#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
نَطَقْتُمْ … فشَبِعْنا...
قبلَ المقابلةِ المتلفزةِ، كانَ الشعبُ جائعاً.
وما أن أضاءَ دولتهُ عرضَ الشاشةِ وطولَها حتى أحسَّ الشعبُ بالشبعِ، إذ صرَّحَ :
آنَ الوقتُ يا استاذ مرسال ان نترددَ الى المطاعمِ... يا للتواضعِ!
فشكراً لكم، وللقدَرِ، وللمنظومةِ التي وُلِدَ دولتُه في كنفها ومن داخلِ "ناديها" وبيتِها.
***
الأبُ العائدُ بلا لقمةِ خبزٍ أحسَّ بعدَ المقابلةِ بأن أولادهُ أكلوا وشبعوا...
والأمُ الغارقةُ في دموعها أحسَّتْ بأن طفلها حصلَ على علبةِ الحليبِ وشبِعَ ونامَ هانئاً…
والعالقونَ في ذلِّ الطوابيرِ "فَوَّلوا الرزرفوار" وعوداً 98 أوكتان، وعادوا بانشراحٍ إلى البيتِ…
واللاهثُ من صيدليةٍ إلى أخرى فتحَ التلفزيون سريعاً، قبلَ أن تنتهيَ المقابلةُ، وعبّأ علبَ الدواءِ للوالدةِ ولكلِّ أفرادِ العائلةِ و"لكلِّ العايزين"...
شكراً لدولِتكمْ، نَطَقْتُمْ… فشَبِعنا…
***
ولكن، الأهمُّ الأهمُّ، عندما نطقَ "ما غيرهُ"، تبلسمت جروحُ أهالي الـ 200 شهيدٍ، الذين ينتظرونَ منذُ 12 شهراً أن يقولَ لهم أحدٌ:كيفَ ماتَ أولادهم؟
بل، ما زالوا "يتَرجَّونَ" الرؤساءَ والوزراءَ والنوابَ والمسؤولينَ أن يتكرَّموا ويَقبلوا بالذهابِ إلى القضاءِ، لعلَّ أحداً يعرفُ الخيطَ الأبيضَ من الخيطِ الأسودِ…
ما أن نطقَ "ما غيرهُ"، حتى نسيَ المصابونَ الـ 7000 كلَّ أوجاعهم، وتعمَّرتْ البيوتُ الـ300 الفٍ التي دُمِّرتْ في 4 آب...
وهكذا، بإطلالةٍ تلفزيونيةٍ واحدةٍ مُشرِّقَةٍ… عادَ المرفأُ والإهراءاتُ وبيروتُ... "فيا نيّالنا"!
***
دعونا لا ندخلُ في ما قالهُ الرئيسُ المكلَّفُ في المقابلةِ عبرَ تطبيقِ "الزوم" مع الاعلامي مرسال غانم عن التأليفِ. فقط نريدُ التوقفَ عندَ "التضحيةِ" التي قدَّمها بقبولهِ التكليفَ، وقال:
"أنا فدائيٌّ".
لا نعرفُ، عندما سمعنا هذا الكلامَ، لماذا تذكَّرنا السَّلفَ الأكاديميَّ الذي "على القلمِ والورقةِ" أطعمنا بعقولنا حلاوةً وقال:
نفذنا 97% من مشروعِ حكومتنا!
ألا تلاحظونَ ان دولةَ المكلَّفِ الآني هو نفسهُ دولةُ الرئيسِ السابقِ الأكاديمي؟
***
يا أيها الآتي بأطنانِ الوعودِ الجديدةِ نقولُ لكم:"شبِعنا حكي"!
تقولُ إن الاتهاماتِ التي سِيقتْ ضدكم سياسيةٌ، وأن أموالكم جنيتموها من أعمالكم، وأن ضميركم مرتاحٌ…اشكروا اللهَ على نعمتهِ .
وتقولُ إنك مع التدقيقِ الجنائيِّ في كلِّ الوزاراتِ، وأنكَ لن تغطّيَ أيَّ مرتكبٍ أو سارقٍ…
بالانتظارِ على آحرَّ من الجمرِ!
وتقولُ إن وزارةَ الطاقةِ كانت أكبرَ مصدرٍ للهدرِ في السنواتِ الماضيةِ، ومعها وزارةُ الاتصالاتِ التي كانت بترولَ لبنانَ فصارتْ شبيهةً بكهرباءِ لبنانِ…"فعلا هلمُّوا".
وتقولُ أيضاً إن الناسَ لا يريدونَ الطبقةَ السياسيةَ… ولكنْ، أنتمْ مُضطرونَ إلى القيامِ بدوركم… وطبعاً، لا تنسَ أن تطلبَ المهلةَ لتحقيقِ الوعودِ…لا غُبارَ على نيتكمْ الحميدةِ!!
***
في الحقيقةِ، مَن يسمعُ هذا الكلامَ يظنُّ أن الذي يقولهُ آتٍ من كوكبٍ آخرَ.
فلا هو جرَّبَ السلطةَ والمسؤولياتِ من قبلُ، ولا اشتغلَ في عالمِ الاتصالاتِ والخلويِ، ولا ملفاتَ مفتوحةٌ تعنيهِ في الأزمنةِ القريبةِ أو البعيدةِ…
ومن يسمعهُ يتحدثُ عن المنظومةِ يظنُ أنهُ حافظَ على الطهارةِ، وأنه آتٍ بسراجٍ يبحثُ عن الفسادِ ليفضحهُ ويحاسبَ الفاسدينَ…
وأنهُ، مِن أولِ دخولهِ، سيحمي القضاءَ ويطلقُ يدَّ مؤسساتِ الرقابةِ والمحاسبةِ…
***
حتى يَثبتَ العكسُ، نقولُ:
الشعبُ جرَّبكمْ طويلاً، ويعرفكمْ جيداً، ولطالما انتظرَ وعودكم يا كمَّون..
ومن كلامكم "الشفَّافِ" في الحلقةِ...
ان الرئيس ميشال عون لم يطلب الثلثَ المعطِّلَ، إذ برأيكم عندهُ البلدُ بأسرهِ.
وهنا تَكمنُ العُقدةُ وبها "تطييرُ فِيَلَكُمْ"....
***
مَن الآخرِ: لا تأليفَ... بل تفعيلُ حكومةِ الاكاديميِّ.