#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
البلدُ "قايم قاعد"، وأشباحُ الفوضى والخرابِ تَلوحُ، والناسُ يأكلهم القلقُ. و"دونكيشوت العصر"، سبحانَ الخالقِ، "فاضي راضي".
هو "مُنظَّراتي" أكاديمي في الأساسِ، ورماهُ الحظُّ السيىءُ علينا، ليصبحَ "المُنظَّراتي" في السراي.
هذا الذي أتخمَ البطونَ الفارغةَ بكلامٍ فارغٍ خرجَ اليومَ بنظريةٍ فارغةٍ، وسيدوِّنها في موسوعةِ الفراغِ: "إذا لم تؤلّفوا حكومةً، فسأوقفُ تصريفَ الأعمالِ".
فعلاً، إنه المضحكُ المبكي. فيا رجُلُ، أساساً، لا أنتَ تعمل اليوم في زمنِ التصريفِ، ولا رأيناكَ تعملُ في زمنِ الأعمالِ.
وإليك نُهدي كلماتٍ لزياد رحباني: "حاجي تْحلِّل وِحياتَك. تِسلملي تِحليلاتَك".
ورجاءً، "بيعونا سكوتَكم" أنتم المجموعةُ كلها، لأننا لم نعدْ نتحملُ.
***
بالمقلبِ المؤلمِ الآخر، ألم تشبعوا نهباً وتواطؤاً على النهبِ منذُ ربعِ قرنٍ؟
ألستمْ أنتم مَن أبقيتمْ الدولةَ بلا موازناتٍ، لتنهبوا قدرَ ما تشاؤون؟
ألم تُطيِّروا قَطْعِ الحساباتِ لتسود القاعدةُ السحريةُ، الإثنتا عشرية، حيثُ لا أحدَ يعرفُ مَن أكلَ البيضةَ والتقشيرةَ… والدجاجةَ من أساسها؟
ألم تتشاركوا جميعاً، بقايا 8 آذار وبقايا 14، وما بينَ بين، في مواسمِ العزِر الدسمةِ؟
فلماذا يَدَّعي واحِدُكم أنه يضعُ "فيتو" على فُلانٍ أو فُلانٍ، ويريدُ "قوننةَ" حصتهِ في الحكومةِ؟
إنها تمثيليةٌ سَمِجةٌ مملَّةٌ وقد صرنا نعرفها:
كلكمْ شركاءُ في دمِ هذا الصِدّيق الذي هو لبنانُ وشعبُ لبنان.
جميعاً تقاسمتمْ الغنائم. واليومَ تدّعونَ البراءةَ في مسرحيةٍ تحت عنوان: أينَ مالُ الدولةِ؟ مع السياسيين أم مصرفِ لبنان أم المصارف؟
على مدى ربعِ قرنٍ، ضميرنا يدفعنا إلى أن نستثني واحداً من لائحةِ رؤساءِ الحكوماتِ.
إنه الرئيس سليم الحص، أطالَ اللهُ بعمرهِ.
وأما الآخرونَ، أنتم، فرمالُ الصحراءِ كلها لم تعد قادرةً على إخفاءِ رؤوسكم بعد اليوم.
***
الأمورُ بدأت تصلُ إلى الأسوأِ والأخطرِ والأكثرِ إيلاماً. وأنتم لا تكتفونَ بالتفرُّجِ على النارِ المندلعةِ فحسب، بل تَرمونَ عليها الزيتَ لتستعرَ وتبتلعَ كلَّ شيءٍ!
حرائقُ الشوارعِ التي تعمُّ ليل بيروتَ والمناطق ونهاراتها كأنها إشاراتٌ إلى احتراقِ البلدِ بأمّهِ وأبيهِ!
وأنتم، لا هَمَّ لكم سوى تبادل الاتهاماتِ السخيفةِ، ولا تقودكم إلا مصالحكم ومصالحُ أربابِ قراركم في الخارجِ.
تذكَّروا: في أعناقكم أنتم مسؤوليةُ التفلُّتِ الخطيرِ والفوضى اللامتناهيةِ التي سيندفعُ إليها الجائعونَ اللاهثونَ وراء لقمةِ الخبزِ!
أخشى ما نخشاهُ، أن تَرفعَ كلُ طائفةٍ ومذهبٍ وحزبٍ وجمعيةٍ صوتَها، في كلِّ منطقةٍ وناحيةٍ وزاروبٍ، وتقول: أنا هنا! الأمرُ لي…
الأمرُ الوحيدُ المتبقي للملمةِ الجراحِ وبسطِ سلطةِ الامانِ والاحتضانِ هو الجيشُ اللبناني الآبيُ بقيادةِ وحكمةِ ورؤيةِ العماد جوزف عون، وكل الاجهزةِ الامنيةِ لا سيما مديرُ عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم ، لواء الدبلوماسيةِ الاول في محاولاتهِ لتفكيكِ العقدِ وايجادِ الحلولِ، ومدير مخابراتِ الجيشِ العميد انطوان قهوجي القوي في عملهِ وفي صمتهِ،
علماً ان الحد الأدنى لرواتبِ الافرادِ من القوى العسكريةِ والامنيةِ اصبحَ يُساوي 60 دولاراً اميركياً.
أليس هؤلاء مواطنينَ في الصميم، اوفياءَ للوطنِ، ويُضحونَ في سبيلهِ؟