#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
هل هناكَ شيءٌ في الأفقِ يُحضَّرُ لمحاولةٍ جديدةٍ وجديةٍ لتشكيلِ حكومةٍ ؟
كلُّ الأخبارِ والتسريباتِ لا بدَّ أن فيها شيئاً من الصحةِ ، كما يمكنُ ان يكونَ فيها شيءٌ من المبالغةِ ، لكن تطوُّرَ الأمورِ يؤشرُ إلى أن حجراً رُمي في المستنقعِ الحكوميِّ الراكدِ ، وهذا ما فعَّلَ التسريباتِ .
المبادرةُ،إذا صحَّ التعبيرُ ، جاءت من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي تجاهَ الرئيسِ المكلَّفِ أن يُبادرَ إلى خطوةٍ جديدةٍ،
من خلالِ تقديم تشكيلةٍ تَرفعُ العددَ من 18 وزيراً إلى 28 على الاّ يكونَ فيها ثلثٌ معطِّلٌ . آليةُ طرحِ المبادرةِ من قِبَلِ بكركي بقيت غيرَ معلنةٍ وملكُ اصحابها ، فهناكَ مَن يقولُ ان لقاءً غيرَ معلنٍ جمعَ بينَ البطريرك الراعي والرئيسِ المكلّفِ وان البطريرك قدَّمَ مبادرتهُ للرئيسِ المكلَّفِ الذي تجاوبَ معها،
لكن التجاوبَ لم يرقَ إلى مستوى الترجمةِ العمليةِ لها ،
انتظرَ البطريرك الراعي أن يبادرَ الرئيسُ المكلَّفُ لكنهُ لم يفعل ، فكانَ ان خرجَ بمبادرتهِ إلى العلنِ .
بهذا المعنى يمكنُ اعتبارُ ان البطريرك الراعي عندهُ كثيرٌ من العتبِ الكبيرِ، خصوصاً ان الرئيسَ المكلَّفَ صارَ حضورهُ نادراً في لبنان ، يأتي من اجلِ المشاركةِ في جلسةِ مجلسِ النوابِ ثم يغادرُ في اليوم ذاتهِ ، فهل هكذا تُشكَّلُ الحكوماتُ ؟
الجميعُ تقريباً باتوا يطالبونهُ بالمبادرةِ لتشكيلِ الحكومةِ :
من رئيسِ الجمهوريةِ إلى رئيسِ مجلسِ النوابِ إلى رئيسِ التيارِ الوطنيِّ الحر إلى رئيسِ الحزب التقدمي الإشتراكي ، خاصةً ان هناكَ اتفاقاً علنياً بينَ الجميعِ على ان لا ثلثَ معطلاً.
فأينَ المشكلةُ إذاً ؟
أليست أفضل من 18 وزيراً وكلُّ وزيرٍ يحملُ حقيبتينِ ؟
كما أنه بالإمكانِ ان يكونَ الوزراءُ الاربعةُ والعشرونَ من الإختصاصيينَ ، فأينَ المشكلةُ إذاً ؟
***
يقولُ رئيسُ مجلس النواب نبيه بري إن أزمةَ تشكيلِ الحكومةِ داخليةٌ مئةٌ في المئةِ ،
فلماذا لا يردُ الرئيسُ المكلَّفُ، نفياً أو تاكيداً ؟
سرتْ اخبارٌ وتسريباتٌ وإشاعاتٌ ان هناكَ فيتو خارجياً ايَّا كانَ،
ليسَ تدميرياً، مدَوِّياً، وأقسى، ومؤلماً اكثرَ من إنفجارِ المرفأِ في 4 آب،
أليسَ من حقِ الناسِ على دولةِ الرئيسِ المكلفِ،
ان يحترمهم ويكاشفهم بكلِّ جرأةٍ وشفافيةٍ ليقول لهم ما هي أسبابُ العرقلةِ والتعثُّرِ الآنيةِ بكلِّ وضوحٍ ؟
إن " سياسةَ الغموضِ " لم تعد تُجدي على الإطلاقِ ، المطلوبُ المكاشفةُ ثم المكاشفةُ ثم المكاشفةُ .
نحنُ في زمنٍ ما بعد 17 تشرين 2019 وليسَ قبلهُ ،
وهذهِ السياسةُ التي تُعتمدُ الصمتَ،
" وخليهن يفسروا على ذوقن " ،
ليست أهمَ من ملحمةِ 4 آب في إنفجارِ المرفأِ وبيروتَ الحبيبةِ والاشرفية.