#الثائر
- الهام سعيد فريحة "
كلُّ العالمِ مهتمٌّ بأوضاعنا ما عدا الساسةُ عندنا فإنهم يَبدونَ غيرَ مُبالينَ :
السفيرةُ الاميركيةُ زارت قصر بعبدا وبيت الوسط ، وكان لها في بعبدا موقفٌ دعا إلى التسويةِ بعد تعطيلٍ لثمانيةِ اشهرٍ .
السفيرةُ الفرنسيةُ تنقلتْ بين قصر بعبدا وعين التينة وبيت الوسط .
السفيرُ السعوديُّ كانت له زيارةٌ لافتةٌ إلى قصر بعبدا وموقفٌ لافتٌ بعدَ الزيارةِ .
الجميعُ يُلِحُّونَ على وجوبِ تشكيلِ الحكومةِ وبأسرعِ وقتٍ ممكنٍ ، لكن " لا حكومةَ لمَن تنادي " ! لماذا ؟
***
المسألةُ اصبحت مفصليةَ الرأيِ والمشروعِ بين بعبدا ، وضمنهُ رئيسُ التيارِ الوطني الحر جبران باسيل ، وبينَ بيت الوسط:
الرئيس ميشال عون ،وحتماً النائبُ جبران باسيل رئيسُ تكتلِ "لبنان القوي"، لا يُريدانِ لاسبابٍ باتت معروفةً سياسياً، سعد الحريري ، لكن المشكلةُ انهما لا يستطيعانِ قانونياً ازاحتهُ كرئيسٍ مكلَّفٍ ، ولو كانَ بالإمكانِ إزاحتهُ لفعلا ذلكَ منذُ أشهرٍ ولَما انتظرا ان ينعقدَ الأجتماعُ الثامنَ عشرَ بينَ رئيسِ الجمهوريةِ والرئيسِ المكلَّفِ .
***
وبما أن الأمورَ وصلت إلى هذا الحدِّ ، فإن الرئيسَ المكلَّفَ ارادَ ان يستمعَ إلى نصائحِ البطريرك الراعي، وهذا ما دفعَ الى ترتيبِ لقاءِ " العشاء غير السري" .
لكن البطريرك الراعي لن يغامرَ مرةً جديدةً ،إذ قامَ باكثرَ من محاولةٍ :
سبقَ أن أستقبل الرئيسَ المكلفَ ثم رئيسَ التيار الوطني الحر، ثم زار بعبدا ، كما استقبلَ وسيطَ الجمهوريةِ اللواء عباس ابراهيم ، ومع كلِّ هذا النشاطِ بقيت الأمورُ على حالِها !
ما السرُ في ذلكَ يا تُرى ؟
عملياً ليس هناكَ من سرٍّ ، بل إنَ هناكَ "العقدةَ"،التي يعرفها الجميعُ، لكن أحداً لا يريدُ الحديثَ عنها ، وإذا ما بقيت هذهِ العقدةُ موجودةً دونَ تسويةٍ جدِّيةٍ.. فعلى البلادِ السلامُ .
***
البطريرك الراعي بذل اقصى ما عندهُ ، لكن عندما تعجزُ دولٌ عن حلِّ العقدةِ ، فماذا بإمكانهِ أن يفعلَ ؟
غابتْ مميزاتٌ كثيرةٌ عن البلدِ ومن أبرزها :
الضميرُ ،الانسانيةُ، الاخلاقُ، الشعورُ بالمسؤوليةِ تجاهَ الشعبِ ، والأكثرُ من كلِّ ذلكَ معرفتهم الأكيدةُ انهم سينْجونَ من كلِّ محاسبةٍ .
***
" المحاسبةُ " ... إنها الكلمةُ السحريةُ التي يجبُ ان " تُرجِّفَ " كلَّ سياسيٍّ مسؤولٍ ، والاّ لن يُغيِّرَ سلوكَهُ بل يستمرُ فيهِ.
اللاخوفُ من المحاسبةِ هو الذي يُسيِّرُ معظمَ السياسيين والمسؤولينَ عندنا، وهذا ما حتَّمَ علينا دفعَ 25 سنةً من ماضينا، بالاضافةِ الى واقعنا المريرِ،
اما المستقبلُ فاللهُ وحدهُ عليمٌ بهِ .