#الثائر
كتب د. ميشال الشمّاعي في "السياسة" يقول:
باتت المواجهة واضحة في لبنان اليوم، فريق أعلن انتماءه بالكامل إلى المحور الايراني- السوري تحت لواء حزب الله اللبناني، وقد تمّ تقويضه باتفاق فولاذي في 6 فبراير 2006 بما عرف وقتذاك بتفاهم مارمخايل، ولا يمكن أن يخرج منه مَن نهل مكاسبه من منهله من دون أيّ خسائر، قد تطوله في حياته الشخصية.
أمّا الفريق الثاني فهو الفريق الكيانيّ الذي لم يساوم يومًا على سيادة الوطن، ورفض مشاركتها مع أيّ فريق آخر، منذ زمن الاحتلالين المملوكي والعثماني، والانتداب الفرنسي، والمقاومة الفلسطينيّة، وحتى الوصاية السوريّة، وليس انتهاءً بالوصاية الايرانيّة الممارَسة من قبل حزب الله المفترض أن يكون لبناني الولاء.
هذان هما الخطان في الكيان اللبناني، أمّا اليوم فالهيمنة واضحة للخطّ الذي استغل التدهور الاقتصادي وجائحة “كورونا” لضرب الخطّ الكياني عبر ضرب أسس صلبة جعلته يشعر بالراحة في المكان الذي وصل إليه، لربما هي حرب من نوع آخر من دون سلاح أو قتل، إنّما هذه الحرب تهدف إلى إخراج الفئات الشابة من لبنان، وذلك تزامنًا مع تموضع سياسيّ جديد للبنان. وقد يكون ذلك تحسّبًا لحصول أي حرب، أو ضربة عسكريّة ما، لذلك يفرغ فيها هذا الفريق البلد من قواه المقاوِمَة ليستأثر هو وحده بمقدّرات لبنان كلّه، ما يجعله الواحد الأحد القادر على السيطرة الكلية من دون أن يواجَه بأيّ حركة مقاومة. وقد نجح بتحقيق ذلك كالآتي:
-النظام المصرفي: ما يتمّ في موضوع اللعب بالدولار الأميركي هستيريًّا، إذ تغرَق السوق بالدولار غير المعروف المصدر؛ قد يكون مسروقًا من البلدان المجاورة، وقد يكون مهرّبًا إلى لبنان عبر الحدود البرّيّة السائبة، أو عبر الموانئ البحريّة أو الجويّة؛ ومعروف مَن المسيطر على هذه الموانئ، ومع تفلّت سعر الصرف يصبح الوضع الشرائي مستحيلا للفريق الذي يتقاضى راتبه بالعملة اللبنانية. أمّا الفريق المتآمر على الدّولة فهو يغرق بالدولار الأميركي، وبالتالي قدرته الشرائية أكبر بكثير من الفريق الذي سقطت قدرته الشرائيّة أمام هذه الوقائع، وذلك كلّه مع وجود مصرف يشبه في عمله المصرف المركزي تحت عنوان مؤسسة القرض الحسن، يدير الشؤون النقدية لهذه الجماعة. -النظام التعليمي: بعد تدهور سعر الصرف، وكما أشرنا آنفًا، أصبحت حالة الفريق الكياني الاقتصادية صعبة، وذلك أدّى إلى توجه الفئات الشابّة إلى الجامعة اللّبنانية بدل الجامعات الخاصة، ومع ضرب صيت الجامعة اللبنانية من خلال التلاعب في النتائج واستحصال غير الكفوئين على شهادات مهمة، فُرِضَ على الشاب اللبناني الهروب الى الخارج لتحصيل علمه. -النظام الصحي: تقوم وزارة الصحة تحت هيمنة حزب الله بالاستيلاء على أموال الهبات الصحية وتوزيعها بشكل غير عادل، حيث تمّ رفع موازنة مستشفى الرسول الأعظم لتضاهي موازنة المستشفيات الخاصّة مجتمعة؛ ما جعل البنك الدولي يتّجه الى منع هذه الهبات عن الدولة اللبنانية، وتصوير الوضع على أن الانهيار يقع على عاتق المستشفيات الخاصة فقط وبالتالي يتم التستر على تقصير الدولة، أو الإيحاء بأنّ المناطق المسيحية هي مصدر التفشي والتعتيم على مناطق أخرى.