#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
ليسَ اسوأَ من الإنهيارِ الحاصلِ على كلِّ المستوياتِ، سوى ان هذا الإنهيارَ واقعٌ في ظلِ إنهيارِ السلطةِ في لبنانَ .
في أمثلةِ دولٍ اخرى ، يحصلُ الإنهيارُ ، لكن هيكلياتِ الدولِ تبقى قائمةً ، ويكونُ التعويلُ عليها لأعادةِ بناءِ الدولةِ وإنتشالِ الشعبِ من الغرقِ .
***
في الحالِ اللبنانيةِ، أنهارَ كلَّ شيءٍ في وقتٍ انهارتْ فيهِ الدولةُ ايضاً.
لا حكومةَ منذُ عشرةِ اشهرٍ،وليسَ في الأفقِ ما يشيرُ إلى ان الحكومةَ الجديدةَ ستولَدُ .
فقدَ مجلسُ النوابِ عشرةَ اعضاءٍ منهُ ، ولم تتمَّ الدعوةُ إلى انتخاباتٍ فرعيةٍ ،
وحتى ليسَ معروفاً ما إذا كانت الانتخاباتُ النيابيةُ العامةُ ستجري في ايار من السنةِ المقبلةِ .
لا تشكيلاتَ قضائيةَ ، ومجلسُ القضاءِ الأعلى انتهت ولايتهُ من دونِ ان يتمكنَ من إصدارِ هذهِ التشكيلاتِ.
لا موازنةَ عامةً لهذهِ السنةِ ، علماً ان الموازناتِ توضَعُ للإنتظامِ في عمليةِ الصرفِ .
لا موازناتَ ولا اموالَ للسفاراتِ والقنصلياتِ اللبنانيةِ في الخارجِ ، مما يضعُ مصيرَ هذهِ السفاراتِ والقنصلياتِ في واقعٍ غامضٍ .
لا اعتماداتَ للفيول مما يضعُ معاملَ توليدِ الكهرباءِ في وضعيةِ الإطفاءِ .
لا تمديدَ للبواخر التركيةِ ، في ظلِّ النزاعِ القائمِ .
لا قدرةَ للمولِّداتِ على الحلولِ محلَ كهرباءِ الدولةِ .
وفي غيابِ هذا الثلاثيِّ: كهرباءُ الدولةِ والبواخرُ والمولداتُ، إستعدوا للعتمةِ .
لا إنترنت قريباً ،
مدير عام اوجيرو يغرِّدُ ويَدقُ ناقوسَ الخطرِ كاتباً:
"ان الارتفاع المستمرَ بساعاتِ التقنينِ الكهربائيِّ يتسببُ بضغطٍ كبيرٍ على مجموعاتِ توليدِ الطاقةِ التابعةِ لأوجيرو .
وزيادةُ الطلبِ على المحروقاتِ التي باتت نادرةً هي ايضاً. استمرارُ الوضعِ بهذا الشكلِ يهددُ جدياً امكانيةَ اوجيرو بتقديمِ الخدماتِ. اللهم اني بلغت، اللهم فاشهد" .
***
لا ادويةَ ولا مستلزماتٍ طبيةً .
لا قطعَ للسياراتِ، وكلُّ سيارةٍ تتعطَّلُ تبقى في ارضها .
لا مدارسَ خاصةً قريباً ،إذ كيفَ سيدفعُ الاهلُ الاقساطَ ؟ وكيفَ ستدفعُ الإداراتُ الرواتبَ للمعلمين؟ وكيفَ سيستمرُ المعلمون ؟
لا جامعاتٍ خاصةً قريباً ، لأن ما ينطبقُ على المدارسِ ينطبقُ على الجامعاتِ،لا بل ان الجامعاتِ وضعها اصعبُ خصوصاً الكلياتُ التطبيقيةُ العلميةُ التي تحتاجُ إلى مختبراتٍ ومستلزماتٍ طبيةٍ ، فإذا كانت هذهِ المستلزماتُ غيرَ متوافرةٍ في المستشفياتِ فكيفَ ستتوافرُ في مختبراتِ الجامعاتِ ؟
***
ومع ذلكَ ، هل مازلتم تسألونَ إذا إنهارَ البلدُ او بعد؟
السؤال:
لكن يبقى العشرةُ في المئةِ من الناسِ الميسورينَ "المتنقلينَ"،
وهم أنفسهم تجدهمْ إينما كانَ ،
إن في الشتاءِ في فقرا وفاريا،
وفي الربيعِ في وسطِ بيروت والزيتونة باي ومقاهي الحمراء،
وصيفاً على الشواطىءِ امتداداً من اده ساندس وجبيل الى شكا والبترون وعمشيت وانفه،
اما "المتنقلونَ" فهم أنفسهم، فلا تفوتهم اماكنُ السهرِ والرقصِ وأذا كنتَ شاطراً حاول ان تحجزَ مكاناً لشخصين، إن في Cinco في برمانا او Spine Rouf في الضبيه وهما من اجملِ اماكنِ السهرِ .
اما الــ 90 بالمئةِ من المواطنينَ الاحباءِ الذين نُهبوا وسُرقوا وذُلُّوا،
والانَ يشحِّذونهمْ شحادة من اموالهم 400 دولارٍ اميركيٍّ فريش بالشهر، و 400 دولارٍ اخرى تدفعُ على سعرِ المنصةِ البالغةِ قيمته 12000 ليرةٍ لبنانيةٍ،
إن استطاعت كلُ المصارفِ مع مصرفِ لبنانَ تأمينها، وذلكَ ابتداءً من 1 تموز 2021.
فعلاً احياناً السكوتُ عن الذُّلِ والمذَلَّةِ، أليقُ وأرقى،
واشرفُ لكرامةِ وعزَّةِ الشعبِ اللبنانيِّ الأصيلِ.