#الثائر
بقلم : صموئيل نبيل أديب
قرأت هذه القصة مراتٍ عديدة.. تحتمل الصواب وتحتمل الخطأ . إلا أنها بالفعل توضح مقاصد الله في حياتنا ..
القصه الأقدم تعود إلى القرن الرابع الميلادي حدثت في مصر.. أكتبها لك نقلاً عن مستشرق فرنسي ..
اعتكف إنسان مُحب لله في الصحراء.. قرر أن يبتعد عن المدينة وضوضائها في مغارة بعيدة.. لسنوات عديدة وكان يصوم طوال النهار.. يأكل القليل.. يعيش حياة الصلاة في علاقة عشقٍ مع الله.. يعمل و يُضفر الخوص ليصنع منه القفف.. و اتفق مع شخص يعيش في المدينة.. ليحضر له كل أسبوع يحمل ما صنعه الراهب و يبيعها في المدينة و بالمال يشترى للراهب خبزاً و بقوليات و الباقي يوزّعة على فقراء المدينة…. لسنوات طويلة ظل الرجل يَحضر كل أسبوع.. و ظل العابد يصلي و يعطي معظم أمواله للفقراء... وذات يوم حضر الرجل إلى العابد فوجده ميتا.. و "ضبعة" تنهش في قدمه..
حزيناً.. دفن الرجل العابد حيث لا يُعرف للعابد أقارب و لا عائلة.. .و بعدها عاد إلى المدينة.. فوجد أن أغنى أغنياء المدينة قد مات أيضا. كان رجلا قاسيّ.. بخيلً.. لم يساعد أحد و لم يعطِ يوماً فقيراً او أرملة. .. و لكن في جنازته خرجت كل البلدة. و يتقدمها رجال الدين و الأساقفة.. و صلوا عليه صلوات طويلة..
حزيناً باكياً صام الرجل لشهورِ طويلة معاتباً الله.. إليك أشتكي كيف لراهبِ عابد عاش لأجلك سنين طويلة أن يموت و تترك الضباع تنهش جسدة و يُدفن بدون أن يعرف إنسان .. و غنيٍ فاسد قاسي بخيل تُقام له جنازة و تبكيه كل البلدة..
هل أنت عادلٌ كما يقولون..؟؟
بعد شهور.. نام الرجل فحلم أن إنسانَ نوراني يكلمه.. : ماذا تطلب من الله؟
أن أفهم اهو عادل؟ .. و أين العدل للعابد؟ كيف تستوي نهاية الذي أعطى سنوات عمره مع البخيل القاسي؟
أجابه الملاك :ليس لك أن تفهم ولكن من أجل خدمتك للعابد كل هذه السنين أُرسلت لك لكي أشرح .. للعابد كانت هناك خطيئة واحدة صنعها و هو صغير .. و الغني كان قد صنع إحساناً لأرملة و هو صغير..
كافأت الغني في الأرض و جازيت العابد كذلك..
و الآن كلاهما عندي. العابد كله أبيض بدون عيوب.. و الغني كله أسود بلا بياض..
.. أفاق الرجل من النوم و هو يبكي قائلاً.. هل صنعت ما يكفي لكي أكون أبيضاً ؟..
============
إلهي.. لست أعلم إذا كنت أمامك مثل العابد أم مثل الغني.. و لكن لي رجاء.. لا تدعني أغتر بالدنيا فأنسي يوم لقائي بك . طهرني بمعرفتك حتى أكون أمامك كلي أبيض.. أفتح عيناي فأرى أعمال يَديك في حياتي.
. أعطني أن أخدم الجميع لربما أكون مثل الرجل الذي لخدمته العابد سَمعت أانت صلاته..
أغسلني فأبيض من خطاياي.. و لا تذكرها فأنت الغفور الرحيم..