#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
إلى متى ستبقونَ على هذهِ الدرجةِ من الإجرامِ بحقِ شعبكمْ ؟
وإلى متى ستبقى أضاليلكم تنطلي على هذا الشعبِ الحضاريِّ الطيِّبِ العريقِ؟
قولوها بالفَمِ الملآنِ :"لم يعدْ هناكَ دعمٌ لأنهُ لم يعدْ هناكَ مالٌ للدعمِ من جيوبنا ".
قولوها بالفَمِ الملآنِ:" لا نجرؤُ على مواجهةِ شعبنا بهذهِ الحقيقةِ لأنه غيرُ قادرٍ على شراءِ الدواءِ بسعرهِ الحقيقيِّ" .
هذهِ هي المعادلةُ التي لم تعدْ تحتاجُ إلى منجِّمٍ مغربيٍّ :
" لا قدرةَ للسلطةِ على الدعمِ ، ولا قدرةَ للناسِ على الشراءِ من دونِ دعمٍ" .
وهذهِ ليستْ معادلةً فحسبُ بل هي معضلةٌ ،كيف؟
السلطةُ هي التي تدعمُ عبرَ الطلبِ إلى مصرفِ لبنانَ بفتحِ الإعتماداتِ :
كانتْ تموِّلُ شراءَ الدواءِ من الشركاتِ الاجنبيةِ على سعرِ الدولارِ الحقيقيِّ،
والشركاتُ تبيعهُ بالسعرِ المدعومِ ، والفارقُ يدفعهُ مصرفُ لبنانَ بطلبٍ من الحكومةِ .
اليومَ تطلبُ الحكومةُ من مصرفِ لبنانَ الاستمرارَ في الدعمِ .
مصرفُ لبنانَ لا يستطيعُ الاستمرارَ في الدعمِ .
المستوردونَ لا يستطيعونَ الاستيرادَ ، الصيدلياتُ لا يصلها الدواءُ ، المريضُ عالقٌ في هذهِ الدَّوامةِ ، فماذا يفعلُ ؟
لا جوابَ يُعطى له سوى :
" دَبِّر راسَك " !
بدأ " يُدبِّر رأسهُ" على قاعدةِ " الدني ما بتخلا من أصحابِ الأيادي البيضِ والأهلِ والاقاربِ والأصدقاءِ" .
بدايةً بدأتْ " صيدليةُ الشنطةِ " : مَن هو آتٍ من الخارجِ كانَ معهُ حقيبةٌ مخصصةٌ للأدويةِ "اللي موصيهن عليها" أهله واصدقاؤهُ . تطوَّرَ الأمرُ إلى،
" تجارةِ الشنطةِ" : كلُّ مَن يريدُ دواءً يُوصي عليهِ من الخارجِ ويدفعُ ثمنهُ بــ " الفريش دولار" .
لكن هل هذا حلٌ ؟ بالتاكيدِ ليس سوى معالجةٍ موقَّتةٍ ومحصورةٍ بنسبةٍ قليلةٍ من الناسِ:
ليسَ جميعُ الناسِ بإمكانهم دفعُ ثمنَ الدواءِ بــ " الفريش دولار" .
ليسَ بإمكانِ " صيدليةِ الشنطةِ " أن تؤمِّنَ حاجةَ الإستهلاكِ اللبنانيِّ .
ليسَ بإمكانِ " صيدليةِ الشنطةِ " أن توفِّرَ الشروط الملائمةَ لبعضِ الأدويةِ ، فعلى سبيلِ المثالِ لا الحصرِ ، هناكَ الأُبرُ التي يجبُ ان تُنقَلَ بدرجةِ برودةٍ معيَّنةٍ عبرَ برَّاداتٍ غيرِ متوافرةٍ في الشنطةِ، فهذهِ الأُبرُ كيفَ سيتمُ نقلها ؟
هناكَ مسألةٌ في غايةِ الاهميةِ :
مَنْ يضمنُ ألاَّ تكونَ الأدويةُ المستوردةُ عبرَ الشنطةِ غيرَ مزوَّرةٍ؟
هناكَ مافياتٌ قد تعمدُ إلى تركيبِ " سكَّةِ استيرادٍ" ، تستوفي مسبقاً ،
وحينَ يكتشفُ المريضُ ان الدواءَ مزوَّرٌ "يكون اللي ضرب ضرب واللي هرب هرب" !
كيفَ سيتمكنُ المريضُ من ملاحقةِ المزوِّرِ ؟ " ما تقولولنا الدولة" !
لقد اختبرنا فشلها في ملاحقةِ التزويرِ الداخليِّ والغشِّ في الموادِ الغذائيةِ واللحومِ الفاسدةِ والدجاجِ الفاسدِ ، فماذا تحققَ ؟لا شيء!
لا تُحدِّثونا عن الدولةِ لجهةِ ضبطها عملياتِ الاستيرادِ عبرَ الشنطةِ ، فهذهِ الدولةُ اعلنتها بالثلاث:
الإفلاسُ ، العجزُ ، الإنكارُ.