#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
يبدو المشهدُ سوريالياً. الشارعُ يقتربُ من إنفجارٍ جديدٍ فيما يراهنُ بعضُ مَن في هذهِ السلطةِ الفاجرةِ على إنفراجٍ...
بينَ الانفجارِ المرتقبِ للشارعِ، والإنفراجِ الوهميِّ المعلَّقِ للوضعِ.. جاءتْ تسميةُ نجيب ميقاتي رئيساً للحكومةِ من ضمنِ معادلةِ "من الموجود... جود".. من دونِ حتى الانتباهِ الى ما يريدهُ الناسُ...
يأتي " من الموجودِ" رئيساً مكلفاً لتقطيعِ الوقتِ..
وللَّعبِ اكثرَ باعصابِ الناسِ وبجيوبهم وبآمالهم..
وإلاَّ كيفَ نفهمُ هذا الانخفاضَ غيرِ المتوقعِ في سعرِ الدولارِ في السوقِ السوداءِ من دونِ اسبابٍ حقيقيةٍ وجوهريةٍ...
وما هي هذهِ العصا السحريةُ التي آمنتْ بعجائبِ "العجيبِ" حتى وصلتْ بها الثقةُ للتنازلِ عن الدولارِ، وللاسراعِ ببيعهِ في السوقِ السوداءِ...
انها اكذوبةٌ وراءَ اكذوبةٍ، ولهوٌ وراءَ لهوٍ يجتاحُ الناسَ حتى باوهامهم...
فلماذا يُعطى رئيسُ تقطيعِ الوقتِ ما لم يعطَ لمصطفى اديب وسعد الحريري،وهل لضغطِ العقوباتِ الاميركيِّ العائدِ كما الاوروبي المستجدِ علاقةٌ بذلك؟
هل يَخشى من كانوا يعرقلونَ تشكيلَ الحكومةِ من عصا الفرصةِ الاخيرةِ؟
واستطراداً كيفَ سيتخطى المُكَلَّفُ "المُكَتَّفُ" تقطيعَ الوقتِ عِقَدَ الداخليةِ والطاقةِ والتوزيعاتِ المذهبيةِ والطائفيةِ، وكيفَ يقولُ انه يريدُ حكومةَ اختصاصيينَ،
وهو زارَ واكلَ وشربَ مع معظمِ ممثلي الكتلِ السياسيةِ قبلَ الاستشاراتِ الرسميةِ؟
غضبُ الناسِ على مرشحي السلطةِ ومن بينهم الرئيسُ المكلَّفُ، هل لديهِ اجاباتٌ عليهِ؟ كيفَ سيتعاملُ مع هذا الغضبِ الذي طوَّقَ منزلهُ ليلَ الاحدِ في وسطِ بيروت؟
***
الملفاتُ القضائيةُ المفتوحةُ في وجههِ منذُ سنةٍ واكثرَ..
هل تُقفلُ تلقائياً أم تسحبُ من جديدٍ من جواريرِ القضاءِ وتكونُ سيفاً مسلطاً على رقبةِ التشكيلِ؟
ستكونُ مهمةُ الرئيسِ الجديدِ المُكَلَّفِ شبهَ مستحيلةٍ حتى مع الدعمِ الفرنسيِّ وقبَّةِ الباطِ الاميركيةِ..
***
كيفَ سيتعاملُ مع الازماتِ الحياتيةِ ومن أينَ يأتي بالاموالِ للكهرباءِ والمازوتِ والبنزين والادويةِ والغذاءِ وغيرها وغيرها وغيرها.
هل لديهِ في "فانوسهِ السحريِّ" وصفاتٌ سحريةٌ خارجةٌ عن المسِّ بإحتياطيِّ المركزيِّ؟
واذا كانت مهمةُ ملامحِ تشكيلِ الحكومةِ ستختصرُ بالتحضيرِ للانتخاباتِ النيابيةِ وايجادِ برنامجٍ مع صندوقِ النقدِ للاستقرارِ، فكيفَ سيأتي بالاموالِ الكبيرةِ المطلوبةِ لوقفِ الانهيارِ،
وهي لا تقلُّ عن ثلاثينَ مليارِ دولارٍ، طالما ان الرسالةَ السعوديةَ وصلتْ في وجهِ التكليفِ عبرَ الصورةِ التذكاريةِ التي جمعتِ السفير السعودي وليد البخاري بالوزيرِ السابقِ محمد الصفدي الذي سُرِّبَ لهُ قبلَ ايامٍ مقطعُ فيديو يُهاجمُ فيهِ ميقاتي...
أليستْ هذهِ رسالةً بحدِّ ذاتها؟
***
كلُّ المؤشراتِ.. لا تدلُ على إنفراجاتٍ وشيكةٍ.
خصوصاً عندما نرى كيفَ يغلي الشارعُ ويواكبُ بتوترٍ من جهةٍ مسارَ الحكومةِ، ومن جهةٍ اخرى تمادي السلطةِ الفاجرةِ في التعاملِ بإستخفافٍ مع ملفِ تحقيقِ المرفأِ...
الايامُ المقبلةُ ينتظرها الكثيرُ من المفاجآتِ الدراماتيكيةِ ولن يكونَ آخرها ما سيجري في الرابعِ من آب..
قد تكونُ بدايةَ مسارِ نهايتهم...