#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
بكلِّ بساطةٍ ، ومَنْ دونِ لفٍ ودورانٍ ومواربةٍ ،
طارت اموالُ المودعينَ على "الهِيْنِة" ولم يعد هناكَ مَن يُطالبُ حتى بــ 15% من وديعتهِ،
المفترضُ ان تكونَ حمايةُ للمودعينَ من المصارفِ في مصرفِ لبنانَ ،ستطيرُ بدورها ،
وأختفت ثورةُ أدنى حقوقِ الناسِ، والفقيرُ يئنُّ من فقرهِ، والطبقةُ المتوسطةُ تَعضُّ على جرحها.
والنسبةُ القليلةُ الفاسدةُ الباقيةُ من الذينَ نصبوا واحتالوا ونهبوا وهرَّبوا وحوَّلوا اموالهم ،
لا كلامَ عليهم لأنَ لا قدرةَ على مقاضاتهم ... حتى الآن ،
اما غداً وفي المستقبلِ فمَن يُدرِكُ؟ فلكلِّ حادثٍ حديثٍ .
***
ببساطةٍ ، مصرفُ لبنانَ كانت الودائعُ عندهُ...
بدأتْ منظومةُ "الشبيحةِ" تطلبُ الاستدانةَ للدولةِ أي السلطةُ التنفيذيةُ مجتمعةً ووزراءُ المالِ يوافقونَ ومجلسُ النوابِ الكريمِ يصادقُ على الموازناتِ،
ويُكثرونَ من كلامٍ فارغٍ للظهورِ امامَ شاشاتِ التلفزةِ، وكأنَ الناسَ لا شغلةَ ولا عملةَ عندهم الاّ مشاهدتهم وسماعهم.
بقينا على هذهِ الحالةِ سنواتٍ، وطارتْ كلُّ الاموالِ التي تُقدَّرُ بالملياراتِ من مصرفِ لبنانَ، وسقطتْ الدولةُ بمقوماتها وإداراتِها سقوطاً مريعاً.
واللهُ العظيمُ أنه الكفرُ بعينهِ .
ما يهمنا بعدَ ذلكَ من السياسةِ وساستها ومآسيها؟
هل إذا جاء وزيرُ خارجيةِ فرنسا جان إيف لودريان وقابلَ مَن قابلَ ستستعادُ اموالنا ؟
واذا نحنُ معشرُ الناسِ نعرفُ ان تأليفَ الحكومةِ اصبحَ من سابعِ المستحيلاتِ ، هل بسحرِ ساحرٍ يتنازلونَ ويتمُ التوافقُ ؟
ونعودُ الى النقطةِ الصفرِ ونبدأُ بما كانَ مطروحاً سابقاً من زمن "سيدر" بالاصلاحاتِ الجذريةِ للخلاصِ ،على أقلِّهِ لأبنائنا وأحفادنا ؟
***
لا ، ليسَ بهذهِ البساطةِ تأتي المعالجاتُ .
فما وصلنا إليهِ عميقٌ جداً ، الهوةُ باتت واسعةً بينَ المواطنينَ وبينَ الطبقةِ السياسيةِ الفاسدةِ ، وما كانَ يصلحُ منذُ تسعةِ أشهرٍ لم يعد يصلحُ اليومَ ، وما يصلحُ اليومَ قد لا يصلحُ بعدَ شهرٍ أو شهرين .
هذهِ السلطةُ المتحكِّمةُ التي " تُفكِّرُ" بالمسِّ بما تبقَّى من اموالِ المودعينَ،
هل تُدرِكُ ان الحدَّ الأدنى للاجورِ ( 675 ألف ليرة ) باتَ يساوي 55 دولاراً اميركياً وفقَ السعرِ المتداولِ للدولارِ ؟
هذا الرقمُ وحدهُ يثيرُ الكُفرَ والجنونَ ! فعن أيةِ حكومةٍ تتحدثونَ ؟ وبأيِّ حلولٍ تَعِدون ؟
إداؤكم كانَ إجراماً ، سياستكم كانت هدراً وفساداً ونصباً،
فمَن يثقُ بكم بعدَ اليومِ ؟
***
أهمُ نقطةٍ في كلِّ النقاشِ الدائرِ انكم " تُربِّحونَ العالم جميلة "،
بأنكم كنتمْ تدعمونَ واليومَ تريدونَ وقفَ الدعمِ .
في الاساسِ مَن " ضربكم على ايديكم " واجبركم على الدعمِ ؟
أنتم كنتمْ تقومونَ بذلكَ، لأن الدعمَ كانَ يتيحُ لكم التهريبَ وكنتم تستفيدونَ منهُ،
واللهِ العظيمِ... كفَّرتونا!