#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
أيها الجشعونْ !
هل تعرفونَ أن الإنسانَ يجوعُ ؟
ربما هذهِ الحالةُ الإنسانيةُ لا تعرفونها في بيوتكم، عفواً قصوركم ، فالجوعُ لا يمرُ إلاّ على الناسِ وأنتم لستمْ من الناسِ بل شبعتم على حسابهم وأثريتم على فقرهم، فكيفَ تشعرونَ بهم ومعهم ؟
***
أيها الجشعونَ المستبدون !
طرابلس ، عاصمتنا الثانية الحبيبة ، هي مثالٌ صارخٌ على هذا الجوعِ .
قد يقولُ قائلٌ : إن هناكَ خططاً ومؤامراتٍ تتعرضُ لها المدينةُ ، وأن هناكَ مندسّينَ تسللوا إلى صفوفِ المحتجّينَ والجائعين ، وأن أطرافاً لها أجنداتٌ سياسيةٌ دخلت على الخطِ .
كلُ ذلك قد يكونَ صحيحاً ، وقد لا يكونُ ، لكن الصحيحَ ايضاً والدقيقَ أيضاً ان هناكَ جائعين وأن هناكَ مَن يصرخونْ :
لا نريدُ سلاحاً ، نريدُ ان نتعلمَ ، نريدُ ان نُطعمَ عائلاتنا .
***
صَدِّقوا الناسَ في ما يشعرونَ به وفي ما يُعبِّرُ عنهُ الناسُ الصادقون ، من ان الجوعَ كافرٌ،
يا أيها الاشقاءُ في مدينة طرابلس الحبيبة التي هي مسقط رأسِكم.
زِدنا معرفةً بكم، من خلالِ مجلةِ فوربس العالمية التي صنفتكم من اثرياءِ العالمِ، وكيفَ لا، حين امتلكتْ مجموعتكم اولى شركاتِ الخليوي في لبنان ، وكنتم تتولونَ ادارتها في حينه، ومَن لا يتذكرُ المبلغَ الذي كانَ يفرضُ على كلِّ مشتركٍ بقيمةِ 500 دولار اميركي للشخصِ الواحد، فقط بهذهِ الاموال التي جنتها شركتكم والتي قُدرتْ في ذلك الوقت بملايينِ الدولاراتِ،
وليسَ بملياراتِ الدولاراتِ كما ذكرت مجلة فوربس في آخر عددٍ لها.
الاّ تستطيعونَ ولو بعشرةٍ في المئةِ من ثروتكم احتواءَ ربما كلَّ شعبِ طرابلس، ناسِكم الذين كانوا اوفياءَ في الانتخاباتِ النيابيةِ،
وأينَ أنتم اليوم في الطائراتِ الخاصةِ أم في اليخوتِ الفخمةِ؟
***
اما المندسّونَ والذين يستخدمونَ الاسلحةَ الحقيقيةَ ، فعلى من يحكمنا ويديرُ شؤونَ البلدِ اليوم ان يكتشفهم، لا ان تُوضعَ مدينةُ طرابلس كلها في دائرةِ الإتهامِ .
***
ليست المرةُ الأولى التي تنتفضُ فيها طرابلس ، معظمُ البداياتِ تكونُ من طرابلس، لأنها الأكثرُ فقراً ثم تلحقها سائرُ المناطقِ التي هي ليست افضلَ حالاً :
نعم وصلنا إلى هنا :
المناطقُ تتنافسُ على الفقرِ :
هذهِ هي حالُ عاصمةِ الشمالِ وعاصمةِ الجنوبِ ، صيدا ، والعاصمةِ بيروت او بعضها على الأقلِ ، والبقاعِ بمجملهِ.
نعم ، المناطقُ اللبنانيةُ تتنافسُ على الفقرِ،
بجهودِ الطبقةِ الحاكمةِ وفشلها وتخبُّطها المريعِ وطمعها لافراغِ خزينةِ الدولةِ، فعنْ أيِّ مؤامرةٍ تتحدثونْ ؟
إذا كانت هناكَ من مؤامرةٍ فهي مؤامرةُ الجوعِ على الشعبِ اللبنانيِّ الحضاريِّ برمَّتهِ ،
ولم يكن لهذهِ المؤامرةِ أن تتسللَ وتدخلَ إلا لأن السلطةَ التنفيذيةَ السابقة والمستقيلةَ والمكلفةَ، عاجزةٌ وقاصرةٌ عن القيامِ بواجباتها .
***
ولمنْ يُديرونَ دفةَ البلدِ : إنْ لم تقوموا بواجباتكم فإن هذه التحركاتِ ستستمرُ في أكثرِ من منطقةٍ لبنانيةٍ لأن الجوعَ عابرٌ للمناطق .
ومن الخفّةِ والسذاجةِ ان البعضَ يقولونَ إنها حربُ ألاخوةِ، أو سباقٌ على زعامةِ عاصمةِ الشمال ...
باللِه عليكم ، عن أيِّ زعامةٍ تتحدثونَ ؟ الشعبُ ينازعُ وأنتم تتنازعونَ على السلطةِ ؟
من أيِّ صنفٍ من البشرِ أنتم؟
إن الذي جرى ويجري في طرابلس سيتكرّرُ لأن المعالجاتِ لا تكونُ الاّ بتحقيقِ الحدِ الادنى من لقمةِ العيشِ لابناءِ طرابلس مع حفظِ كراماتهم ،وعزّةِ تاريخهم...
فأينَ متصدّرو صفحاتِ مجلةِ فوربس العالميةِ... تحرّكوا!