#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
حينَ يكونُ البلدُ في الحفرةِ والوطنُ في جهنمٍ، والناسُ في الجحيمِ ، والدولةُ في عجزٍ ، فعن أيِّ املٍ نتحدثُ ، وعن ايِّ تفاؤلٍ نتكلَّمُ ؟
مع كلِّ طلعةِ شمسٍ نكتشفُ كم أن السلطاتِ المتعاقبةَ كانت اكبرَ كذبةٍ في تاريخِ هذا الوطنِ ، حتى منذُ ايامِ الفينيقيينَ ، ولم يمرَّ اسوأُ منها على الإطلاقِ، سلطةٌ سرقتْ وهدرتْ وبخَّرتْ 150 مليارَ دولارٍ من أموالِ المودعينَ توزعت كالآتي :
مئةُ مليارٍ فيول ومحروقات وهدرٌ.فيما الأربعونَ ملياراً اعطتها المصارفُ كقروضٍ،
اما الباقي فجزءٌ كبيرٌ منهُ من الإحتياطِ الإلزاميِّ، فماذا يبقى للمودعينَ ؟
***
كانَ يجبُ.. ونقطةٌ على السطرِ:
لماذا لا تتعلمُ هذهِ السلطةُ من الدولِ التي مرتْ باوضاعٍ مشابهةٍ وأبتكرتْ معالجاتٍ للخروجِ من مآزقها ؟
الأمثلةُ ماثلةٌ أمامَ الجميعِ :
المانيا وفرنسا وبريطانيا بعدَ الحربِ العالميةِ الثانيةِ ، وكذلكَ اليابان بعد دمارِ هيروشيما وناغازاكي، وقبرص واليونان في القرنِ الحالي .
لماذا لا تتعلمُ السلطةُ من تجاربِ هؤلاءِ ؟
كانَ يجبُ:
اولاً " الف باء " الإنقاذ بدأت في تطييرِ مَن كانوا في السلطةِ ، ألم تخذل بريطانيا تشرشل ورفضَ شعبها إعادتهُ إلى السلطةِ ؟
السلطةُ في لبنانَ لم تتخلَّ عن معظمِ الذين كانوا موجودينَ منذُ اكثرَ من ثلثِ قرنٍ ، فكيفَ يحقِّقُ الإنقاذَ مَن كانوا سبباً في السقوطِ في الهاويةِ ؟
كلُ هذهِ المحاولاتِ الإنقاذيةِ التي تجري ليست إلا من قبيلِ تضييعِ الوقتِ ، وكأنَ مازالَ هناكَ وقتٌ لتضييعهِ :
هل يعرفُ هؤلاءُ ان معظمَ الناسِ ملازِمونَ منازلهم لأنهُ لم يعد لديهم ثمنُ بنزين لسياراتهم أو ثمنُ " سرفيس " او تاكسي ؟
هل يعرفُ الحكامُ والمتحكِّمونَ أن معظمَ الناسِ لم يعودوا يذهبونَ إلى الصيدلياتِ لأنهم باتوا متأكدينَ أن الدواءَ الذي يريدونهُ ليسَ موجوداً؟
هل يعرفُ هؤلاءُ ان معظمَ الناسِ ضائعون بالنسبةِ إلى السنةِ الدراسيةِ التي اقتربتْ من الإنتهاءِ ، والسنةِ الدراسيةِ المقبلةِ ، بسببِ عدمِ القدرةِ على سَدادِ ما تبقى من قسطِ هذهِ السنةِ وعدمِ القدرةِ على سدادِ أيِّ قسطٍ من السنةِ المقبلةِ ؟
هل يعرفُ هؤلاءُ ان معظمَ الناسِ يحاولونَ بيعَ بعضِ مقتنياتهم للصمودِ في وجهِ هذهِ " الجائحةِ " المعيشيةِ لأنهم لا يستطيعونَ مدَّ اليدِ إلى احدٍ ؟
هذهِ السلطةُ يجبُ ان ترحلَ اليومَ قبلَ الغدِ .
هذهِ السلطةُ التي طالت 25 عاماً ، كانَ يجبُ ان تسقطَ يومَ 17 تشرين ، وكلُّ يومٍ إضافيٍّ يمرُّ هو إطالةُ الجلجلةِ لهذا الشعبِ .
حرامٌ عليكم .