#الثائر
احتفل رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس عبد الساتر بالقداس الإلهي لمناسبة عيد مار جرجس، شفيع العاصمة، من كاتدرائية مار جرجس في بيروت، بمشاركة الخوري جاد شلوق والخوري جورج قليعاني والخوري كريستيان حلاق، وبحضور عدد من المؤمنين.
وبعد الإنجيل المقدس، ألقى المطران عبد الساتر عظة قال فيها:" نشكر الرب يسوع الذي مكننا من اللقاء مجددا في هذه الكاتدرائية العزيزة، من بعد انفجار الرابع من آب المجرم والذي لا زلنا نطالب بكشف حقيقته والمسؤولين عنه ومجازاتهم. وإننا نذكر في قداسنا هذا المساء، كل ضحايا هذا الانفجار، الموتى والأحياء، وكذلك ضحايا الكورونا من أبناء وبنات أبرشيتنا.
إننا نجتمع في هذا المساء لنحتفل بعيد شفيع عاصمتنا القديس جرجس، ولنطلب صلاته من أجل شعب لبنان ليكون له الخلاص الحقيقي القائم على الحق والمجانية والتضامن والصِدق".
وتابع: "خلص القديس جرجس أهل بلده من الموت ليس بقوته الذاتية أو بمهارته في فن القتال، بل بقوة الرب يسوع الذي ملأ كيانه. ونحن الذين نريد أن نخلِص ذاتنا وأهلنا من الموت لا نستطيع ذلك إلا بقوة الرب يسوع الذي يعطينا الحياة بوفرة. لذلك نحن نحتاج الى أن نثبت في الرب كما يثبت الغصن في الكرمة. نحن نحتاج الى أن نُفرغ ذاتنا من إرادتها ومن الأنانية والكبرياء ومن الكراهية لتمتليء من المسيح، فنعمل إرادته ونحب على مثاله وتكون أفكارنا وأفعالنا أفكاره وأفعاله".
وأضاف المطران عبد الساتر: "كثيرون هم الذين ينتظرون من العالم الخارجي بدوله الغربية والعربية وغيرها، أن يُخلِص لبنان من أزمته السياسية والاقتصادية فيعود الازدهار اليه والرخاء لشعبه. وعبثا ينتظرون! لأن ما يصيب لبنان اليوم هو النتيجة الحتمية لما عشناه ونعيشه نحن اللبنانيون من كذب وغشٍ، وسعي خلف الربح السريع والآني ولو بوسائل ملتوية، وارتهان للخارج من أجل التغلب على الخصم وأخذ مكانه، وتزلم للزعيم في سبيل الحصول على وظيفة في الدولة أو مركز ومنصب في الداخل.
عبثا ينتظرون! لأن لا خلاص للبنان من دون توبة حقيقية يعيشها كل شعب لبنان فيتوقف عن الكذب والغش والسعي خلف السلطة والمال. لا خلاص للبنان من دون العودة الى الله وعيش المحبة والغفران. لا خلاص من دون ارادة حرة غير مرتهنة وتضامن مع الضعيف والفقير. لا خلاص إلا من الداخل ومن صنع اللبنانيين أنفسهم".
وختم: "يا مار جرجس صل لأجلنا حتى نصير شعبا يستحق الخلاص ويستحق لبنان".