لبنان

طلال ارسلان: إنّ النصرَ بجهود الأبطال الصامدين آتٍ... آتٍ... آتْ

2021 أيار 15
لبنان

#الثائر

في مثل هذا اليوم قبل 73 سنة وقعت النكبة الكبرى... نكبة فلسطين، وربّما كان لكم الفرصة بأن استعرضتم في هذا الديوان بعض الصور المأخوذة من فلسطين خلال الحرب حيث كان للأمير مجيد شرف المشاركة في معركة الدفاع عن فلسطين الغالية وكان يومَها وزيراً للدفاع اللبناني.. لكنه لم يتردّد في ترك مكتبه والحضور إلى الجبهة مع جنود جيشنا البواسل، فاستقرّ في الجبهة طيلة أيام الحرب ليلاً نهاراً وشارك كما هو معروف شخصياً بالقتال في الخنادق.. وكان أوّل وزير للدفاع يخوض الحرب من جبهة القتال بعد القائد السوري الكبير يوسف العظمه، شهيد ميسلون.

وبعد 73 سنة من المرارة في هذه الذكرى الأليمة ها إننا نشعر اليوم بأنّ الزمن بدأ يتغيّر، وبأنّ مسيرة الحياة عادت إلى خطّها القويم، وأن الكيان الغاصب.. ليس أزلياً على الإطلاق، ولا هو سرمدي، ولا هو من النوع الذي لا يُقهَر.

إنّ هبّةَ أهل فلسطين الأبطال أطفالاً ونساءً ورجالاً وشيوخاً، تعلنُ قيامَ الحدّ الفاصل والحاسم بأنّ هذه الأرض المباركة سوف تعودُ لأهلها على الرغمِ من حجم المؤامرات والتحالفات المكوَّنة كلها من أجل نصرة المشروع الصهيوني.

اليوم نشعرُ بأنّ الزمن بدأ يتغيّر وبأنّ رجالَ هذا الزمن الجديد هم الذين عُرفوا بالأمس القريب، بأطفال الحِجارة... هم الذين امتهنوا الهجوم على آليات الجيش الصهيوني الضخمة، وتسلّقها ورشقِها بالحجارة.

إنّهم الإنسان الجديد... الذي وُلدَ من رحم الظلم والقَهر وما من قوّة في العالم يمكن أن تَقهَرَ هذا الإنسانُ الجديد.

لذا أقول أنّنا هذه المرّة نحيي ذكرى النكبة ونحن متفائلون... نحييها على إيقاع المعارك التي تؤكّد بأنّ شعب فلسطين لم يتخلَّ ولن يتخلَّ عن أرضه من النهرِ إلى البحرِ.

ويبدو جليّاً أمام الجميع أن هذا ليس مجرّدَ شعارٍ يُرفَع.. وإنما هو حقيقة قائمة على أرض الواقع، بدليل أنّ الهبّة الفلسطينية العارمة، يشاركُ فيها أبناءَ الأرض المحتلّة عام 1948.

وهذا أكثر ما يُخيف دوائر الإستعمار، إذ ثمّةَ كتابةٌ جديدة لتاريخ العالم العربي ككل، بدءاً من فلسطين التي يتمسّك بها شَعبُها... بقوّةٍ تتزايدُ مع الأيّام، ولا تتراجع، ولا تضعف.

إنّنا وإذ نحيّي أهلَنا الفلسطينيين، ونجدّد عهدَ اعتناقِ القضيّة القوميّة.. ندعو الحكومات العربية كافة، وكذلك القوى السياسية العربية إلى التنبّه جيّداً لهذه التحولات الكبرى، والإسراع إلى الموقف الذي يُفترض بها أن تتّخِذَهُ، لأنّ هبّة شعب فلسطين تُعلنُ للملأ بأن لا مكان تحت الشّمس لمن يعادي شعبَ فلسطين، في الوقت الذي يخوض حربَ تحرّرٍ وطني بكل ما للكلمة من معنى.

إنّ كل السياسات المعتمدة يجب أن تأخُذ بالحسبان هذه المتغيّرات لأنّ التاريخ فعلاّ لا يرحَم، خصوصاً حين يصنعُهُ أهلُ البلاد وليسَ الأجانِب.

إنّ القدس الشريف.. المدينة المقدّسة التي تختزِنُ مرتكزات مسيحيتنا وإسلامنا، ما يجعلُها فريدةً من نوعها في العالم، مصمّمةٌ على التحرّر من نِير الإستبداد والإحتلال، شأنُها في ذلك شأنَ كلّ مدينةٍ أو قريةٍ أو ناحيةٍ في فلسطين الجغرافية - التاريخية، غير القابلة للتقسيم، بقدسها وغزّة والناصرة والخليل ورامالله وعكّا وحيفا ويافا والجليل والنقَب واللّد وكل فلسطين.

إذ تبيّنَ حتى اليوم أنّ العدو الإسرائيلي مصمّمٌ على عدم القبول حتى بوجود أقلّيةٍ عربية في أراضي 1948، والمؤشّرات التي بانَت في الأيّام الأخيرة.. تُظهر أنّ العدو كان في صددِ فتحِ معركة التطهير العُرقي الكبرى في أراضي الـ 48.

