#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
لماذا التهويلُ بالحربِ؟
منذ آب 2006 ، تاريخُ " آخر الحروب " ، مرَّت 14 سنةً من دونِ " ضربةِ كفٍ " ، ومع ذلك ، ومنذ ذلكَ التاريخ وحتى اليوم ، لم يكن يمرُ اسبوعٌ او شهرٌ او سنةٌ إلا وكـانت " السيناريـوهاتُ " تمـلأُ التحليـلاتِ أن " الحربَ آتية وأن طبولَ الحربِ تقرعُ " ليتبيَّنَ في ما بعد ان لا حربَ ولا مخاوفَ منها بل مجردُ تهويلاتٍ سرعانَ ما تتلاشى.
***
على العكسِ من ذلك ، كانت الحروبُ تندلعُ حين لا يكونُ أحدٌ يتوقعها او يحكي عنها :
ألم تندلعْ حربُ تموز 2006 هكذا ؟ مَن يتذكَّرُ أن كلمةً واحدةً لُفِظَت آنذاك عن الحربِ ؟ على الإطلاق .
***
بهذا المعنى لا حلَّ سوى التخفيفِ قدر المستطاعِ من منسوبِ التهويلِ على الناسِ بأن الحربَ واقعةٌ غداً وان كل الاستعداداتِ جاريةٌ لخوضها ... بربكم ، مَن يحضِّرُ للحربِ ويكشفُ عنها ؟
إن الكلامَ عن الحروبِ والتهويلَ بها في اعتقادي له وظيفةٌ أخرى وهي إلهاءُ المواطنِ عن " الحروبِ الحقيقيةِ" غيرِ العسكريةِ التي تُخاضُ ضدهُ والتي هي السببُ الحقيقيُ لأحباطهِ :
1- أليسَ التخبطُ في مواجهةِ جائحةِ كورونا حرباً حقيقيةً ؟
2- أليسَ الغرقُ في البطالةِ بمثابةِ حربٍ ؟
3- أليسَ الجوعُ الذي يدقُ الأبوابَ حرباً حقيقيةً لا وهماً .
4- ولنقلْ للسلطةِ التنفيذيةِ الفاشلةِ : إن عجزكمْ لا يصنعُ معجزاتٍ ، فاخرجوا من هذا الوهمِ وبادروا ، فلا شيء ينفعُ سوى المبادرةِ ، ولا شيءَ صعبٌ إذا قررتمْ المبادرةَ والإنطلاقَ ولكن عليكم القيامُ بالخطوةِ الأولى بدل المراوحةِ في المكانِ الواحدِ .
***
هكذا بعد استبعادِ الحروبِ ، ماذا ستفعلُ السلطةُ التنفيذيةُ بعدما خرجت من يدها لغةُ التهويلِ ؟
المطلوبُ قبل أي شيءٍ آخر وضعُ خطةٍ عمليةٍ لمنعِ الانهيارِ ، وهذا لا يكونُ إلا من خلالِ السعي إلى تفعيلِ حكومةِ تصريفِ الأعمالِ من خلالِ المفهومِ الضيّقِ للكلمةِ.او ليتفضلْ الرئيسُ المكلّفُ سعد الحريري بالقيامِ بما يراهُ ملائماً: للبنانَ اولاً.
وعلى سبيلِ المثالِ لا الحصر ، ماذا أنتم فاعلونَ في موضوعِ الإقفالِ العامِ الذي سيبدأ غداً الخميس حتى الأول من شباط المقبل ؟
إذا قرأنا في الإجراءاتِ المتخذةِ وفي الاستثناءاتِ الموضوعةِ فإن المسألةَ تدعو إلى الضحكِ حتى البكاء ، فما معنى كلِّ هذه الاستثناءاتِ المتخذةِ ؟
هل قرأتمْ الإقفالَ في أكثرِ الدولِ تقدماً ؟ كبريطانيا مثلاً ؟ هل فيها كل هذه الاستثناءاتِ ، من محلاتِ الزهورِ إلى الشققِ المفروشةِ إلى غيرها من الاستثناءات ؟ كذلك الإقفالُ سيعودُ الى فرنسا اعتباراً من العشرينِ من هذا الشهرِ ، فهل نحنُ اهمُ من بريطانيا وفرنسا ؟
ثم أين أصبحَ موضوعُ اللقاحاتِ ؟
الدولُ المحيطةُ بنا تكادُ أن تُنهي تلقيحَ مواطنيها فيما لبنانُ مازال يقرأ الاتفاقَ مع الشركةِ المصنِّعةِ ! " خذوا وقتكم فلا شيء مستعجِلٌ !
ففي الاساس ، انتم لا تعرفونَ قيمةَ الوقتِ ،
فلو كنتم تعرفونها لكنتم تقدّمتم كثيراً في موضوعِ التحقيقِ في انفجارِ المرفأ،
فها نحنُ ندخلُ في الشهرِ السادسِ على انفجارِ المرفأ وما زالَ التحقيقُ في المُربَّعِ الاولِ !
هل عرفتمْ الآن لماذا أنتم فاشلونْ ،عاجزونْ،مستخفونْ، والأنكى انكم جاثمون على صدورنا، وخاطفون البسمةَ عن وجوهنا.