#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
بينَ رفاهيةِ الرئيسِ المكلَّفِ ورغبتهِ بالتردُّدِ الى المطاعمِ،
وبينَ ذكرى 4 آب المدمِّرةِ يومَ الاربعاءِ وفي الساعةِ نفسها الساعةُ السادسةُ و9 دقائق يقامُ قداسُ العصرِ،
بحضورِ صاحبِ الغبطةِ والنيافةِ الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الكليِّ الاحترامِ، للصلاةِ على ارواحِ كلِّ الشهداءِ الابرارِ بحضورِ اهاليهم المفجوعينَ.
شتانَ بينَ المكلَّفِ "المؤسسِ الاقوى" في نادي الرؤساءِ،
وبينَ حرقةِ قلوبِ وألمِ وعذابِ اهالي الضحايا التي هي أغلى وأعظمُ من مطاعمِ العالمِ بأسرهِ ،
إذ رحلَ احباؤهم الى الابدِ.
***
هذهِ عيِّنةٌ واحدةٌ تستفزُ كلَّ لبنانيٍّ عريقٍ، اصيلٍ، ناصعِ الجبينِ واليدينِ،
وتدعهُ ينزلُ الى واجبِ العزاءِ ، الى حيثما استطاعَ ان يصلَ،
في ذلكَ اليومَ التاريخي من ملحمةِ الوطنِ.
مَنَ لهُ "نَفْسٌ" أن يأكلَ يا دولةَ الرئيسِ المكلَّفِ،
اكثرُ من نصفِ الشعبِ اللبنانيِّ تحتَ خطِ الفقرِ،
لنبدأْ بمنازلِ كلِّ المواطنينَ الذينَ خطفتمْ ارواحهم،واملهم، وحتى ابتسامتهم ومالهم،
مَنْ منَّا لهُ "نَفْسٌ" ان يأكلَ خبزةً وزيتونةً.
***
ألمْ يُفلسْ البلدُ على زمنِ ناديكم "المشرِّفْ".
فكيفَ راودتكمْ يا دولةَ المكلَّفِ "الفاخرِ" مجرَّدُ فكرةِ التردادِ الى المطاعمِ؟
لتأكلوا ماذا؟
جبنة بيكون؟ غيرُ معروفٍ مصدرها؟
كوبُ حليبٍ؟
كوبُ لبنٍ؟
سباغيتي... لا ندري ايضاً مصدرها.
علبة طون، سردين،
اما كلُّ المأكولاتِ الفاخرةِ التي تعوَّدتمْ عليها، إن وجدتْ،في البلدِ،
من كافيار وسومون وبسكويت ماري انطوانيت،
كلها تساوي عشاءً لسنةٍ كاملةٍ لعائلةٍ لبنانيةٍ، اصبحتْ تحتَ خطِ الفقرِ،
إن في طرابلس الفيحاءِ، او في كلِّ المناطقِ اللبنانيةِ دونَ استثناءٍ.
***
أتيتمْ رئيساً مكلفاً شامخاً من نادي الرؤساءِ،
في سبيلِ خدمةِ شعبِ لبنانَ الحضاريِّ.
اولى واجباتكم ، كرئيسٍ مكلَّفٍ آنياً، مع الرؤساءِ السابقينَ، والرؤساءِ المستقيلينَ او القدامى...
عليكم جميعاً تقديمُ العزاءِ لاهالي الضحايا الشهداءِ،
وأن تنزلوا الى المرفأِ في الساعةِ المحددةِ، ونكونُ بانتظاركم نحنُ الشعبُ الحضاريُّ.
نريدُ رؤساءَ حكوماتٍ ابطالاً شجعاناً،
يحبُّوننا نحنُ الشعبُ الحضاريُّ اليائسُ البائسُ، المفلِسُ، المقهورُ، والمكسورُ.
مع كلِّ العلمِ واليقينِ والادراكِ، أننا لا نودُّكمْ ولا نريدُكمْ !
سؤالٌ يتبادرُ الى الذهنِ:
هذا الاسمُ "نادي الرؤساءِ" مَنْ اطلقهُ ليكونَ اسوأَ اسمٍ على مسمى،
وعلى ما أوتيتم بهِ من كوارثَ علينا، على مرورِ ازمانكم.
***
وكونوا على ثقةٍ، ولا تخافوا المشهدَ المبكي، الذي ستنقلهُ كلُّ محطاتِ التلفزةِ اللبنانيةِ والعالميةِ من مسرحِ الجريمةِ،
إذ الجيشُ اللبنانيُّ الآبيُّ البطلُ، تحتَ قيادةِ العماد جوزف عون، سيكونُ مسيِّجاً كلَّ منطقةِ المرفأِ ومحيطها بأغلى واعزَّ افرادهِ وضباطهِ.
***
قدِّموا العزاءَ،كما صدرَ تعميمٌ ان يوم 4 آب اصبحَ يومَ حدادٍ وطنيٍّ،
أليسَ الاولى بنادي الرؤساءِ بأسرهِ، ان ينضمَ الى شعبه، وأن يكونَ متحداً، متضامناً، ومتكافلاً معه.
أم أنكم متفقونَ فقط،
على هذه المرحلةِ المأساويةِ التي اوصلتمونا اليها، كسلطةٍ تنفيذيةٍ ما بعدَ الطائفِ:
من إفلاسِ البلدِ والمواطنين!