#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
تساءلَ كثرٌ من المتابعينَ اليومَ، لماذا ستنجحُ وساطةُ الرئيسِ حسان دياب بين رئيسِ الجمهوريةِ والرئيس المكلَّفِ، في وقتٍ لم تنجحْ الوساطاتُ الاخرى وآخرها تلكَ "الدائمةُ" من لواءِ الديبلوماسية الامنيةِ، الصّدوقِ والمتفاني والمصرِّ على تجنيبِ لبنانَ كافةَ السيناريوهاتِ البشعةِ، اللواء عباس ابراهيم مدير عام الامن العام ...
حسب المتابعين وبعض المصادرِ المؤكدةِ ليسَ هناكَ أيُّ بارقةِ املٍ رشحتْ من هذهِ المبادرةِ رغمَ ان الرئيسَ المستقيل بدا متفائلاً بامكانِ حصولِ لقاءٍ بين عون والحريري الذي يبدو مرتاحاً في الاستمهالِ وفي عدمِ حرقِ المراحلِ ومرتاحاً في عدم الاستسلامِ وعدمِ التراخي، ولو ان الناسَ تعبتْ لا بل يئستْ من الانتظارِ الذي لم تعجِّلْ فيهِ لا مصائبُ كورونا ولا انهياراتُ الاوضاعِ الاقتصاديةِ والاجتماعيةِ ولا حجمُ التحدياتِ الاقليميةِ التي تحدثنا عنها قبل ايامٍ وخصوصاً بعد تسلُّم الرئيس بايدن سُدَةَ الرئاسةِ في اميركا...
***
ولكن هل نحنُ بحاجةٍ الى حكومةٍ؟ ها هو البلدُ يسيَّرُ من خلالِ اللجانِ الوزاريةِ، وها هي وزارةُ المالِ تصرفُ حسبَ القاعدةِ الاثنتي عشرية؟ ومن حسناتِ عدمِ وجودِ حكومةٍ ان لا تعييناتٍ جديدةً بالمحاصصةِ ولا نفقاتٍ اضافيةً تُصرفُ على شكلِ سلفاتِ خزينةٍ، ولا مشاريعَ هدرٍ ولا "قراراتٍ همايونيةً" يدفع ثمنها المواطن.
واستطراداً ما دمنا في دوّامةٍ مغلقةٍ ومقفلةٍ امام تشكيلِ الحكومةِ:
هل يمكنُ لاحدٍ ان يطلعَ على الناس ويطلعهم على الاسباب الحقيقيةِ لعدمِ التشكيلِ؟ ما هي الاسبابُ لدى سعد الحريري وما هي الاسبابُ لدى الرئيس عون؟
هل يتبنى الرئيسُ عون ما قالهُ جبران باسيل؟ ولماذا حصرَ سعد الحريري ردَّهُ إما بقصائدَ شعريةٍ اوابياتٍ روحيةٍ او فقراتٍ من كتّاب غربيين؟
الناسُ همها في مكانٍ آخرَ... في المستشفى والدواءِ وماكيناتِ التنفسِ واسعارِ حليبِ الاطفالِ الذي ينقطعُ في الصيدليات. همُّ الناسِ في تأمينِ القوتِ اليومي في بلدٍ مقفلٍ على كورونا، ولكن ايضاً على فرصِ العملِ وعلى المالِ وعلى الرغيفِ وعلى المستقبلِ...
***
تعبَ الناسُ حتى لا اقولَ استسلموا من المطالبةِ لمن جالوا وصالوا ومَن هرّبوا ونقلوا وبيَّضوا اموالاً .
ولكنَ ثمةَ اسئلةً تدافعت بالامسِ ونحنُ نتابعُ الاخبارَ من سويسرا او من لبنانَ عبر الوكالاتِ الاجنبيةِ او عبرَ المصادرِ المصرفيةِ حولَ مسؤوليةِ حاكمِ مصرفِ لبنان،عن تحويلاتٍ بملايين الدولاراتِ الى الخارجِ والاخطَرُ ما نُسب عن احتمالِ تورطِ مصرفِ لبنان في جريمةِ تبييضِ اموالٍ، وهي تعني جريمةً دوليةً كالارهابِ...
كتبنا مراراً وتكراراً وملَلْنا من المطالبةِ بالاجراءاتِ القانونيةِ اللبنانيةِ لمحاسبةِ ايِّ مسؤولٍ مهما علا شأنهُ، اكانَ كبيراً او صغيراً، دون استثناءٍ، فبئنا بالفشلِ الذريعِ، الى ان اتى طلبٌ اوروبيٌ يبدو كمشهدٍ من سيناريو، عن كيفيةِ استبعادِ الجهةِ الصحيحةِ وهي وزارةُ الخارجيةِ المخوّلةُ بالتخاطبِ بين الدولِ مباشرةً،والتي تبلِّغُ بدورها الوزاراتِ المعنيةَ وليسَ سواها...
لم يعد اللبنانيُّ يدركُ الصحَّ من الخطأِ،من كثرةِ السيناريوهاتِ ومن التسريباتِ والتسريباتِ المضادةِ، منها مفبْركٌ، ومنها صحيحٌ، وتتغيرُ كلَّ ساعةٍ، كل ذلك هدرٌ للوقتِ ولتدميرِ البلدِ والشعبِ اكثرَ فاكثر.
***
الايامُ كفيلةٌ بتبيانِ كلِّ الحقائقِ... واذا كنا طرحنا بعضَ الاسئلةِ فذلكَ للاضاءةِ فقط على كلِّ جوانبِ هذا الملفِ، مع التشديدِ والاصرارِ على ان القضاءَ اللبنانيَّ وفي حالِ ثبتتْ هذه التحاويلُ هو وحدهُ الكفيلُ بتبيانِ الصحِّ من الخطأ..
فكفانا تدويلاً لمعاركنا الداخليةِ، ولنثق مرةً واحدةً بقضائِنا.. ولو لمرةٍ...