مقالات وأراء

حاصبيا أيقونة لبنان ولؤلؤة الشرق وترانيم العيد

2021 أيار 01
مقالات وأراء

#الثائر

- " اكرم كمال سريوي "

من نبع الشفاء والمعجزات غرباً إلى محراب التجلي الإلهي شرقاً في قمة جبل حرمون، راية بلاد الشام ، والعين الساهرة أبداً على ؛ دمشق ، وبغداد ، وعمان، وفلسطين، ولبنان، رسمت يد الخالق أيقونة طبيعية، تمازجت فيها ألوان الإيمان والحكمة والمحبة، لتصبح لؤلؤة هذا الشرق ،ودرة تاجه الماسي.

إنها حاصبيا ! بقراها الرافلة بالإلفة والسلام، رمز التنوع والتآخي ، من حدود فلسطين جنوباً، إلى مرج الزهور شمالاً ، بوابة الجنوب الأبي، أرض البطولة وتيم القداسة والعنفوان .

في حاصبيا اجتمعت كل طوائف لبنان ، لكنهم هنا لم ينقسموا، ولم يقتتلوا، ولا تفرّقوا ، ولا رفعوا المتاريس والحواجز في وجه بعضهم البعض، بل اتحدوا على بيادر الفرح، وتشاركوا البسمة واللقمة معاً ، وكل عيد يكون عيد الكل . فهنا تناسقت تراتيل الصلاة وصدح النواقيس وأصوات المآذن، وطيلة سنوات الحرب، بقيت حاصبيا رمز الوئام والسلام .

إنها أرض الأنبياء والنساك والطهر !

فهنا بعل - غال إله المطر والخصب كما آمن به الكنعانيون والفينيقيون، وحرمون الذي أطلقوا عليه اسم «كرسي الرب» ، كما جاء في العهد القديم.

وهنا مكث السيد المسيح في هذه الأرض، وبارك؛ أهلها وزيتونها وتينها وثمارها ومياهها التي ما زالت مزاراً لطالبي الشفاء حتى اليوم .

وهنا تنسك النبي شيث (هبة الله) ابن آدم وجد نوح جد البشرية جمعاء، على سفح جبل الشيخ، قرب خلوات الكفير ، حيث يحج المؤمنون إليه طلباً للشفاعة والهداية ، وووفاءً لنذورهم المستجابة.

وهنا أرض رأوببن ابن يعقوب النبي ، وهي تحتضن رفاته في مزارٍ يأمّه المؤمنون من كل طائفة ودين.

هنا أرض النبي شعيب صلوات الله عليه، العرفاني الموحد ، والمعلم المرشد، والحكيم العالم، والناصح الورع. فهنا أثمرت تعاليمه وعظاته، شيوخاً أطهاراً، ونساكاً عفافاً، يجللهم الورع والتقوى ، في خلوات المعرفة والإيمان، خلوات البياضة الشريفة، التي كرمها الله على مر الزمان، بالعبّاد والشيوخ الصالحين .

الميلاد ، الفصح، الفطر، الأضحى، في حاصبيا لها عنوان واحد «اليوم عيد»

فلا تسأل عن صاحب العيد هنا الكل واحد وعيد أي منهم عيد للجميع لا تفرقهم العصبيات ولا الطائفية بل توحدهم المحبة والتعاون والأخلاق .

ولو سألت التاريخ عنهم ستعلم أنهم كانوا دائماً موحدين فواجهوا المغول والتتار والصليبين والعثمانيين والفرنسيين وكل الغزاة وها هي ساحة حاصبيا تشهد محتضنةً نُصب رجال أشداء وقفوا في وجه المحتل الإسرائيلي ودافعوا عن ترابها مقدمين أرواحهم فداءً للوطن .

فصح مجيد وكل عام وانتم بالف خير .

اخترنا لكم
باسيل: نحن مع وقف النار ولسنا حلفاء حزب الله في بناء الدولة لكننا معه في مواجهة إسرائيل
المزيد
ذكرى الاستقلالِ وبورصةُ القرارِ 1701!
المزيد
جنبلاط: الوضع سيستمر بالتدهور بسبب الموقف الغربي.. وإيران من يتولّى المسؤولية في الحزب
المزيد
المرتضى: الاساءات الى طائفة الموحدين الدروز مستهجنة تخدم العدو ومرتكبها حسابه عسير
المزيد
اخر الاخبار
سليم: لبنان يتمسك ببقاء اليونيفيل والتعاون مع الجيش في تنفيذ الـ1701
المزيد
بعد حالة الذعر في المدارس جراء القصف الاسرائيلي للضاحية.. هذا ما قاله الحلبي
المزيد
سيارة "مشبوهة" في راشيا!
المزيد
السفارة الأوكرانية: التهديدات الصاروخية ضد أوكرانيا مستمرة
المزيد
قرّاء الثائر يتصفّحون الآن
اسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الخميس 14 تشرين الثاني 2024
المزيد
السفارة الأوكرانية: التهديدات الصاروخية ضد أوكرانيا مستمرة
المزيد
الأبيض: عدد الضحايا بلغ 558.. وهناك الكثير من الأشلاء!
المزيد
سعي غربي – خليجي – لبناني في الضغط على عون وحزب الله في ملفَّي الرئاسة والحكومة
المزيد
« المزيد
الصحافة الخضراء
علماء المناخ يحذرون من أن انبعاثات الوقود الأحفوري ستبلغ مستوى مرتفعا جديدا
مؤشرات علمية.. 2024 العام الأشد حرارة في التاريخ
روسيا.. ابتكار مواد جديدة تحارب جفاف التربة
الأمم المتحدة: نقص التمويل يعيق جهود التكيف مع تغير المناخ
روسيا.. ابتكار خبز خاص لمرضى السكري بمكونات بيولوجية نشطة
COP29.. رئيس دولة الإمارات يؤكد أهمية تسريع العمل المناخي