلٍ؟
***
على مدى 25 سنةً، تشاركتمْ في المغانمِ وأكلتمْ الأخضرَ واليابسَ.
وكانت "الهندساتُ" تنظِّمُ الحصصَ بسلاسةٍ:هذهِ لي وهذهِ لكَ!
وكنتمْ تطعمونَ الناسَ حلاوةً في عقولهم وتقولون:
هي هندساتٌ عبقريةٌ تلك التي وصلنا اليها، لا ادمغةٌ في العالمِ يمكنُ أن تُضاهيها…
وجاءكمْ "الأكاديمي" الذي وعدنا بأن يكَحِّلَها، لكنهُ عَماها!
***
صراحةً، نحنُ نعلمُ أنكمْ لا تسمعونَ ولا تقرأونَ.
ولطالما كتبنا وحذَّرنا من الكوارثِ منذُ سنواتٍ، ولكنْ.. لا حياةَ لمن تنادي.
وصراحةً، ندركُ أن لا جدوى من التحذيرِ مجدداً،
لأنَ من العبثِ الرهانُ على " عصابةِ الخرابِ".
***
ولكن، هذا واجبنا المهنيُّ والوطنيُّ، وهذهِ موجباتُ ضميرنا، أن نصرخَ ونرفعَ الصوتَ، لعلَّ وعسى... والباقي "عَ الله"!
نكتبُ اليومَ، وكلنا ثقةٌ ورجاءٌ في أن تسونامي ستجرفهم،مهما طالَ العذابُ...
وسينتصرُ الشعبُ الأصيلُ.
وإذا كانَ للظالمِ جولةٌ،
فللحقِ ألفُ جولةٍ وجولةٍ!!…