#الثائر
- " اكرم كمال سريوي "
علق الخميس صباحاً ٧٦ راكباً لبنانياً في مطار الأردن، وهم في طريقهم إلى الرياض. وذلك بسبب قرار السلطات السعودية الذي فرض على القادمين من لبنان، قضاء فترة حجر لمدة ١٤ يوماً في دولة أُخرى غير لبنان، قبل دخول أراضيها.
وكان الركاب اللبنانيون وصلوا إلى عمان قادمين من بيروت، على متن رحلة لطيران الشرق الأوسط «الميدليست» ، وهم في طريقهم إلى السعودية، مما جعلهم ينتظرون عدة ساعات في المطار، قبل أن تتم الاتصالات لحل الأزمة وتسمح لهم السلطات الأردنية بالدخول.
فلقد أبلغ سفير الأردن في لبنان وليد عبد الرحمن جفال، وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبة، أنّ «السلطات الأردنية سمحت بدخول كل اللبنانيين العالقين في مطار عمان».
لكن مأساة اللبنانيين لم تنتهِ مع دخول العالقين في مطار الاْردن. فهذا الأمر بات يتكرر في عدة مطارات في العالم. حيث بات اللبناني يشعر بالإهانة في كل مكان يصل إليه، وفي كل مرة يحاول فيها الهرب من جحيم جهنم الذي وعدنا بها المسؤولون. لأن دولتنا القوية تخلت عن وظيفتها، وحمايتها للمواطنين في الداخل والخارج.
لبنان لا يفرض المعاملة بالمثل مع باقي دول العالم، فهو يسمح بدخول مواطنين من عدة دول، بدون شرط الاستحصال على فيزا، وتُعطى التأشيرات فوراً على المطار، للقادمين من دول عدة ؛ كدول الخليج العربي، ودول أُخرى مثل ؛ أوكرانيا، وروسيا، وفرنسا، ومعظم الدول الأوروبية، وكندا، والولايات المتحدة الأمريكية. في حين يضطر اللبناني للانتظار أسابيع وأشهر للحصول على فيزا، حتى ولو سياحية للدخول إلى تلك الدول .
« إذا لم تحترم نفسك فلن يحترمك الآخرون» و«الحق لا تصونه إِلَّا القوة».
فبربكم أين هي القوة التي تُحدثوننا عنها ؟
إن حكام لبنان ما همهم، طالما معظمهم لديه جنسية أمريكية أو أوروبية أو جواز سفر دبلوماسي يجوب بهم العالم؟
هل يحق للبناني أن يعيش بكرامة؟ ومن يسأل عن كرامة المواطنين إذا كان المواطنون أنفسهم راضين ويقبلون بأن يّذلّوا على أبواب هؤلاء المسؤولين. وهم يعيدون انتخابهم في كل انتخابات، وتصدح حناجرهم عالياً «بالدم بالروح نفديك يا زعيم» كلما ارتكب الزعيم خطأً وتجرأ أحدٌ أن ينتقده عليه ؟
كل شيء في شعارات اللبنانيين قوي!
فالعهد القوي، ولبنان القوي، والجمهورية القوية، وقوة القانون، وقوة التفاوض، وقوة الصواريخ، وقوة الممانعة، وقوة العيش المشترك، وقوة وحدة الصف، وقوة وقوة وقوة ...
وفي الحقيقة لا وجود للقانون، ولا للدولة، ولا لقوة، سوى استقواء بَعضُنَا على بعض .
ولبنان بات أضعف من أن يحفظ كرامة شعبه ومواطنيه، الذين باتوا يُقتلون كل يوم، دون أن نكتشف من الفاعل، أو نجرؤ على محاسبته، والعدو يستبيح بحرنا وجونا وبرنا ، ونحن نتوعد ونهدد ونصفق لعنترياتنا الموهومة ونبقى دون رد.
تم تدمير المرفأ ونصف العاصمة في جريمة مروعة، ذهب ضحيتها أكثر من مئتي شهيد، ليتوقف التحقيق في دهاليز الحصانات، وتختفي الحقيقة. ثم تتنقل الاغتيالات كالعادة لإخفاء معالم الجريمة، وإسكات كل صوت حر، ويكتفي القضاء بالإعلان عن فتح تحقيق بالحادث، لا يصل ولم يصل ولو لمرة واحدة إلى كشف الجناة والفاعلين.
مسؤولون متعددو الجنسيات، لا ننتظر منهم إنقاذ الوطن!
فقط نقول كفى، فلا تبيعوا ما تبقى من كرامة لهذا الشعب في سوق نخاستكم ، وفي مطارات العالم، وعلى أبواب السفارات .