إذ أنّ السّكان اليهود في هذه الأراضي يتصرّفون مع الفلسطينيين كما يتصرّف المستوطنون مع فلسطينيي الضفّة الغربية، من ناحية الإعتداءات المستمرة عليهم والعدوانية العنصرية، وهذا في حدّ ذاته يشكل "جرعةً إضافية" أي Overdose ودائماً ينقلب مفعول الـ Overdose على أصحابه، وهنا يرتكبُ العدو فعلَ الإنتحار، فيبدأ بالقضاء على نفسه.

إبتداءً من اليوم لم يعُد من الممكن التمييز ما بين الأراضي المحتلّة عام 1967 والأراضي المحتلة عام 1948.

وهنا مكمن الأخطار الكبرى التي تهدّد الكيان الإسرائيلي، وهذا ما تؤكّدهُ كتابات بعض أصحاب العقول الهادئة في الصحافة الإسرائيلية.

والأمر الآخر الذي يتأكّد من خلال المواجهة هو أنّ جرّافة الصمود جرفَت في طريقهِا كل مشاريع توطين الفلسطينيين في الشّتات.

هذا يعني بأن علينا كعرب أن نُجري إعادة تقويم شاملة للوضع في ضوء الحقائق والمستجدات الميدانية، حيثُ للإنسان الجديد، إنسان فلسطين، الكلمة الفصل في تقرير مصيره، هو الذي بات يشكّل حلقة مفصلية وازنة في محور الصمود والممانعة.

وبالمناسبة، أوجّه تحيّة إلى أرواح شهداء فلسطين الأبرار الأطهار وإلى الجرحى وإلى كل أهل فلسطين من غزّة القلعة الجبّارة إلى القدس الشريف...والتحية إلى مشايخنا وأهلنا الموحدين الدروز في الجليل وفي الجَولان العربي السوري المحتل، الذين هبّوا لنصرة الأقصى المبارك، وتوجّهوا إلى القُدس الشريف واشتبكوا مع قوات الإحتلال أسوةً بإخوتهم في المواطنية، ليؤكدوا على وحدة الدم الفلسطيني - السوري، وأنّ كلّ ذرّة ترابٍ من فلسطين ومن الجولان العربي السوري المحتل غالية على قلوبهم وهم بها ملتزمون.

إنّ أجمل معايدة بمناسبة عيد الفطر المبارك هي المعايدة التي تتجسّد بملحمة الصمود العظيمة على أرض فلسطين العربية، مهدَ المسيحِ ومَسْرَى الرسول، عليهِما السلام.

ونتقدم من اللبنانيين عموماً ومن أهل الشهيد البطل محمد طحان بأحرّ التعازي

وإنّ النصرَ بجهود الأبطال الصامدين آتٍ... آتٍ... آتْ.

اخترنا لكم
عودةٌ إلى الوراءِ!
المزيد
هل نحن مقبلون على حرب شاملة؟
المزيد
خوفًا من الصراع... شركات طيران تعلّق رحلاتها إلى الشرق الأوسط
المزيد
"شُحنَت في صيف 2022".. شركة "البايجر" وهمية؟
المزيد
اخر الاخبار
"خطواتٌ جديدة" على الحدود!
المزيد
بزشكيان: ندعو إلى وحدة المسلمين لوقف المجازر الإسرائيلية
المزيد
تعليق للشركة اليابانية حول انفجارات أجهزة اللاسلكي
المزيد
الحزب ينعى مؤسّس قوة الرضوان ابراهيم عقيل وهيئة أركانها
المزيد
قرّاء الثائر يتصفّحون الآن
الجيش اللبناني يتوقف عن تقديم اللحوم لجنوده...!
المزيد
لبنان: ضغط دولي لإجراء الانتخابات... وتحذير من التمديد برلمانياً ورئاسياً
المزيد
مقتل مستشار برتبة عقيد بالحرس الثوري الإيراني في انفجار عبوة ناسفة قرب دمشق
المزيد
إليكم التقرير اليومي لمستشفى رفيق الحريري بشأن كورونا ...
المزيد
« المزيد
الصحافة الخضراء
اتفاقية تعاون بين جمعيّتي "غدي" و"الملكية الاردنية لحماية الطبيعة" الناصر: حماية الطبيعة لا تعرف حدود، فهي مثل الطائر الذي يطير وينتقل من مكان إلى آخر غانم: نؤمن أن التعاون هو أرقى أشكال التطور
بيان للدفاع المدني بعد الانتهاء من عمليات إطفاء مطمر برج حمود
شكوى بجرائم بيئية ضد الدولة اللبنانية امام مجلس حقوق الانسان الدولي
محمية أرز الشوف في المنتدى الإقليمي للحفاظ على الطبيعة لدول غرب آسيا، هاني: نعمل مع شركائنا لزيادة المناطق المحمية
لجنة البيئة تواكب حريق المكب وتدعو لإقفال المطامر الشبيهة.. وياسين يعتذر
فياض: تنظيف مجاري الأنهر بمزايدات لتفادي الفيضانات وحماية البنى التحتية