#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
أوقفوا الحكي بالحلولِ والمعالجاتِ والمسكِّناتِ ، لأن هذا الحكي "بالوناتٌ بالهواءِ" ، فلا حلولَ ولا معالجاتٍ ولا مسكِّناتٍ ...
أيها المواطنُ اللبنانيُّ ، السلطةُ " عم بتبيعك حكي ، وحكي فارغ " فلا تصدقها بشيءٍ بل تصرَّفْ على هذا الأساسِ .
كلُّ ما تسمعهُ من هذهِ السلطةِ لا يُعوَّلُ عليهِ :
حدَّثوكَ عن منصةِ الدولارِ ، فأينَ أصبحتْ؟
حدَّثوكَ عن أن رفعَ الدعمِ لن يحصلَ ، وها هو الدعمُ يُرفَعُ بحكمِ الامرِ الواقعِ.
حدَّثوكَ أن أموالَ المودعينَ موجودةٌ ، فأينَ هي ؟
حدَّثوكَ عن إجراءاتٍ لوقفِ التهريبِ فأينَ هي هذهِ الإجراءاتُ؟
***
أيها المواطنُ المتعبُ،المقهورُ، لا تُصدِّقْهم بشيءٍ :
تُحاولُ تعبئةَ بنزينٍ لسيارتكَ فتجدُ المحطاتِ ترفعُ خراطيمها . ومَن منها يلطفُ بكَ ، يقول :
فقط بثلاثينَ ألفِ ليرةٍ . أي اقلُّ من صفيحةٍ .
تحاولُ شراءَ دواءٍ من صيدليةٍ فيأتيكَ الجوابُ :
الوكلاءُ لا يسلِّموننا ، وإذا تلطفوا بنا يُعطوننا من " الطلبيةِ أُذنَها". ***
والأنكى من كلِّ ذلكَ ان لا أحدَ يُحاسبُ أحداً :
" راوول الإقتصاد " لم يسمع بالغلاءِ الفاحشِ الذي فاقَ كلَّ التوقعاتِ،
ولم " يتنبَّه " إلى أن هناكَ تهريباً مازالَ قائماً على قدمٍ وساقٍ.
والأهمُ من كلِّ ذلكَ أن الكثيرَ من السلعِ الغذائيةِ التي تُباعُ في الاسواقِ ولاسيما في كبرياتِ السوبرماركت تكونُ إما منتهيةَ الصلاحيةِ وإما فاسدةً ،
لأن التجارَ يستفيدونَ من هجمةِ المواطنينَ على الموادِ الغذائيةِ فيبيعونهم كلَّ شيءٍ ، وهذا ينطبقُ على الاسماكِ المجلدةِ وعلى الاجبانِ وعلى بعضِ اصنافِ المرتديللا والحبش ،
فعلى المواطنِ ان يتنبَّهَ لأن ما يشاهدهُ في براداتِ السوبر ماركت معظمهُ منتهي الصلاحيةِ ، لأن اصحابَ السوبرماركت مثلهم مثلُ " راوول الإقتصاد" ، بلا شعورٍ .
***
كم كانَ احبُ على المواطنِ أن يجدَ نواباً يُحاسبونَ السلطةَ التنفيذيةَ ،
ففي الأساسِ مجلسُ النوابِ هو ام السلطاتِ لأننا في نظامٍ برلمانيٍّ ،
وعلى النوابِ ان يُحاسبوا ليسَ السلطةَ الحاليةَ فحسب، بل السلطاتِ المتعاقبةِ التي مرَّرتْ الصرفَ على القاعدةِ الاثنتي عشريةِ فكانَ الصرفُ من دونِ حسيبٍ او رقيبٍ إلى أن وصلنا إلى ما وصلنا إليهِ ...
السؤالُ الذي يُسألُ هو :
ما هي العوائقُ التي كانت تتذرعُ بها؟ لماذا لم يكن النوابُ يحاسبونَ الحكوماتِ المتعاقبةَ حينَ كانت تُقصِّرُ في أدنى واجباتها بوضعِ الموازناتِ ؟
هل لأنهم "كلهم يعني كلهم"، كانوا يأخذونَ القراراتِ بالاجماعِ،وكانوا على يقينٍ ومرتاحينَ على مصيرِ إفلاسِ البلدِ دونَ محاسبةٍ.