#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
لا يختلفُ اثنان على ان لا حكومةَ في المدى المنظورِ... كلُ ما يجري من لقاءاتٍ ولفٍّ ودورانٍ لا يصبُ في الاتجاهِ الصحيحِ، المعادلةُ واضحةٌ واسيرةُ عدةِ عناصرَ لكنَّ ما يربطُ هذهِ العناصرَ بالمعادلةِ هو من يكسبُ الثلثَ المعطّلَ في هذهِ الحكومةِ.
نسي من يتشاركُ او من يشكلُ او من يستفردُ بتشكيلِ الحكومةِ ان هناك واقعاً سياسياً جديداً فرضتهُ الثورةُ والثوارُ وان هناكَ انهياراً في البلدِ تقتضي معالجتهُ بعيداً عن المحاصصةِ والتوازناتِ والكلمةِ الفصلِ لمن في الحكومةِ وكيف تطرحُ الملفاتُ وكيفَ تحسمُ وكيف يُصوَّتُ لها..
***
تعبَ الناسُ لدرجةِ اليأسِ من حجمِ "التفاهاتِ" التي يتمسكُ بها بعضُ من يديرُ اللعبةَ السياسيةَ في البلادِ... وعملياً صارَ الشعبُ رهينةَ المطالبِ الفرنسيةِ بحكومةِ اختصاصيينَ مع ضمانةِ ان تكونَ وزاراتُ الاشغالِ والاتصالاتِ والطاقةِ مضمونةً باسماءٍ موثوقةٍ من جانبهم..، والى المطالبِ الفرنسيةِ تأتي المطالبُ العربيةُ والاميركيةُ بحصرِ التمثيلِ الشيعيِ باختصاصيينَ بعيداً عن أيِّ تمثيلٍ حزبيٍ. ولا تقفُ ازمةُ الحكومةِ والشعبِ الرهينة، عند هذين المطلبين، فالى مسألةِ حصرِ التمثيلِ الدرزي بوليد جنبلاط يسعى رئيسُ الجمهوريةِ العماد ميشال عون لتكبيرِ الحكومةِ لكي يكونَ هناكَ ممثلٌ عن النائب طلال ارسلان وعندها حكماً وزيرٌ كاثوليكيٌ ثانٍ...
***
وهذا لبُّ الموضوع: اذا لم نتمكنَ من رفعِ عددِ الوزراءِ الى 22 لكي يمتلكَ رئيسُ الجمهوريةِ العماد عون الثلثَ المعطّلَ يأتي المطلبُ من بعبدا ان يكونَ لرئيسِ الجمهوريةِ سبعةُ وزراءٍ بما يضمنُ الثلثَ المعطّلَ في يدهِ فيما حملَ الرئيس المكلف سعد الحريري الى الرئيس العماد ميشال عون يوم الاثنين تركيبةً من دونِ اسماءٍ تتضمنُ خمسةَ وزراءَ مسيحيين يُسمّيهمْ رئيسُ الجمهورية اضافةً الى وزيرٍ ارمني..
والجديدُ في ما حملهُ ايضاً اعادةُ اعطاءِ وزارةِ الطاقةِ لفريقِ رئيسِ الجمهوريةِ او للتيارِ الوطني الحر شرطَ ان يتشاركَ الرئيس المكلف سعد الحريري مع الرئيس العماد ميشال عون في تسميةِ الشخصيةِ او في وضعِ فيتو عليها...
كل هذا السيناريو لن يمشي... المطلوبُ...عملياً من يملكُ القرارَ في مجلسِ الوزراءِ اختصاصياً كان أم حزبياً او مُقنَّعاً...
***
لان هذه الحكومةَ في ظلِ الوضعِ الراهنِ قد تدومُ سنواتٍ، اذا ذهبنا الى مجموعةِ انهياراتٍ وتأجيلِ انتخاباتٍ نيابيةٍ وفراغٍ رئاسيٍ اذا تعذرَ انتخابُ رئيسٍ جديدٍ... عندها من يمسكُ بالبلادِ...
للأسفِ: انهم يتصرفونَ وكأن هناكَ جمهوريةً فيما صار واضحاً ان "النقار" هو على فُتاتِ الجمهوريةِ وما بقي منها، وان الشعبَ لا يملكُ تصوراً لما سيكونُ في جيبهِ غدا وكيفَ سيدفعُ ومن أين سيأتي بالمالِ ليعيشَ خصوصاً مع بدءِ اجراءاتِ رفعِ الدعمِ.
للمفارقةِ حسبَ دراسةٍ للبنكِ الدوليِ فان 23% من اللبنانيين يعيشونَ على حسابِ المساعداتِ الخارجيةِ التي تأتيهم عبر منظماتٍ غيرِ حكوميةٍ لأن لا ثقةَ بمؤسساتِ الدولةِ...
***
كل هذا الا يفرضُ التعجيلَ بتشكيلِ حكومةِ "ثقةٍ" تعيدُ للجمهوريةِ بعضَ هيبتها وتُعطي الشعبَ بعضاً مما فقدهُ من أملٍ وضوءٍ؟
ألم يحنْ الوقتُ لتنسَوْا مصطلحاتِ المحاصصاتِ،ألم يحنْ الوقتُ لصحوةِ ضميرٍ؟