#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
لا تُتعبوا أنفسكم وقلوبكم في التفتيشِ عن حلولٍ لأزماتِنا الراهنةِ . هناكَ طريقٌ واحدةٌ لا طريقٌ ثانيةٌ لها او بديلةٌ عنها ، إنها طريقُ الحكومةِ الجديدةِ ، وحينَ نقولُ جديدةً،
فهذا يعني جديدةً بكلِّ المواصفاتِ ، من رئيسها إلى جميعِ الوزراءِ فيها ، وتكونُ " حكومةَ مهمةٍ " مثلما طلبَ الفرنسيونَ ، باسمِ المجتمعِ الدوليِّ ، و" حكومةُ إنتخاباتٍ نيابيةٍ جديدةٍ تنبثقُ عنها حكومةٌ جديدةٌ لأن الانتخاباتِ النيابيةَ تنبثقُ بعدها حكومةٌ جديدةٌ .
***
حينَ نقولُ حكومةٌ جديدةٌ برئيسها ووزرائها ، فهذا يعني تسميةَ رئيس للحكومةِ من خارجِ المنظومةِ القائمةِ ، أي لا تكليفَ لرئيسِ حكومةٍ من نادي رؤساءِ الحكوماتِ السابقينَ.
فلبنانُ زاخرٌ بالرجالاتِ من ابناءِ الطائفةِ السنيةِ الكريمةِ ، سواءٌ من بيروتَ او طرابلس او صيدا أو جبل لبنان او البقاع أو بلدانِ الإغترابِ سواءٌ من الدولِ العربيةِ او الأجنبيةِ . بالإمكانِ إجراءُ استشاراتِ التكليفِ من خارجِ اسماءِ الرؤساءِ السابقينَ، ألم تتقدمْ سابقاً حظوظُ السفيرمصطفى أديب ثم تراجعتْ ؟.
وأهميةُ اسبابِ أن يأتي الرئيسُ المكلفُ من خارجِ هذهِ المنظومةِ ، الاّ يكونَ مرشحاً للانتخاباتِ النيابيةِ ، إذ لا يستوي ان يكونَ رئيسُ الحكومةِ مرشحاً إلى النيابةِ ايضاً، عندها يكونُ يعملُ لنفسهِ قبلَ أيِّ شيءٍ آخرَ ، بهذا المعنى، فليبتعدوا عن ان يكونوا مرشحينَ للتكليفِ ، وليخوضوا غمارَ الإنتخاباتِ النيابيةِ .
***
وما ينطبقُ على رئيسِ الحكومةِ العتيدِ يُفترضُ ان ينطبقَ على الوزراءِ سواءَ أكانتْ الحكومةُ مؤلفةً من ثمانيةَ عشرَ وزيراً او اربعةٍ وعشرينَ ، المهمُ في كلِّ ذلكَ ان تكونَ حكومةَ اختصاصيينَ شرطَ ان يعملَ كلُّ وزيرٍ فيها في نطاقِ اختصاصهِ ،
لا ان يأتي مهندسٌ وزيراً فيكونَ وزيراً للصحةِ ،
هذا يكونُ تحايلاً على الوزراءِ الاختصاصيينَ وتحايلاً أيضاً على ميزةِ حكومةِ اختصاصيين.
والأهمُ من كلِّ ذلكَ ان لا يكونَ فيها وزراءُ مرشحونَ للنيابةِ ، لأنهم في هذهِ الحالِ سيعملونَ لأنفسهم وتبدو الصورةُ التذكاريةُ للحكومةِ وكأنها إحدى اللوائح الإنتخابيةِ المقبلةِ وليست الصورةُ التذكاريةُ للحكومةِ الجديدةِ .
***
ما لم يتمَ الأخذ بهذهِ المقارباتِ ،
فستبقى الطبقةُ السياسيةُ تراوحُ مكانها في الاهتراءِ ،
وسيبقى الدولارُ يقفزُ بوتيرةٍ سريعةٍ والدواءُ مقطوعاً وطوابيرُ السياراتِ واقفةً امامَ محطاتِ المحروقاتِ تستجدي بضعةَ ليتراتٍ من البنزين وستبقى اسعارُ الموادِ الغذائيةِ ترتفعُ بسرعةٍ جنونيةٍ .
كفى...عودوا إلى الأساسِ... شكَّلوا حكومةً!
ويبدو أنكم لن تُشَكِّلوا سوى الاهتراءِ!