#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
ليسَ تفصيلاً في يومياتِ السياسةِ أن يستقبلَ الرئيسُ الفرنسي إيمانويل ماكرون قائدَ الجيش العماد جوزيف عون ،
فالموضوعُ ابعدُ من مناقشةِ إحتياجاتِ الجيشِ اللبنانيِّ بعدَ عاصفةِ الإنهياراتِ الإقتصاديةِ التي لفحتْ كلَّ المؤسساتِ ولم تَسلمْ منها المؤسسةُ العسكريةُ .
زيارةُ قائدِ الجيشِ لفرنسا جاءت في هذا السياقِ ، وأمرٌ عاديٌّ ان يستقبلهُ رئيسُ الأركانِ الفرنسيِّ ووزيرةُ الدفاعِ للإطلاعِ عن كثبٍ على إحتياجاتِ الجيشِ من معداتٍ وتجهيزاتٍ وغيرِ ذلكَ ،
لكن ان يستقبلهُ الرئيسُ الفرنسي فالمسألةُ تتعلقُ " بإحتياجاتِ الدولةِ اللبنانيةِ " أكثرَ مما هي " إحتياجاتُ الجيشِ اللبنانيِّ" .
***
يعرفُ الفرنسيونَ ، كما غيرهم من الدولِ المؤثرةِ والفاعلةِ والمعنيةِ بالوضعِ اللبنانيِّ ، أنهُ إذا إنهارَ الجيشُ "على الدنيا السلامُ"،
فلحظةَ يتصدعُ الجيشُ لا سمحَ اللهُ إنتهى البلدُ ،
هذا ليسَ مجردَ إجتهادٍ إنه واقعٌ وله سابقةٌ في تاريخِ لبنانَ المعاصِرِ، ألم يحدث ذلكَ في حربِ السنتين عامي 75 و76 ؟
اليومَ الوضعُ اخطرُ من الـــ 75 بكثيرٍ،
آنذاكَ كانت هناكَ مقوِّماتُ دولةٍ ومقوِّماتُ إدارةٍ ومقوِّماتُ مؤسساتٍ والدنيا "بألفِ خيرٍ" اقتصادياً، والدولار بليرتين لبنانيتين على الأكثرِ .
أينَ نحنُ من تلكَ الأيامِ ؟
خلافٌ على افضليةِ المرورِ يؤدي إلى اشتباكاتٍ بالاسلحةِ الخفيفةِ والمتوسطةِ .
خلافٌ على أولويةِ تعبئةِ بنزين على محطةٍ يوقعُ قتلى .
صداماتٌ في وسطِ بيروت .
اشتباكاتٌ بين عشائرَ .
ضبطُ الحدودِ بينَ لبنانَ وسوريا والذي يمتدُ قرابةَ 330 كيلومتراً .
تعقُّبُ الخلايا الإرهابيةِ من "داعش" وغيرها .
***
هذهِ عيِّنةٌ من التحدياتِ الملقاةِ على عاتقِ الجيشِ اللبنانيِّ الأبيِّ، ولكن لنتصورْ السيناريو المعاكِسَ :
ماذا لو أندلعت اشتباكاتٌ ولم يستطعْ الجيشُ اللبنانيُّ التدخلُ لوقفها ، هل بإمكانكم ان تتصوروا ماذا يحدثُ في البلدِ ؟ سيكونُ هناكَ اشتباكاتٌ في أكثرَ من منطقةٍ ، ستُقطَّعُ الأوصالُ والطرقاتُ وسنعودُ إلى زمنٍ غابرٍ لا أحدَ يتمنى العودةَ اليهِ .
أما الأسوأُ من كلِّ ذلكَ فهو اننا سنكونُ في السيناريو الأسوأ في ظلِ :
دولارٍ تجاوزَ 13 الفَ ليرةٍ " والخير لقدام ".
***
الجيشُ اللبناني البطلُ هم ابناؤنا، فكيفَ يصمدُ افرادهُ وضباطهُ ؟
هذا هو محورُ كلِّ الاسئلةِ والجولاتِ والنقاشاتِ،
فحينَ يمرُ الجيشُ اللبناني بأزمةٍ حادةٍ كالتي كلنا نحنُ فيها، مثلهُ مثلُ أيِّ مواطنٍ لبنانيٍّ يعاني القهرَ ،فكيفَ بإمكانهِ القيامُ بواجباتهِ ومسؤولياتهِ ؟
تحيةُ إكبارٍ لقائدِ الجيشِ العماد جوزف عون،
الذي نجحَ وحققَ مساعدةَ الجيشِ من خلالِ ما اوردَ مكتبُ الرئيس ايمانويل ماكرون:
"ان فرنسا ستواصلُ دعمَ الجيشِ اللبنانيِّ" وكذلكَ تعملُ فرنسا لترتيبِ مؤتمرٍ قريبٍ يسعى لتجسيدِ الدعمِ ايضاً ..
ويبقى الجيشُ اللبنانيُّ ... الأملَ الوحيدَ!