#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
فعلاً وكأن الشياطينَ خرجتْ من جهنّمٍ وتجمعّتْ في لبنانَ. ما ان نتساءل عن خبرٍ يتصدرُ الاهتماماتِ حتى يأتي آخرُ ليمحوهُ ويعدِّل في الاولوياتِ ويَحرفَ الانظارَ....
في بلدِ "الشياطين المتنقِّلةِ" لا شيء يتقدّمُ سوى اخبارِ الموتِ الآتيةِ من كورونا التي تجتاحُ لبنانَ والعالمَ، ويضافَ اليها اليومَ فيروسُ "نيباه NIBAH" الذي سيكونُ اكثر فتكاً من كورونا ومصدرهُ الصين ايضاً ومعدّلُ وفيّاتهِ يصلُ الى 75% وانتشارهُ يتسببُ بجائحةٍ عالميةٍ مقبلةٍ قد تكونُ اخطرَ من كورونا..
فرنسا اقفلتْ حدودها لمن هم آتون من خارجِ الاتحادِ الاوروبي بسببِ كورونا، والاماراتُ اوقفت الرحلاتِ مع بريطانيا....عالمٌ بكاملهِ تحتَ وطأةِ الفيروساتِ والجائحاتِ..
اما في لبنانَ المتخبِّطِ في مواجهةِ كورونا فلم يدرك أيُّ من مسؤوليهِ بعد اننا في ازمةٍ – اننا في مجاعةٍ – اننا في انهيارٍ – اننا في الهاويةِ وفي القعرِ وفي الانتحارِ الجماعيِّ..
***
لا شيءَ الاّ سجالاتٌ:
- يتساجلُ المعنيونَ بتشكيلِ الحكومةِ ومن الواضحِ ان لا نتيجةَ في الافقِ وقد لا نصلُ الى نتيجةٍ... يعني عملياً انهيارُ أيِّ أملٍ في حكومةٍ تعيدُ بعضَ الثقةِ او تبلسمُ جراحَ اللبنانيينَ المنتظرينَ بقعةَ ضوءٍ من مكانٍ ما رغمَ ان لا مؤشّراتٍ خارجيةٍ توحي بفكِ العزلةِ.
- يتساجلُ المسؤولونَ والامنيون مَن المسؤولُ عن احداثِ طرابلس، ومن اشعلَ الشارعَ ومن حرَّكَ وادارَ ماكينةَ المخرِّبينْ، ولكن هل سيعرفُ الناسُ عملياً وهل سيُكشفُ النقابُ عن المسؤولينَ وعمن وراءهم وما المقصودُ من وراءِ تحريكِ الشارعِ.
- يتساجلُ المسؤولونَ فيما يتعلّقُ بالاموالِ المحوّلةِ الى الخارج، وبقضيةِ حاكم المركزي وحولَ حقيقةِ الملفاتِ ومصادرِ المعلومات... ولكن هل فكرَ احدٌ بمصيرِ ودائعِ الناسِ وبمستقبلِ الليرةِ التي خسرتْ اكثرَ من 85% من قيمتها وبمستقبلِ الثقةِ بالبلدِ وبالمصارفِ وبالاستثماراتِ؟
- يتساجلُ المسؤولونَ حولَ مسؤوليةِ من اوصلَ البلادَ الى هنا:
من حكموا في الماضي او من يحْكمونَ في الحاضرِ او الاثنين معاً وفي النتيجةِ:
لا احدَ يقولُ للناسِ كيف سيأكلونَ وكيفَ سيشربونَ ومن يؤِمنُ لهم الدواءَ والاستشفاءَ والمدرسةَ والعملَ... والأمل؟
***
هل لدينا خطةٌ اقتصاديةٌ للتعاملِ مع الغد؟
مهلاً... هل ثمةَ من يخبرنا أين اصبحَ التفاوضُ مع صندوقِ النقدِ الدولي ؟ إِلامَ انتهى قبل استقالةِ الحكومةِ؟ وهل من يُديرهُ حالياً؟ وهل من يخبرنا ما مصيرُ التفاوضِ مع حاملي اليوروبوندز؟
هل نحنُ ندركُ الى أين وصلنا؟
هل نحنُ ندركُ ما نحن قادمونَ اليهِ وعليهِ؟
هل ثمةَ من يُجيبُ على بعضِ اسئلةٍ طرحناها هنا من اصلِ عشراتِ الاسئلةِ او مئاتِ الاسئلةِ التي يطرحها الناسُ وقاسمها المشتركُ القلقُ من الآتي...
كأنَ من يمسكونَ السلطةَ في لبنانَ وضعوا على آذانهم... السماعاتِ التي تعزلهم عن الضجيجِ الخارجي...
هم يقودونَ الطائرةَ الى الهلاكِ... ولا يسمعونَ صُراخَ الركابِ الذاهبينَ الى الموتِ..