#الثائر
- " فادي غانم "
ينقسم سياسيو لبنان إلى ثلاث فئات "بإستثناء قلة قليلة منهم":
قادة الصف الأول، أمراء الطوائف. يدافعون عن مصالحها، وينطقون باسمها، يدفعونها إلى أقصى درجات الضغينة والحقد والاقتتال إذا اختلفوا، ثم يتصالحون، يتحالفون، يتسامرون، اذا التقت مصالحم، وفوق جثث ودماء الشهداء، الذين أوهموهم أنهم يقاتلون من أجل الوطن.
أي وطن هذا الذي يقتل فيه الجار جاره؟ ويستعدي الأخ أخاه؟ ويُستباح فيه القانون والحرمات والكرامات؟ أي وطنٍ هذا الذي يموت فيه الشعب، من أجل وصول شخص إلى منصب او رئاسة؟ أي وطن هذا الذي تحوّلون فيه الشعب إلى أزلام وعبيد؟ تُقدّمون فيه المرائين على الصادقين، والجهلة على العارفين، الوساطة على الكفاءة، والتبعية والولاء للزعيم على الحرية والولاء للوطن؟
أما الطبقة الثانية من سياسيي لبنان، فهم أولئك المعاونون المشتركون في الحياكة على نول الزعيم. هم المساعدون الذين توكل إليهم مهمة ادارة مصالح الزعيم والدفاع عنها. فهو قد اختارهم وعيّنهم في مناصبهم في السلطة، وداخل إدارات الدولة، ليخدموا مصالحه، وينفّذوا ما يأمرهم به، ولا يحق لهم إِلَّا بمقدار ما يسمح هو لهم من حركة في مداره. فتراهم في إطلالاتهم الإعلامية المظفّرة، يكررون اسمه عشرات المرات، لتكاد تخالهم ببغاوات يحفظن سيمفونية التملّق والمديح عن ظهر قلب.
والأسوأ من الأثنين، هم تجار الكلام. فريق الشتامين برتبة نائب أو وزير أو مسؤول وهو في الحقيقة غير مسؤول. هؤلاء دورهم محدود جداً، وهو كعقولهم الصغيرة المتحجرة. لكن ألسنتهم تقودهم زحفاً خلف القذارة، كما تفعل السنة الأفاعي. فتراهم يتطاولون على الكبير والصغير، ينعقون ويشتمون ليل نهار، ويسمّون ذلك تغريداً. ولكن بئس أصواتهم النشاز.
وهم يحرّضون الناس بعضهم على بعض، وكأنهم أولياء الشيطان وخاصية أعوان الوسواس الخناس، الذي يوسوسوس في صدور الناس، ويدفعهم الى الشر والمخاصمة والاقتتال.
صحيح أن الأولوية الآن لمواجهة جائحة وباء الكوفيد-١٩، لكن وباء الفساد السياسي لا يقل خطراً، ومكافحته أكثر إلحاحاً وصعوبة، ومرضه أشد إيلاماً على المواطنين.
لكل ظالم نهاية، والتغيير تصنعه العقول النيرة والأقلام الحرة وسواعد الثوار الحقيقيين.
لن يحتمل الشعب طويلاً بعد، استخفافكم به، وسرقتكم لأمنه وأمانه وأمواله ومستقبله. وإن الثورة قادمة، وسيجرفكم نهر الحقيقة والمعرفة والوعي، لنبني وطناً حقيقياً يستحقه شعب لبنان العظيم!
فهذا الشعب عظيم بوعيه، ووحدته، وثقافته، ووطنيته، وليس ببغضائكم، وتفرقتكم، وتعصبكم، ومذهبيتكم، المقيتة.