#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
مَن يتابعُ حملةَ السِّجالاتِ الاعلاميةِ وعبرَ وسائلِ التواصلِ الاجتماعيِّ ومن خلالِ نبشِ قبورِ الحروبِ منذُ قرونٍ ماضيةٍ ولليومِ يشعرُ أننا على اعتابِ حربٍ جديدةٍ.
حجمُ الاحقادِ والسمومِ التي يتناقلها الشتَّامونَ من كلِّ الفئات والاحزابِ والتياراتِ السياسيةِ يوحي وكأنَ لا احدَ تعلّمَ من تجاربِ الماضي.
وكأن معظمَ التياراتِ والاحزابِ لم تأخذْ جمهورها الى ثقافةِ السلامِ والانفتاحِ والمسامحةِ بل الى ثقافةِ الانغلاقِ والاحقادِ...
***
هل هذا ما يستحقُّهُ اللبنانيون؟ وهل هذا ما نزِلَ من اجله الافُ الناسِ الى الساحات، منذ 2005 وصولاً الى ثورةِ 17 تشرين اول 2019؟
طروحاتٌ من هنا ومن هناك:
هذا يهددُ بوقفِ العدِّ وذاكَ "يُربِّح جميلة" بعدمِ العدِّ وثالثٌ يهددُ بالعدِّ، هذا يريدُ اللامركزيةَ وذاكَ يريدُ الفيدراليةَ وآخر يحضِّرُ العدةَ للادارةِ المدنيةِ..
ماذا يجري؟ انها نفسها لغةُ الحربِ التي حضَّرتْ لحربِ 1975؟
هل هذا ما يريده الناس؟
وهل هذا ما يريدهُ الجيلُ اللبنانيُ الجديدُ؟
بعضٌ من الحكام المتحكِّمينَ الذين يديرونَ البلاد اليوم، نسوا ان اللبنانيين قرِفوا وسئموا لغةَ التفسيراتِ الدستوريةِ المتناقضةِ،ولغةِ المحاصصاتِ، والثلثِ المعطِّلِ والثلث الضامنِ، ولغةِ الوزيرِ الملكِ، او لغةَ الاخصائيينَ او غيرِ الاخصْائيين..
عندما قرأ الناسُ بعضَ الاسماءِ التي سُرِّبَتْ عن التشكيلاتِ الحكوميةِ المتداولةِ شعروا بالخوفِ اكثرَ على المستقبلِ..
هل يُعقلُ ان يتذاكى بعضُ من يحكُمُهمْ بالادعاءِ، ان هذا لا ينتمي اليه وتلكَ لا تعنيهِ.
وهذا ليسَ من المقربينَ وآخرَ ليسَ من المستشارين؟
انها العبثيةُ أينما كان.
***
في اللقاحِ وطريقةِ توزيعهِ على الناس يَكذبونَ وها هو عملُ الوساطاتِ ينكشفُ ويكشفُ معهُ عوراتِ المنصاتِ..
عال:نكررُ ما كتبناهُ البارحة حولَ الاحتفالاتِ التي حصلت اثناء وصولِ اللقاحِ والفولكلورِ والابتهاجِ بوصولهِ، فيما دولُ العالمِ اجمعَ انهت تلقيحَ نصفِ سكانها.
الأنكى حفلةُ العراضاتِ والبهلوانياتِ التلفزيونيةِ حولَ اللقاحِ.
***
العبثيةُ في التحقيقاتِ حول المرفأ؟ ما هي السقوفُ التي يعملُ تحتها المحققُ العدليُّ والى اين سيذهبُ التحقيقُ بعدَ توقُّفٍ دامَ اكثرَ من شهرٍ ونصفِ الشهرِ...
وما هو هذا اللغزُ الذي تنامُ عليهِ التحقيقاتُ؟
عندما نستعرضُ حجمَ الكوارثِ التي نتخبطُ فيها والتي لا تُعَدُّ ولا تُحصى نُدركُ حجمَ الدَّرْكِ الذي نحنُ فيهِ وحجمَ الانهيارِ الذي وصلنا اليه...
-هل يفهمُ ايُّ مواطنٍ مستقبلَ ودائعهِ في المصارف؟
- هل يفهمُ ايُّ مواطنٍ آليةَ الدعمِ او عدمهِ،او من او كيفَ تستفيدُ العائلاتُ من برامجِ الدعمِ؟
- هل يعرفُ المواطنُ ايَّ مستقبلٍ، ومتى تنقطعُ الانترنت عن اللبنانيين في غيابِ آلياتِ الدعمِ لاوجيرو؟
***
هل يعلمُ اللبنانيونَ اليومَ اذا توقفتْ معاملُ البواخرِ عن التغذيةِ لان لها في ذمةِ الدولةِ حوالي 150 مليون دولار، كيف ستأتي الكهرباء؟ وهل بامكاننا ان نعرفَ كيفَ وبأيِّ صدفةٍ جاءتْ باخرةُ الفيول الى لبنان؟ وماذا لو لم تأتِ؟ ما هو حالُ الكهرباء؟
ولولا حركةُ وبركةُ اللواء عباس ابراهيم مدير عام الامن العام، الذي لعبَ دوراً رئيسياً وكبيراً في عمليةِ حصولِ لبنانَ على النفط العراقي، والاّ كنا اصبحنا في"جهنمِ السوداءِ".
هل فكرَ احدٌ من المسؤولينَ بحلولٍ جديدةٍ "ولو مؤقتةٍ" لأزمةِ النفاياتِ التي عادتْ لتطلَّ على الناسِ؟
لم يعد الناسُ يُريدونَ ان يعرفوا ايَّ شيءٍ، عن ازمةِ العلاقةِ بين الرئيس عون والرئيسِ المكلفِ سعد الحريري، ولا بين الرئيس عون والاشتراكي وغيرها من ازماتِ التوترِ...
الناسُ يريدونَ ان يعرفوا شيئاً عن المستقبلِ..
الاكيدُ ان لا اجوبةَ لدى هذهِ السلطةِ الحاكمةِ لأنها اساساً لا تسمعُ، وكونها لا تملكُ قرارها، فهي بالتأكيدِ لا يُمكنُ لها ان تُعطي الاجاباتِ..
أليست هذهِ العبثيةُ بحدِّ ذاتها؟
أن يحكُمَنا عاجزونَ...