#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
سيكونُ نزيفُ الهجرةِ اسرعَ من الجميعِ ، فلا تتنافسوا معهُ في السباقِ ، لأن المعركةَ ستكونُ غيرَ متكافئةٍ .
كيفَ نشرحها لكم يا حضراتِ اعضاءَ الطبقةِ السياسيةِ الفاشلةِ؟
لن يبقى في لبنانَ إلاّ مَن ليسَ قادراً على الهجرةِ ،
وما الزحمةُ التي ترونها سوى زحمةٍ اصطناعيةٍ حدودها شهرا حزيران وتموز ، وبعدَ ذلكَ يعودُ المغتربونَ إلى " أوطانهم الثانيةِ" .
***
زعيمُ المختارة وليد جنبلاط ، وفي لقائهِ مع المشايخ، عبَّرَ عن استشعارٍ بخطرٍ وجوديٍّ . تحدَّثَ عن هجرة 150 طبيباً من الجامعةِ الاميركيةِ ، حتى مستشفى عين وزين في الشوف قال إنه هاجرَ منه 30 طبيباً .
فهل من نزفٍ اخطرُ من هذا النزفِ ؟
***
القطاعُ التربويُ ليسَ افضلَ حالاً، والمسألةُ مسألةُ وقائعَ وداتا ومعطياتٍ وليسَ تنظيراتٍ :
من مدارسِ " الليسيه " وحدها هاجرَ ستونَ استاذاً إلى أربيل في العراق .
أبعدُ وأوسعُ من ذلك ، هناكَ 1800 استاذٍ طلبوا تعويضاتهم من صندوقِ التعويضاتِ ، بداعي الهجرةِ.
***
وبعدُ ، مَن يحدثنا عن المماحكاتِ السياسيةِ بين ابناءِ الصفِّ الواحدِ وبينَ مختلفِ الافرقاءِ ؟
هل ما زلتمْ تعتقدونَ ان المماحكاتِ يمكنُ ان تصلَ إلى ايِّ مكانٍ أو إلى أيِّ نتيجةٍ ؟
حتى لو تشكَّلتْ الحكومة ، فماذا يمكنُ ان تفعلَ ؟
ان العلاجَ المتأخِّرَ لا يعودُ علاجاً فاعلاً ، كانَ يمكنُ لحكومةٍ جديدةٍ ان تكونَ فاعلةً لو انها تشكلتْ في الوقتِ المناسبِ أي غَداةَ إنفجارِ المرفأِ مباشرةً ،
وأكثرُ من ذلكَ ، كانَ يمكنُ لحكومةٍ جديدةٍ ان تكونَ فاعلةً لو تشكَّلتْ غَداةَ ثورة 17 تشرين الاول 2019 وتكونُ مطعَّمةً من الثوارِ الحقيقيينَ.
امَّا اليوم ، فعن أيِّ فاعليةٍ تتحدثونَ ؟
مرَّ على ثورةِ 17 تشرين سنةٌ وتسعةُ اشهرٍ ولم تفعلوا شيئاً .
مرَّ على إنفجارِ المرفأِ عشرةُ اشهرٍ ونصفُ الشهرِ، ولم تفعلوا شيئاً .
إذا كانت ثورةٌ بحجمِ 17 تشرين لم تحرِّك فيكم شيئاً.
وإذا كانَ إنفجارُ المرفأِ لم يحرِّك فيكم شيئاً ، فماذا بعدُ يؤثِّرُ فيكم ؟
بالتأكيدِ لا شيءَ .
***
صراحةً ، لم يعد هناكَ شيءٌ يمكن ان يؤثرَ فيكم !
نقولُ ذلكَ بكلِّ ضميرٍ مرتاحٍ فإذا كانت ثورةٌ وإنفجارٌ لا يهزانكم ، فما هو الشيءُ الأخطرُ الذي يهزكمْ ؟
انتم " مُسمَّرونَ " في مقاعدكم ، اما اللبنانيُّ العاديُّ فلا شيءَ يُشعرهُ بأنه يمكنْ ان يبقى او يصمدَ في بلدهِ، فهل تكونُ الهجرةُ الخيارَ الاولَ وربما الوحيدُ ؟