#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
الرابعُ من شباط ذكرى ستةِ اشهرٍ على انفجارِ الرابعِ من آب الذي هزَّ بيروتَ فدمَّرها ودمَّر معها روحَ مدينةٍ وحاضرها كما مستقبلها.
ستةُ اشهرٍ وسبعونَ بالمائة من الاهالي الذين هجّرهم الانفجارُ لم يعودوا الى بيوتهم المدمّرةِ بالكاملِ وتنتظرُ بدورها من يعوِّضُ عليها لاعادةِ بنائها...
مَنْ يسأل...؟ مَنْ سأل اساساً؟
منذُ الايامِ الاولى للانفجارِ حين زارَ عددٌ محدودٌ من المسؤولينَ الرسميين بعضَ الاماكنِ وذهبوا طرداً، لم يسأل احدٌ عن الناسِ الذين تُركوا لاهواءِ الجمعياتِ الخيريةِ وبعض مؤسساتِ المجتمع المدنيِّ لتعطيهم فُتاتَ المجتمعِ الدوليِّ الذي صحيحٌ انه لا يثقُ بمؤسساتِ الدولةِ اللبنانيةِ ولكنهُ يعاقبُ ايضاً الشعبَ اللبنانيَّ الذي يدفعُ كلَّ مرةٍ الضريبةَ عن الجميعِ، ضريبةُ أنه محكومٌ من طبقةٍ سياسيةٍ فاسدةٍ، وضريبةُ انه رهينةُ خياراتٍ سياسيةٍ وامنيةٍ وعسكريةٍ لا يريدها،ورهينةُ خياراتِ فاسدينَ نهبوا المالَ العامَ وهم أنفسهم اليوم يُشرفونَ على ما يسمى اصلاحاً..
***
تظاهرَ ويتظاهرُ الناسُ امامَ منزلِ المحققِ العدليِّ يطالبونَ بمحاسبةِ كلِّ الناس ولكن حتى الساعةَ لم نعرفُ اساساً جديةَ التحقيقاتِ والى أينَ ستذهبُ، وهل اساساً دخلنا في صلبِ القضيةِ أي عملياً لِمن هذه المتفجرات،ولمن كانت مرسلةً ومن ادخلها؟ ما هي الكميةُ التي انفجرتْ منها وأين الباقي؟
عندما نعرفُ الاجاباتِ عن هذه الاسئلةِ يسهلُ عندها تحميلُ المسؤولياتِ للكبارِ وللكبارِ فقط، لان بعضَ "الابرياءِ" القابعينَ في التوقيفاتِ اليوم والسجون ليسوا هم المجرمون واستمرارُ توقيفهم هو بحدِّ ذاتهِ جريمةٌ لانه يُخفي المجرمَ او المجرمينَ الحقيقيين.
لعلمكم هل وصلَ أيُّ ملفٍّ في لبنانَ الى العدالةِ والى الحقيقة؟ ولعلمكم هل سيصلُ هذا الشعبُ يوماً لمعرفةِ شيءٍ من الحقائقِ حول كلِّ شيء.
***
مَنْ سرقَ اموالهُ؟ مَنْ نهبَ مؤسساتهِ؟ مَنْ اقتسمَ غنائمهُ؟ مَنْ لوّثَ بيئتهُ؟ مَنْ حرقَ اشجارهُ؟ مَنْ هدرَ مياههُ؟ مَنْ قتلَ زعماءَهُ؟ مَنْ حرمَ الناسَ من الكهرباءِ؟ ومَنْ جوَّعَ شعبهُ؟ مَنْ حرمهُ من الدواءِ؟ مَنْ أفلسَ شركاتهِ؟ مَنْ حرمَ شبابهُ من العلمِ وفرصِ العملِ والمستقبلِ؟
أليست هذه جرائمَ بحاجةٍ لمنْ يكشفُ الحقائقَ حولها ويحوِّلُ المسؤولينَ عنها للمحاسبةِ..
لماذا نذهبُ بعيداً.. جريمةُ "اللعي" لتشكيلِ حكومةٍ وبغضِّ النظر مَنْ وراءها ألا يجبُ ان يُحاسبَ المسؤولُ عن تأخيرِ ولادتها؟
وهل علينا ان ننتظرَ تأنيبَ الفرنسي حتى تتحركَ عجلاتُ الوسطاءِ من جديدٍ لعلَّ في الافقِ ضوءاً يلوحُ لولادةِ الحكومةِ حتى... من مصرَ حيثُ ذهبَ اليها الرئيسُ المكلّفُ..
في الانتظارِ هناكَ موازنةٌ أعدّتْ لحكومةٍ ستأتي، قد يقرّها مجلسٌ استقالَ منه ثمانيةُ نوابٍ وتوفي تاسعٌ، بحضورِ حكومةِ تصريفِ اعمالٍ: موازنةٌ، اذا أقرّت ستكونُ لما تبقّى من نصفِ العام... اذا أقرّتْ..
ومن اليومِ وحتى ذاكَ اليوم... لا بأسَ باستمرارِ الصرفِ على القاعدةِ الاثنتي عشريةٍ..
والحجةُ هذه المرة للنفقاتِ اكثر ما تفترضهُ نفقات كورونا.. وهنا تكمنُ الفضائحُ التي سنتحدثُ عنها لاحقاً...
كيف لا تريدونَ للثوارِ ان يستأنفوا ثورتهم بالرغمِ من كورونا... ويبدو ان الموعدَ مع الساحاتِ صارَ قريباً لا بل قريباً جداً.